كتب أحمدي البنهاوي:
بعدما حملت الإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن كافة التداعيات الناتجة عن عدم التراجع عن هذا قرارها غير القانوني بنقل السفارة للقدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني، قالت قمة إسطنبول "نعلن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وندعو الدول إلى أن تعترف بدولة فلسطين والقدس الشرقية المحتلة عاصمة لها"، وردا على قرار ترامب قبل 6 أيام، صرح رئيس المكتب السياسي لـ"حركة حماس" إسماعيل هنية تعليقاً على قرار ترامب أن لا وجود لإسرائيل لكي يكون لها عاصمة والقدس موحّدة لا شرقية ولا غربية، بل هي فلسطينية عربية إسلامية وعاصمة دولة فلسطين، وإلى الآن لم يصدر تعليق من حركة حماس على بيان القمة، انتظارا لكشف ملابسات وضع عبارة "القدس الشرقية" في البيان الختامي ومن وقف على ذلك.
حتى أن الكيان الصهيوني لم يفته التعليق على بيان التعاون الإسلامي، فقال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو، إنه "ليس منبهرًا ببيان القادة المسلمين حول القدس الذي حثوا فيه دول العالم على الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين".
وأضاف نتانياهو أنه يعتقد أن العديد من الدول ستحذو حذو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
من جانب آخر، رفض رواد السوشيال تضمين بيان القمة الختامي العبارة واعتبروا أن القدس الموحدة عاصمة لفلسطين وهما وقف إسلامي لا يجوز التنازل عنه أو التفريط فيه، فيما رأى مراقبون أن وضع العبارة يقف وراءه مهندس أوسلو محمود عباس وممثل منظمة التحرير والذي لطالما دأب والملك عبدالله ملك الأردن وسفير الانقلاب ترديد مثل تلك العبارة.
فما هي القدس الشرقية والقدس الغربية؟
تقسمت القدس في 1948: وفي حرب 1948 (النكبة) استطاعت المنظمات الصهيونية، وعلى رأسها الهاجانا؛ باحتلال 78% من أرض فلسطين.
وقامت باحتلال جزء كبير من القدس. فسميت المنطقة التي احتلها العدو بالقدس الغربية والمنطقة التي بقيت في يد الدولة الأردنية بالقدس الشرقية.

القدس الغربية:
وتضم متحف إسرائيل المشهور عالميًا ولفافات وقراطيس الكتاب المقدس (مخطوطات البحر الميت)، ومبنى البرلمان (الكنيست)، ومبنى المحكمة العليا الجديد، وسلسلة جبل الذكرى الذي يضم قبور الجنود الإسرائيليين القتلى وقادة وزعماء الدولة الصهيونية، وتتميز بمبانيها المصممة على أحدث الطرز الغربية.
في 1948 تقسمت القدس إلى غربية محتلة وشرقية ظلت بأيدي الأردن.

القدس الشرقية:
بقي المسجد الأقصى في المدينة القديمة في القدس الشرقية بأيدي المسلمين إلى أن قامت حرب الـ1967 وعندها احتلت إسرائيل القدس الشرقية أيضًا. صدر قرار مجلس الأمن 242 القاضي أن تعيد إسرائيل ما احتلته في حرب 1967 ومن بينها القدس الشرقية. وهو قرار لم ينفذ حتى الآن.
ومنذ 1967 قامت إسرائيل بمصادرة ثلث أراضي القدس الشرقية وبناء المستوطنات ويعيش في القدس الشرقية حوالي 190 ألف مستوطن (2009).
صميم النزاع
وتأمل السلطة الوطنية الفلسطينية أن تقيم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وفي المقابل أصدرت إسرائيل قرار سنة 1980 يقول إن عاصمة إسرائيل هي القدس الموحدة (وهي القدس الشرقية والغربية إضافة إلى مناطق محيطة) ولكن الأمم المتحدة ودول العالم رفضوا هذا القرار ولم يعترفوا به، وما زالوا يعتبرونها أراضي محتلة.
ملكية الأراضي في محافظة القدس 1946: 84% عرب 14% يهود، توزيع سكان محافظة القدس عام 1946: 62% عرب، 38% يهود
في 1967 ضمت إسرائيل قرى محيطة إلى بلدية القدس حتى صارت القدس ثلاثة أضعاف ما كانت عليه وأصبحت أكبر مدينة فيما يسمى بإسرائيل.
وفي إحصائية 2007 كان توزيع السكان في بلدية القدس حسب إحصائية 2007 هو كالتالي: 64% يهود و32% مسلمين و2% مسيحيين.