كان المهندس عماد العليمي أحد أبرز القادة العسكريين والأمنيين في حماس، لذلك كان تشييعه أمس مختلفا؛ حيث ودعه الفلسطينيون من مسجد “العمري” بالبكاء والعهد على مواصلة الطريق الذي كان يسلكه في سبيل تحرير بلاده من الاحتلال الصهيوني.
“مهندس” حماس الذي أصيب منذ 3 أسابيع بعيار ناري خطير في الرأس وصفه رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بأنه “”كان مهندسا لحماس في الفكر السياسي والعسكري والأمني والعمل النقابي والمؤسساتي وفي الداخل والخارج، كما كان سياسيا بامتياز”. لافتا إلى أنه تولى مسؤولية قطاع غزة في العمل العسكري حينما كان يقيم في الخارج.
وفي المسجد العمري الكبير بغزة وصف “هنية” الشهيد “العليمي” بأنه “لم يكن رجلا عاديا.. خسرته حماس وخسرته فلسطين والمقاومة». وقال «تشرفت برفقة عماد العلمي في العمل فكان قدوتي، وقائداً أكبر من الإداريات والمواقع والمناصب». وكشف كذلك عن مرافقته للعلمي في الحرب الأخيرة على غزة، عندما تعرضا لقصف إسرائيلي، أدى إلى إصابته.
وأضاف رئيس المكتب السياسي للحركة، أن كل من عمل مع عماد العلمي وناقش معه «القرارات الاستراتيجية» المتعلقة بثوابت القضية الفلسطينية «يدرك أنه كان من أشجع الرجال». ووصف هنية شخصية العلمي بالقول «فلا صمته ولا هدوءه على حساب قضيته، ولا سمته الجميلة ووجه يعني أنه كان يحمل قلبا مرتجفا، بل كان يحمل قلبا قويا ذكياً». قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة “حماس”: إن وفاة القائد عماد العلمي،
خسارة كبيرة لفلسطين وحماس، مشيرًا إلى أنه كان “رجلًا حكيمًا، وصاحب بوصلة مستقيمة وفكر عميق وناضح”.
وأضاف مشعل في كلمة له ببيت عزاء العلمي، مساء الثلاثاء، في العاصمة القطرية الدوحة، أن القائد الراحل “رجل أعطى من النضال والجهاد والكفاح سنوات طويلة”. وتابع “بوصلته السياسية مستقيمة واضحة لا التباس فيها؛ فالقيادة تطمئن له؛ إذا ما أرسلته في مهمة ما”، مؤكدًا أنه “كان صاحب وزن في اتخاذ القرار، فلا شطط ولا تطرف؛ ودائما أقرب إلى الاعتدال الراسخ”. وفي تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قال فايز أبو عيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح: إن العلمي كان رجلاً استثنائياً في منهجه وسلوكه، مشيداً بجهوده الوطنية في الحفاظ على الوحدة الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية.
والعلمي من مواليد 16 فبراير1956، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس القطاع، والتحق بصفوف حركة حماس في سن مبكرة، وكان من الناشطين في العمل الإعلامي للحركة منذ تأسيسها.
وحسب السيرة الذاتية للرجل التي أوردتها حركة حماس، فقد اعتقلته قوات الاحتلال بعد 6 أشهر من انطلاقة الحركة وحكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة «التنظيم والتحريض» من خلال اللجنة الإعلامية التابعة لحماس، وأنه في عام 1990أفرج عنه من سجون الاحتلال ليعود ويمارس نشاطه في إطار عمل الحركة، ليعاد اعتقاله في يناير من عام 1991، وأبعد إلى خارج فلسطين عام 1994.
وواصل العلمي نشاطه في إطار حماس بعد الإبعاد وتنقل بين عدة دول عربية، وكان له دور كبير وفعال في دعم القضية الفلسطينية والانتفاضة في مراحلها كافة، وشغل منصب أول ممثل لحركة حماس في إيران، وغادر الرجل سوريا بداية عام 2012 وانتقل مع عائلته للعيش في قطاع غزة من جديد، حيث انتخب بعدها نائبا لهنية رئيس حركة حماس في القطاع عام 2013، وأصيب في إحدى قدميه إثر غارة إسرائيلية على أحد المنازل في مدينة غزة خلال الحرب الأخيرة، ما أدى إلى بتر إحدى قدميه.