بعد خسارة روسية محققة في قاعدة "الوطية" في الغرب الليبي، بتدمير منظومتين للدفاع الجوي الروسي "بانستير" بشكل متوالٍ، أرسلتهما الإمارات لمعاونة مليشيات حفتر للتصدي لسلاح الجو في الجيش الليبي، تلقت روسيا ضربة تالية بعدما وصف السفير الأمريكي لدى ليبيا "ريتشارد نورلاند" ما يحدث في ليبيا اليوم بـ"حرب إقليمية بالوكالة"، مشيرا إلى وجود ما يقرب من ألفي مرتزق تابعين لشركة "فاجنر" الروسية، معتبرا أن وجودهم والمعدات العسكرية المتطورة التي يملكونها، لا يدل على احترام سيادة ليبيا أو سلامتها الإقليمية.
ويستعين "حفتر" بمرتزقة من جنسيات مختلفة في معاركه ضد حكومة "الوفاق" المدعومة دوليا.
وقالت الأمم المتحدة، في تقرير تم تسليمه إلى مجلس الأمن الدولي في 24 أبريل، إن مرتزقة من مجموعة "فاجنر" الروسية ومقاتلين سوريين جاءوا من دمشق لدعم قوات "حفتر" في ليبيا.
https://twitter.com/EbrahimGasuda/status/1261714143356293120
#عملية_بركان_الغضب: صور تُظهر تدمير قواتنا البطلة عربة صواريخ غراد لميليشيات حفتر الارهابية في قاعدة الوطية الجوبة امس السبت#عاصفة_السلام pic.twitter.com/vH8atRuB1o
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) May 17, 2020
منظومة الدفاع الجوي
وقال الجيش الليبي، الأحد، إنه نجح في تدمير ثاني منظومة للدفاع الجوي الروسية "بانتسير" بعد ساعات من وصولها إلى قاعدة "الوطية" الجوية.
وقال بيان للجيش، نشرته صفحات "بركان الغضب"، إن "منظومة بانتسير الصاروخية المدفعية المضادة للطائرات مثبتة على سيارة MAN-SX45 نقلت إلى ليبيا من الإمارات لدعم مليشيات حفتر الإرهابية في العدوان على طرابلس".
وأكد الناطق باسم قوات الجيش "محمد قنونو"، أن سلاح الجو وجّه فجر الأحد 3 ضربات جوية في قاعدة الوطية الجوية ومحيطها.
وأضاف "قنونو" في تصريح صحفي، نقلته "بركان الغضب"، أن "إحدى الضربات تعاملت مع طائرة "وينغ لونغ" صينية الصنع دعمت بها الإمارات مليشيات حفتر الإرهابية، ودمرّت في الضربتين الأخريين دشما في القاعدة الجوية تحتوي على مخازن للذخيرة".
وأعلنت قوات الجيش الليبي عن تدمير أول منظومة للدفاع الجوي الروسية "بانتسير"، مساء السبت، وذلك فور وصولها إلى قاعدة الوطية الجوية.
خسائر حفطر في قاعدة الوطيه pic.twitter.com/yG2kPC3iPM
— Wkh (@Wkh47235765) May 17, 2020
نفوذ روسي
"ريتشارد نورلاند" بعدما أعلن عن سحب دعمه للروس بمهاجمة "فاجنر"، بدأ يعرض خدماته على المنتصر والمستحوذ على طرابلس، وأوضح ذلك بعدما هاجم حفتر، وقال عن اللواء المتقاعد زعيم المليشيات إن لديه نفوذا، و"لكنني أعتقد أنه ذكي بما يكفي لإدراك أنّ نفوذه ينحسر مع كل يوم تستمر فيه المواجهات، وهو عرضة لخطر فقدان كلّ شرعية سياسية، ما لم يسمح للشرق بالتفاوض".
وأشار السفير الأمريكي في ليبيا إلى أن الشركات الأمريكية على استعداد للعودة إلى ليبيا بمجرد توقف القتال، ويمكن أن تكون شريكة ممتازة للشركات المحلية، إذ إن ليبيا تعيد بناء اقتصادها.
وأضاف "حتى في الوقت الراهن، هناك غرفة تجارة أمريكية في طرابلس، وجمعية رجال أعمال أمريكية ليبية في واشنطن على استعداد للمشاركة. والمهم هو إنهاء القتال وإرساء حكومة فعالة يمكن أن تخلق مناخًا مستقرًا ومواتيا للاستثمار لاستقطاب الشركات الأجنبية والسماح للقطاع الخاص الليبي بالازدهار".
وعن سحب دعم الأمريكان لحفتر قال: "لقد بدأت الدول التي تدعمه تدرك أنّ أهدافها في مكافحة الإرهاب قد تمّ تقويضها من خلال الهجوم الذي شنّته القوات المسلحة العربية الليبية على طرابلس".
وتبنى "نورلاند" إرساء نظام سياسي ديمقراطي مستقر في ليبيا، وقال "لا يزال هدفا واقعيا، بالرغم من وجود الميليشيات المسلحة، وزاد "لا أعتقد أن الشعب الليبي سيقبل بأقل من الديمقراطية الكاملة".