كتب: إسلام محمد
"صعدنا بالتوفيق وخرجنا بالعدل".. لخصت تلك العبارة التي كتبها أحد رواد "فيس بوك" أسباب خروج مصر من بطولة كأس الأمم الإفريقية في محطتها الأهم، حيث لعب التوفيق دورا كبيرا في وصول المنتخب المصري "المكافح" إلى الدور النهائي للبطولة الأولى إفريقيا، إلا أن "العدل" منح المباراة للفريق الذي حافظ على لياقته حتى اللحظات الأخيرة من المباراة، وتمكن من العودة إلى أجوائها بعد أن حقق "الفراعنة" الفوز بهدف في الشوط الأول.
ومرت مسيرة المنتخب بالعديد من العقبات التي تمكن من تخطيها خلال أدوار البطولة المختلفة، والتي أوشك المصريون على الفوز بلقبها، ولكنها ضاعت منهم في الدقائق الأخيرة، وتأتي الإصابات والإجهاد الشديد الذي عانى منه اللاعبون في المرتبة الأولى بين أسباب الخسارة، حيث بدأت الإصابات قبل بداية المباريات بإصابة الحارس الأول شريف إكرامي واستبعاده من التشكيل الأساسي، ثم جاءت إصابة الحارس الثاني أحمد الشناوي واستبعاده من البطولة نهائيا، لتكون الصدمة الثانية للمنتخب، ما وضع الفريق المصري في حرج بالغ بسبب الاضطرار إلى أن يحرس عصام الحضري مرمى الفريق باقي المباريات.
وتوالت الإصابات بشكل غير متوقع، حيث أصيب محمد عبد الشافي، وتبعه 6 لاعبين آخرين، بالإضافة إلى استبعاد "كهربا" من المباراة النهائية بسبب حصوله على الإنذار الثاني في مباراة بوركينا فاسو، كما تسبب الإجهاد في عدم اللعب بشكل مثالي في المباراة النهائية.
ولعل الخطأ الذي تداركه "كوبر" بإشراك رمضان صبحي، رغم الخلاف الذي نشب بينهما، غير إلى حد كبير في شكل المنتخب المصري إيجابيا؛ بسبب تمتعه بلياقة بدنية عالية وسط الإجهاد الذي عانى منه المنتخب بشكل واضح، والذي يعتبر من الأسباب التي أطاحت بالحلم المصري في اللحظات الأخيرة.
ورغم تمني المصريين الفوز باللقب، إلا أن سفر عدد من الإعلاميين المؤيدين للانقلاب إلى الجابون، ومحاولة استغلال فوز مصر المتعاقب سياسيا كان مثيرا للاستياء، بالإضافة إلى سعي قائد الانقلاب للقفز على البطولة، عبر مشاهدة مباراة المغرب على إحدى مقاهي أسوان، واتصاله بلاعبي المنتخب بين شوطي المباراة النهائية، أعاد إلى الأذهان ذكريات مباراة مصر والجزائر التي أقيمت بالخرطوم، والتي كان ينتظر أن تكون تدشينا لدفع جمال مبارك إلى صدارة المشهد الرئاسي في مصر، إلا أنه في كلا الحالتين لم يتحقق أمل السياسيين في استثمار المنتخب لتحقيق أهدافه.
وعلى كل الأحوال، ربحت مصر منتخبا قويا، ولاعبين يتسمون بالإصرار والعزيمة، وجمهورا متحمسا لتشجيع منتخب بلاده حتى النهاية، في نفس الوقت الذي خسر فيه السيسي وأذرعه الإعلامية فرصة ذهبية للترويج لانتصار لم يتحقق.