تجارة عنوانها الموت، السلاح حاضر فيها بقوته وسهولة وصوله إلى من يرغب فى اقتنائه، سواء بغرض البلطجة والإرهاب أو الدفاع عن النفس، إلا أن الأمر يختلف في فضيحة صفقة الاسلحة السرية التي أبرمها جنرال إسرائيل السفيه عبدالفتاح السيسي مع كوريا الشمالية، تلك الدولة المارقة المحاصرة دوليا والتي تفضحه الان؛ لأنه أولاً لم يسدد ثمن الصفقة، وثانيًا اكتشفتها أمريكا الغاضبة من خروجه عن النص.
ويتساءل المراقبون: هل السفيه السيسي وطني لهذه الدرجة، حتى إنه ضحى بسمعته كعميل مخلص لأمريكا في مقابل تسليح جيشه، حتى لو بالطرق غير الشرعية حماية للوطن؟
لا..!
والإجابة بكل أريحية: “لا”.. فالأمر لا يتعدى كونه صفقة يريد السفيه السيسي وعصابته التربح من ورائها، والزبائن المحتملون قد يكون سفاح سوريا أحدهم، كما لا يمكن استبعاد أن تكون الجماعات الإرهابية جنوب الصحراء في إفريقيا زبونا آخر، لا سيما أن إصرار السفيه السيسي على التواجد في ليبيا، يفتح الباب أمام هذا الاحتمال.
ثمة قول آخر في الفضيحة الكورية، وهو أن السفيه السيسي اشترى الأسلحة بأمر أمريكي، حتى لو تظاهر الأمريكان بعكس ذلك؛ لأن تلك سياستهم وأساليبهم في توريط العملاء والخروج من الفضائح بجبهة بيضاء ناصعة.
وأكدت فضيحة الصواريخ الكورية الشمالية التي اشترتها عصابة الانقلاب أن السفيه السيسي أحد القائمين عليها، منذ أعلن العسكر في 1952 تأسيس جمهورياتهم وأسواقهم، وحين يذكر السلاح فلا بد أن يذكر معه منافذ تهريبه، الحدود الغربية مع ليبيا والحدود الجنوبية مع السودان وسيناء.
السؤال هنا: ما هو سبب إعادة فتح ملف تجارة السلاح عقب فضيحة الصواريخ الكورية؟، يكفي أن نعلم أن حجم تهريب السلاح سنويا يدرُّ على عصابة السيسي نحو 40 مليار دولار، وهو رقم خطير لا يدخل الموازنة العامة ويعود للشعب بالطبع، وإنما يأخذ طريقه إلى صناديق العسكر السرية في بنوك الخارج.
ويتم التهريب في حاويات يقوم المسئولين بتزوير أوراقها، فتدخل الموانئ على أنها مثلاً أجهزة كهربائية وفي داخل الحاويات سلع أخرى، وهناك اتفاقيات لمرور حاويات من ليبيا إلى الخارج تمر عبر مصر، وكذلك التجارة الترانزيت التي تتم في مصر كلها أبواب خلفية لعمليات التهريب خاصة الأسلحة والمخدرات.
ومحليًا أيضًا!!
تجارة السلاح محليًّا نشطت في سنوات الانقلاب أكثر من السابق، بعدما تحولت لباب للكسب السريع يفوق تجارة المخدرات، وباتت أرباح العملية الواحدة لتجارة السلاح تصل إلى 100% من رأسمال العملية، وفق ما أكد مهربون.
تسويق الأسلحة، لم يعد أمرا صعبا، فبحسب مهربين فإن أغلب الشحنات التي يشرف عليها جنرالات من الجيش تكون مباعة مسبقا، خصوصا لعائلات الصعيد التي باتت ترى في السلاح عزوة وباتت تتفاخر بامتلاكها مضادات للطائرات وجرينوف.
ولم يقف الأمر عند التهريب، فالرغبة الكبيرة عند جنرالات الجيش في تلك التجارة زادت مع الانقلاب ودفعت البعض، خصوصًا في الصعيد، إلى التوسع في إنشاء ورش السلاح المحلية، وتحت سمع وبصر الداخلية تحولت قرية القصير بأسيوط لمصنع أسلحة صغير، فيما بدا مركز البداري وكأنه سوق علني لتجارة السلاح، ووصل الأمر إلى شراء الأهالي القنابل اليدوية، ما يثير المخاوف من استخدامها في الخلافات العائلية ما قد يؤدي إلى وقوع عدد كبير من الضحايا.
وبينما بدأ المصريون يلتفتون إلى فيديوهات الفنان ومقاول الجيش محمد علي، والتي يكشف فيها المستور في بيزنس السفيه السيسي، ويتهمه بإهدار المال على القصور، صعد نجم محمود السيسي نجل السفيه، الذي يعمل بالمخابرات العامة المصرية.
نجل السفيه هو أحد المطلعين على تجارة السلاح في مصر، والذي كان قبل 6 سنوات ضابطاً برتبة رائد ثم أصبح عميداً بالمخابرات العامة، وتردد اسمه كثيراً على أسماع المصريين بصفته العقل الذي يدير الأجهزة الأمنية للدولة، ويتحكم في عديد من الملفات الكبرى، وأهمها إدارة صفقات السلاح وتشغيل دائرة الإرهاب في سيناء.
نجل السفيه إرهابي..!
وتزامن مع توجيه أصابع الاتهام المباشر للمرة الأولى إلى نجل السفيه تأكيد عديد من المصادر كيف أصبح الشاب الثلاثيني هو المسئول الأول عن إدارة غرفة العمليات التي تدير ملف التصدي للمقاول ورجل الأعمال محمد علي، الذي كشف المستور.
وكشفت وثيقة داخلية مصرية نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تفاصيلها عن أن عصابة العسكر حاولت تهدئة كوريا الشمالية، فيما يتعلق بسفينة أسلحة تم توقيفها في مصر، وتبين أن عصابة الانقلاب هم المستفيدون من هذه الشحنة.
وتتحدث إحدى الوثائق، وهي رسالة من وزارة الخارجية في حكومة الانقلاب، عن اجتماع في مبنى المخابرات المصرية من أجل حل مشكلة السفينة، ومن بين الحلول التي تعهد بها السفيه السيسي تعويض بيونج يانج ماليًا عن السفينة.
وتبين الوثيقة أن كوريا الشمالية هددت السفيه السيسي قائلة إن: “عليه حل أزمة السفينة بسرعة”، وقد حثت خارجية الانقلاب لجنة مخابراتية خُصصت لحل أزمة سفينة الأسلحة الكورية الشمالية، على إيجاد حل بأسرع وقت بعد تهديدات كوريا الشمالية.