كتب: سيد توكل
طالب الأكاديمي والمفكر العربي الفلسطيني عزمي بشارة، بالخروج من العملية السياسية وبدء صراع مفتوح مع الاحتلال الصهيوني؛ على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لـ"إسرائيل".
وشدد بشارة- في برنامج "لقاء خاص" على شبكة التلفزيون العربي، مساء أمس الإثنين- على أن "المسار السياسي الراهن لا يقود إلى دولة ولا إلى دولتين".
وأكد أن هذا "المسار غطاء لشرعية نظام أبارتهيد- نظام تفرقة عنصرية- لممارسات عنصرية تقوم بها إسرائيل"، وقال إن "الفلسطينيين خارج لعبة العملية القائمة حاليا"، داعيا إلى "صراع مفتوح مع الاحتلال".
كذبة الوساطة
وشدد على أن العملية السياسية الحالية تجري من خلال كذبة تسمى "وساطة"، في إشارة إلى الوساطة الأمريكية، مشددا على أن الإدارة الأمريكية "أكثر تطرفا من إسرائيل".
وذكر أن الرهان الإسرائيلي والأمريكي إزاء قرار الرئيس دونالد ترامب، الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل، يتلخص في "مظاهرات وردود فعل وتنتهي مثل غيرها، ثم يبقى القرار والاستيطان الإسرائيلي بالقدس".
وأوضح أن "الفلسطينيين جميعا، سلطة في الضفة ومقاومة في غزة، إذا لم يجدوا معادلة جوهرية ليس فقط للوحدة وإنما لقلب الطاولة، فلن يتغير شيء في القضية الفلسطينية".
ولفت بشارة إلى أن هذه المعادلة الجوهرية يجب أن تُغير المعادلات مثل الخروج من العملية السياسية.
وأشار إلى أن حل السلطة ليس حلا وإنما البحث عن "استراتيجية واقعٍ"، ليس فقط للصدام أو مواجهة عسكرية مع الاحتلال.
كيان عنصري
وطالب بشارة القيادة الفلسطينية بتقرير طبيعة مشروعها الوطني، متسائلا: "هل هي معنية باستثمار الحدث عبر استراتيجية لها؟!".
وأضاف أن القيادة الفلسطينية "مطالبة بتحديد موقفها من عملية السلام وتحديد مشروعها".
كما أكد بشارة أن المفاوضات مع الراحل ياسر عرفات فشلت بسبب قضية القدس، وأوضح أن عرفات "قاوم بشراسة التنازل عن القدس، واستقبل استقبال الأبطال، ليس لأنه حررها، بل لأنه لم يتنازل عنها".
وقال إنه منذ عام 1948 عقب النكبة، هناك قرار أمريكي بعدم التسليم بالواقع الذي فرضه الاحتلال على القدس، حتى جاء ترامب.
وأفاد بأن جميع رؤساء الولايات المتحدة قاموا بتأجيل نقل السفارة الذي اتخذه الكونجرس عام 1995، لافتا إلى أن اعتبارات الكونجرس غالبا داخلية.
ولفت إلى أن بنية إسرائيل عنصرية، ولا ندري كيف ستعامل العرب في القدس وأهلها من الخارج حال وجود دولتين.
وبعد أسبوع تقريبًا من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحادي الجانب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، من المتوقع أن تسبب هذه الخطوة الكثير من الاضطراب، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
صهيونية ترامب
وعلى الرغم من عدم وجود ضغط حقيقي من حكومة الاحتلال الصهيوني، وعدم وجود إجماعٍ في واشنطن على اتخاذ هذه الخطوة، ضرب ترامب بعقود من السياسة الأمريكية طويلة الأمد عرض الحائط.
فقد اعترف بالقدس كعاصمة لـ"إسرائيل" دون الإشارة إلى مطالبات الفلسطينيين بالجزء الشرقي من المدينة، مما دفع المحللين والدبلوماسيين السابقين الى نعي حل الدولتين، حسب الصحيفة الأمريكية.
وقد صرح ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، للصحفيين بأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب لن يحدث على الأرجح فى العام القادم 2018، مما يثير المزيد من التساؤلات حول توقيت بيان ترامب.