كتب- أحمدي البنهاوي:
مع كل مأساة جديدة تشهدها مدينة حلب السورية، ينطلق الغرب لعقد جلسة "طارئة" جديدة لا لوقف المجازر التي تنفذها القوات الروسية المساندة لزميلتها الإيرانية والنظام العلوي بقيادة السفاح بشار الأسد، بل ذرا للرماد في العيون واعتبرها نشطاء سوريون على التواصل الاجتماعي أنها جلسة يائسة.
وكان أبرز ما جاء الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بطلب من فرنسا لمناقشة الأوضاع الإنسانية في حلب، اتهام السفير البريطاني ماثيو رايكفورت، مجلس الأمن بعدم قدرته على إتخاذ قرار حتى الآن لما يحدث في سوريا!
وقال "مجلس الأمن لم يستطع حتى اللحظة من اتخاذ قرار في سوريا"
وأضاف أن الحصار بات أمرا عاديا في سوريا في الوقت الذي "يرفض فيه النظام السوري منح تصاريح لإدخال المساعدات".
وأعلن أنهم يطالبون الآن "بوقف إطلاق نار فوري للسماح بوصول المساعدات" معتبرا أن "استهداف المدنيين جريمة حرب وسنلاحق المسؤولين عنها".
إلا أن السفير البريطاني هو نفسه طالب أمام الأمم المتحدة في 26 أكتوبر الماضي، "يجب وقف قصف المستشفيات والمدارس في حلب".
أوضاع مأساوية
من جانبه، أعتبر السفير الفرنسي في الأمم المتحدة أن "الأوضاع الإنسانية في حلب مأساوية، وعلى الأطراف المتصارعة احترام القانون الدولي الإنساني، كاشفا أن سكان حلب الشرقية محاصرون وهناك جرائم حرب ترتكب".
ودعا السفير الفرنسي إلى أهمية "تقديم المساعدات والحماية للمدنيين في حلب".
دي ميستورا
وكالمغرد خارج السرب، دعا المبعوث الأممي للأزمة السورية "دي ميستورا" في بداية حديثه إلى أن تكون المداخلات مركزة على ما يجري في حلب قائلا "أرجو أن تركز المناقشات اليوم على المأساة الإنسانية في حلب".
وأوضح أنه "خلال الأيام القليلة الماضية فر الآلاف من شرق حلب واستمرار القتال سيؤدي لفرار المزيد..ويجب الالتزام بأحكام القانون الدولي وحماية المدنيين في حلب".
وطالب المبعوث الأممي بتمكين المنظمة العتيقة الأمم المتحدة بالوصول إلى أحياء شرق حلب!
وقال إن "عشرات الآلاف من المدنيين في حلب يحتاجون إلى المساعدة ويجب أن تصل إليهم المساعدات دون شروط..في القوت الذي تنهمر فيه القنابل وقذائف الهاون على المنازل والمستشفيات والمدارس، وهو ما أضطر آلاف السوريين إلى الهروب من المدينة".
الإغاثة صفر
واتفق ستيفن أوبراين، وكيل الامين العام للشؤون الانسانية والاغاثة والطوارئ أمام مجلس الأمن، في بيان تلاه حول الوضع في حلب، مع طرح دي ميستورا في دعوة الحكومة السورية إلى تمكين الأمم المتحدة من تلبية الاحتياجات الإنسانية، مع إشارته إلى أن "عشرات موظفي الإغاثة الإنسانية حوصروا في حلب"، داعيا من وصفهم ب"أطراف النزاع" إلى " احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إليهم".
وأبدى أوبراين قلقه إزاء مصير المدنيين المحاصرين شرقي حلب، وتوقف المستشفيات في شرق حلب مع عدم القدرة على تأمين العلاج للمصابين".
وقال أوبراين "على مجلس الأمن التوحد ووضع حد للحصار الوحشي وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات، ودعا الجميع للسعي إلى حل سياسي في سوريا
تقرير اليونيسيف
من جانبه أوضح بيان منظمة "اليونيسيف" كارثية وضع الأطفال في سوريا"، وأن أطفال حلب يعيشون رعبا يوميا جراء القصف، موضحا أن "الأطفال هم ضحية العنف المستمر في حلب"، وأدعت أن "هناك انتهاكات صارخة ترتكب من كل الأطراف بحق الأطفال"، مركزة على أن "العام كان كارثيا لقطاع التعليم في ظل الهجمات التي تستهدف المدارس".
وقالت المنظمة المعنية بصحة الأطفال في العالم إن العنف دمر البنى التحتية وأطراف النزاع تعمدت قطع إمدادات المياه وإن النظام الطبي يوشك على الانهيار والحصار يؤثر على المدنيين، مع تأكيد الرؤى الأممية بأهمية تأمين الوصول إلى المناطق المحاصرة لتأمين الاحتياجات الملحة".
مع مطالبة "اليونيسيف" كل الأطراف برفع الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط.