مجدي عزت
في ظل المخططات الانقلابية على تاريخ وتراث بلاد الحرمين، والتي بدأت مع اعتلاء محمد بن سلمان منصب ولي العهد السعودي، والتواصل الاستراتيجي مع أمريكا وإدارة رئيسها دونالد ترامب، تعددت الانتكاسات الاجتماعية والشرعية في المملكة العربية السعودية، حيث تعالت سياسات التضييق على المظاهر الإسلامية، مقابل استحداث العديد من الظواهر والقوانين البعيدة عن تعاليم الإسلام، مثل التضييق على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وانتشار مراكز التجميل والموضات المختلطة، والتي كان آخرها تنظيم عرض أزياء مختلط في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء الماضي، تحت رعاية الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وأثار ذلك انتقادات مجتمعية واسعة، انتهت بإصدار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الأحد الماضي، أمرًا ملكيًا يقضي بإعفاء المستشار في وزارة التجارة والاستثمار، غسان بن أحمد السليمان من منصبه، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية.
ولم تذكر الوكالة سبب الإقالة، لكنَّ سعوديين قالوا إنها جاءت بسبب التجاوزات التي تم ارتكابها في تنظيم عرض أزياء مختلط في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء الماضي، تحت رعاية الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، التي يتولى فيها السليمان منصب محافظ الهيئة.
وكان السليمان قد استنكر ما صاحب افتتاح أول أكاديمية للتدريب على أساليب التجميل في السعودية، خلال تغريدة منشورة له عبر حسابه الرسمي على تويتر، قال فيها: "تستنكر الهيئة ما صاحب افتتاح أكاديمية نضرة للتجميل، الأربعاء الماضي، في الرياض، والذي لا يمثل تقاليدنا الإسلامية، حيث إن العرض المقدم خلال الحفل لم يكن للهيئة علم به".
ورغم تغريدة السليمان، إلا أن انتقادات كثيرة نالته، خاصة مع حضوره حفل الافتتاح ورعاية الهيئة لهذه الفعاليات، ونشر مشاركون على تويتر مقطع فيديو للسليمان أثناء مباركته لفعاليات الافتتاح على شبكات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاج #عرض_أزياء_الرياض قائمة التغريدات الأكثر تداولا في الممكلة خلال الأسبوع الماضي.
إلا أنه من جهة أخرى، اعتبر البعض أن الحفل كان طبيعيًا ومواكبا للتطورات الأخيرة بالسعودية، والتي تعد بمثابة انفتاح على الثقافات الأخرى، واستحداث هيئة الترفيه وتقليص عمل "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، ومشروعات السياحة الترفيهية بمشروع "نيوم".
وافتتحت أكاديمية نضرة للتجميل أنشطتها، يوم الأربعاء 29 نوفمبر، وتعد الأكاديمية التدريبية الأولى بالسعودية لتدريب الفتيات على أساليب التجميل، وتهدف إلى تدريب 100 ألف سيدة بحلول 2020.
وهكذا تسير بلاد الحرمين على خطة ترامب نحو الإسلام الأمريكاني، والتي تفاقمت مع حملات اعتقال العلماء ووقف كثير منهم عن العمل والخطابة.