رصد مراقبون تعدد الإصابات بفيروس كورونا بين أفراد داخلية الانقلاب، لا سيما من العساكر والأمناء وقليل من الضباط، وهو ما يفسر خوف الضباط ونأيهم عن التعامل المباشر، وهو ما ينذر بوصول الوباء للمصريين المتعاملين مع الداخلية، لا سيما في السجون، وهو ما يهدد حياة نحو 114 ألف مصري بالسجون، منهم 70 ألف سياسي، بحسب بيان من المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
الإصابات بدأت تُعلن بشكل سري أو من خلال تسريبات لا تنشر بالصحافة المصرية التي يسيطر عليها الانقلاب، ويضعها ضمن منظومة الأذرع الإعلامية، بحسب تصريح للسيسي.
ولاحظ المراقبون أن الإصابات لأفراد الشرطة تأتي في سياق الاشتباه بالمخالطة لمصابين في مدن تفشي فيها الوباء، ومنذ 5 أبريل وتحويل المواطن “إبراهيم الصباحي”، 59 عاما، للحجر الصحي، جراء اشتباه في إصابته بفيروس كورونا بمركز شرطة كفر سعد محافظة دمياط بدأت التسريبات.
أخيرا كشف مصدر أمني عن أن فيروس “كورونا” ظهر في معسكر لقوات الأمن المركزي بالقاهرة، بحسب موقع (الخليج الجديد).
وأضاف المصدر أن الوباء ضرب عددا لم يحدده من المجندين في المعسكر، الكائن داخل نطاق محافظة الجيزة عند منطقة “الكليو 10.5” بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي. ونقلت سيارات الإسعاف المجندين المصابين ليلا، قبل أيام، بعد سريان حظر التجول.
وفي وقت سابق فرضت داخلية الانقلاب إجراءات مشددة، وتدابير احترازية؛ للكشف المبكر عن المجندين، وعزل العائدين من إجازاتهم، للحيلولة دون تفشي الوباء داخل المعسكر.
وفاة أمين شرطة
وقبل يومين توفي أمين الشرطة “عبيد سالم” من مديرية أمن الأقصر، بعد تدهور حالته لإصابته بكورونا، وتسود حالة ذعر وغضب في المديرية بعد ثبوت إصابة ١٤ من الضباط وأفراد الشرطة ممن خالطوه.
واليوم السبت، عاد إلى مركز فاقوس بالشرقية أمين شرطة من عمله في بورسعيد، ولاحظت زوجته ارتفاع حرارته فأبلغت عنه، فاصطحبته الشرطة ومن خالطوه من أهل بيته إلى مستشفى العزل بالمدينة.
ووصلت الإصابات إلى أفراد الداخلية ممن يعملون بقطاع الأمن المركزي في التجمع الخامس، بعد إصابة أمين شرطة بقرية منية البندرة بمركز السنطة في محافظة الغربية بفيروس كورونا، وعليه قام الأهالي بحملة تعقيم وتطهير داخل القرية.
ناقل للمرض
وتأكد بحسب نشطاء من دكرنس بالدقهلية إصابة مجند من المركز، لدى أدائه الخدمة في مدينة نصر، واكتشف أهله إصابته فتم تحويله على مستشفى دكرنس للصدر قبل تأكيد إصابته، ومنها إلى مستشفى العزل. وأكد النشطاء إصابة ٤ أطباء بمستشفى دكرنس و٢ من الممرضات وأغلقوا المستشفى.
وفي سياق نقل الوباء، زار أمين شرطة يسكن في بني سويف، ويعمل بمديرية أمن البحر الأحمر، قريبًا له رجع من العمرة، فتسبب في إصابة ١٩ من قوه أمن المديرية، من ضباط وأفراد، ويخضعون حاليا للحجر الصحي في مركز تدريب بالغردقة، وأوضح النشطاء على التواصل أن الأوضاع خارج السيطرة بسبب تعدد حالات الإصابة وتجددها.
العدد بالآلاف
وقدر المحامي والناشط عمرو عبد الهادي أعداد المصابين في وقت سابق، من مارس الماضي، بنحو 2700 مصاب من المجندين، وقال إن هناك تعتيمًا على الإصابات. وكتب على حسابه: “بعد إصابة ٢٧١٤ مجند بفيروس كورونا لأول مرة.. المخابرات الحربية والسيسي ينفذون توصيات المخابرات العامة، وقف تجنيد دفعات جديدة، ووقف اختبارات التطوع، ووقف الإجازات لمعظم المجندين، وأي مجند في إجازه يعود للحجر الصحي”.
https://twitter.com/amrelhady4000/status/1243497797858582533
وقالت صفحة شباب ضد الانقلاب “انتقال الفيروس داخل رجال الشرطة بالشكل ده خطر كبير جدا على المعتقلين، وعلى السيسي إنه يحافظ على حياة الآلاف جوه #خرجوا_المساجين”.
توفي امين شرطة عبيد سالم من مدرية امن الأقصر بعد تدهور حالته ب #كورونا
وتسود حالة ذعر وغضب في المدرية بعد ثبوت إصابة ١٤ ضباط وفرد شرطة ممن خالطوهانتقال الفيروس داخل رجال الشرطة بالشكل ده خطر كبير جدا علي المعتقلين وعلي السيسي انه يحافظ علي حياة الآلاف جوه #خرجوا_المساجين pic.twitter.com/JsoOmvCbWT
— شباب ضد الانقلاب (@YouthAntiCoupAC) April 10, 2020
وكتب الباحث السوداني “عبد الله ضيف” عن أفكار داخلية الانقلاب في مصر: “فكرة شيطانية جهنمية للحكام الطغاة للتخلص من المعارضين بالجملة فى مذبحة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحجة أنا ماليش دعوة”.
تقرير حقوقي تركى: الشرطة هددت المعتقلين بوضع مصاب بفيروس كورونا بينهم.
فكرة شيطانية جهنمية للحكام الطغاة للتخلص من المعارضين بالجملة فى مذبحة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحجة ''انا ماليش دعوة''
تقرير حقوقي تركى: الشرطة هددت المعتقلين بوضع مصاب بفيروس كورونا بينهمhttps://t.co/nsCKfOL7uy
— عبدالله ضيف (@111111_abdallah) March 30, 2020
وكتب جمال صيام: “إذا قامت الدولة بإخلاء سبيل السجناء حتى مع تدابير احترازية وحظر صحى منزلى تكون قد أصابت عدة عصافير بحجر واحد، أهمها أنها تحمى رجال الشرطة والمجتمع من تفشى فيروس كورونا، وثانيها أنها توفر جهودها لضبط إجراءات مكافحة الفيروس، هذا غير الجانب الإنساني”.
ورصد تقرير لبوابة “الحرية والعدالة” أن “الشرطة هي التي تولّت تنفيذ حظر التجوال، وفرض غرامات تصل إلى 4 آلاف جنيه على المخالفين، وليس الجيش الذي ينزل غالبًا في كل مرة يتم فيها فرض حظر التجوال”.
وأضاف أن “تكليف الشرطة لا الجيش بفرض حظر التجوال أمر يرجع إلى الرغبة في اختبار قوتها على تنفيذ ذلك، بعد الدعم الكبير الذي حصلت عليه عقب انقلاب 3 يوليه 2013، وقيامها بتنفيذ عدة مجازر جماعية، وقمع أي معارض، ما يتوقع معه عدم تحدي الشعب لها بالخروج”.
وأشار التقرير إلى أن “عدم نزول الجيش وتكليف الشرطة فقط ربما هو بروفة لاختبار قوة الشرطة، فضلا عن الثقة في التزام المصريين؛ لأنه مرض وبائي قاتل لا أزمة سياسية”.
وعبر عن احتمال أن يكون عدم نزول الجيش “له علاقة بأنباء انتشار كورونا بين ضباط الجيش والجنود، وحالة الارتباك داخل الجيش، فضلًا عن تكليفه بعمليات تطهير للمناطق المهمة مثل الوزارات والشوارع التي يمر منها السيسي في مصر الجديدة ومدينة نصر فقط”.
وختم التقرير بأن “نزول الشرطة جزء منه متعلق بسياسة الجباية التي يتبعها السيسي مع الشعب برفض غرامات، حيث نشرت الشرطة صورة محضر مخالفة حظر التجوال، وتطبقه بالفعل على عشرات المصريين للجباية، بدعوى مخالفتهم حظر التجوال رغم صعوبة عودة بعضهم لمنازلهم بسبب الزحام، وأكد مصريون أنه تم فرض غرامة عليهم بالفعل 4 آلاف جنيه لمن يخرق الحظر.