زيارة عون للسيسي.. لله أم لتوسيع تحالف القتلة؟

- ‎فيأخبار

كتب سيد توكل:

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ انقلاب عبدالفتاح السيسي على حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، وصل الاثنين الماضي إلى القاهرة الرئيس اللبناني، ميشال عون، فيما رأى خبراء أن إعلان السيسي مساعدة لبنان يأتي نكاية في التحالف الخليجي مع تركيا، ويهدف إلى توسيع تحالف القتلة الذي يضم إيران وروسيا وبشار الأسد وحكومة العراق.

واعتبر الكاتب الصحفي المصري وائل قنديل، أن نظام الانقلاب شريك مع نظام بشار الأسد في قتل وقمع الشعب السوري، وأكد في برنامج "حديث الثورة"، أن السيسي مؤيد للأسد ولا يمكنه أن يضحي بالدعم الروسي الإسرائيلي لنظامه مقابل الدعم الخليجي الذي يمكن أن يمارس معه الابتزاز.

وأشار إلى أن السيسي يدرك ارتباطه العضوي بالأسد وبحفتر في ليبيا والحوثي في اليمن، وأي انتصار للثورات العربية سينعكس سلبا على نظامه.

وقال قنديل إن دول الخليج تبني مواقفها على دعم الثورة السورية لأنها تخاف من المد الإيراني، لكنها في الوقت نفسه تجابه بإشكالية حق الشعوب العربية في تقرير المصير، وبالتالي فهي في مأزق منطقي.

لبنان في أحضان إيران
من جانبه اعتبر السفير عبد الله الأشعل، المرشح الرئاسي السابق، إن دافع الرئيس اللبناني ميشال عون إلى زيارة القاهرة وإقدام السيسي على مساعدته، منها أن لبنان يحتاج إلى الانضمام لتحالف "القتلة" الذي يقوده السيسي.

وأشار الأشعل إلى أن السيسي يحاول أن يكون عوضا عن السعودية التي قررت العام الماضي إيقاف المساعدات التي كانت مقررة لتمويل الجيش اللبناني لشراء أسلحة من فرنسا، على خلفية "المواقف اللبنانية المناهضة" للمملكة في أزمتها مع إيران.

ومن المقرر أن تنتهي زيارة عون إلى القاهرة اليوم، بعد جولة تضمنت تفقد جامعة الدول العربية والكاتدرائية المرقسية ومشيخة الأزهر، علما أن الزيارة تأتي بدعوة من السيسي وتهدف إلى تثبيت وشراء الشرعية الدولية والإقليمية للانقلاب.

السيسي: سوف أصطف مع إيران
رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي تعهد في مؤتمر صحفي عقده مع عون بأنه "سيواصل دعم لبنان على كل الأصعدة"، مشيراً إلى أنه بحث مع نظيره اللبناني ميشيل عون سبل دعم الاقتصاد المصري المنهار، بينما دعا عون السيسي لزيارة لبنان، ورحب السيسي بالدعوة قائًلا: "قريبا سأكون في لبنان".

من جهته وصف الكاتب الصحفي السوري المعارض بسام جعارة العلاقة بين السيسي والأسد بأنها "تحالف قتلة يعلمون أن سقوط الأسد يعني سقوط السيسي وسقوط السيسي يعني سقوط الأسد".

وعن علاقة السيسي بدول الخليج، قال جعارة "إن السيسي يقول لدول الخليج: إذا لم تدعموني بالرز فسوف أصطف مع إيران، وهذا ما تخشاه دول الخليج".

دعمَ الاحتلال الروسي
بدوره رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي أن السيسي يمسك العصا من الوسط، وموقفه متماهٍ مع الموقف الروسي والإيراني في سوريا ومضاد للموقف السعودي والخليجي.

وأضاف أن السيسي يحذر من سقوط النظام السوري ويعتبر أنه إذا حدث ذلك فإن الجماعات المتطرفة ستسيطر على سوريا، مما سيهدد الأمن القومي المصري.

وأشار الشايجي إلى أن الإستراتيجية الخليجية تسعى للتحالف مع جنرالات الانقلاب بشأن سوريا، لكن الانقلاب أقرب إلى روسيا وإيران، معربا عن استغرابه لرفض وزير خارجية الانقلاب أي تدخل سعودي بري في سوريا، بينما دعمَ التدخل الروسي.

جدير بالذكر أن الرئيس اللبناني ميشال عون فسر علاقته برئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بأن كلاهما يأتي من خلفية عسكرية فإن ذلك "بالتأكيد يخلق صراحة وصداقة، لأننا كعسكريين نسلك الطريق الأقصر للتفاهم.. أما الدبلوماسية فطريقها طويل.. ولها تعابير لا تقال وعلينا الحذر منها. وأعتقد أننا بدأنا تفاهما قبل أن نلتقي"، حسب قوله.