برلمان العسكر: قصة “وا إسلاماه” إرهابية.. وقطز نموذج القتل والذبح

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

في إطار حرب دولة السيسي البوليسية المعادية لكل ما هو إسلامي، حتى الطلاق الشفوي، افتعل برلمان العسكر معركة جديدة مع التراث الإسلامي، من خلال ما تقدمت به نائبة باقتراح برغبة تعديل المناهج التعليمية، قالت فيه إن قصة "وا إسلاماه" تحفز على الإرهاب، على الرغم من أن القصة موجودة منذ سنوات ولم تشجع على التطرف.

فيما طالب وكيل لجنة التعليم، أعضاء المجلس بتقديم اقتراحات بتطوير التعليم بالكامل وليس التركيز على قصة بعينها.

وزعمت النائبة منى منير، عضو برلمان العسكر، أمس الأحد، خلال اقتراح بتعديل وتطوير المناهج التعليمية الخاصة بجميع مراحل التعليم الأساسى فى مصر، فهناك بعض الفصول فى المناهج الدراسية التى يجب أن يتم استبدالها نتيجة صعوبة فهمها بالنسبة لذوى النفوس الضعيفة، لاحتوائها على بعض المفاهيم والأحداث التى قد تحدث نتيجة عكسية تنعكس مباشرة على المجتمع فى صورة تشدد وتعصب، قد تصل إلى حد الإرهاب، مستعرضة مقطعا لما جاء فى قصة "وا إسلاماه" المقررة على الصف الثانى الثانوى.

وأضافت -في هزليتها المقدمة- أن القصة تضمنت بعض الأحداث التى قد يتم تصويرها على نحو خاطئ قد يدفع بعضا من شبابنا المغرر به إلى اعتناق بعض الأفكار المتشددة التى يتم الترويج لها خلال الآونة الأخيرة، ومن ضمن تلك الأحداث الحوار الآتى: وأمَرَ السلطانُ بأسْرَى التتار فقُتِلوا جميعاً. وكان فيهم قائدُهُم (ابن جنكيز خان) فأمر به فأحْضِرَ إليه لِيَقْتُلَهُ بِنَفْسِهِ!! لكن محمـوداً تقدَّمَ إلى خاله قائلاً: "ياخالى إنك لا تقتل إلا جنكيز خان نفسه، أما ابنه هذا فدعْهُ لِسَيْفى فإنه غيْر أهْلٍ لسيْفِك، فضحِك جلال الدين ومن معه وقال: صَدَقْتَ يا محمــود، عليك به فاقتُلْه على ألا تزيد عن ثلاث ضربات!!، فتقدَّم محمــود حتى دنا من ابن جنكيز خان فهزَّ سيْفه هزَّتين فى الهواء، ثم ضرب به عُنُقَ الأسير ضرْبَةً أطارت رأسه، فكبَّر الحاضرون فَرحين مُعْجَبين بِقُوَّةِ الأمير الصغير، والْتفَتَ إلى خاله: "لم أزدْ على ضَرْبَةٍ، فقام خاله وعانقه قائلاً: بارك الله فيك يا بطل".

وتابعت النائبة فى بيانها: "هذا ليس مقطعاً من مذابح داعش ولكنه قصة مقررة على أطفال الصف الثانى الثانوى فى جمهورية مصر العربية، التى لها وزير تعليم دولة تصدر نفسها للعالم على أنها تواجه الإرهاب إنها قصة وا إسلاماه".

واستطردت النائبة: "ليقرأ كل إنسان ما يريد لكن بالحديث عن المنهج التعليمى فنحن أمام تشكيل وجدان وعقل وانتماء ومعنى وطن، لا ينفع مع كل هذه المعانى المبتغاة والمطلوبة من التعليم، مستنكرة أن إرغام بأن يعجب ببطولة طفل يبتر فيها الأعناق ويتلاعب بالجماجم، بقولها: "لو كتب فى ورقة الامتحان غير ذلك أو أبدى اعتراضه أو حتى امتعاضه سيحصل على الصفر ويرسب ويعيد السنة".

وأشارت منى منير، إلى أنه بدلاً من أن نصدر تلك الصورة المتشددة عن الإسلام للأطفال التى قد تدفعهم لارتكاب ما لا يحمد عقباه على حد قولها، يجب أن نقوم برفع الحس الوطنى بداخلهم وزرع روح الوطنية والفداء والتضحية من أجل الوطن عن طريق استبدال تلك القصص بغيرها من قصص أبطال القوات المسلحة الذين يدفعون كل ما هو نفيس وغالٍ فى سبيل رفعة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه.

وأفصحت منير عن نوياها الحقيقية خلال الاقتراح، وهو تصوير قصص البطولة المزعومة من خلال أعمال جنرالات العسكر في مواجهة خصومه ومعارضيه والتي تتم تحت الزعم بمحاربة الإرهاب، كما حدث في مجزرة رابعة اعدوية، حيث زعمت أن هناك الكثير والكثير من الأعمال البطولية التى قد قام بها أبطال القوات المسلحة فى سبيل ذلك والتى يمكن أن يتم جمعها وصياغتها على شكل محتوى تعليمى ينسب كل فئة عمرية على حدا وان تقوم وزارة التربية والتعليم بطرح تلك القصص فى المناهج التعليمية على المراحل المختلفة مما سيؤدى غلى رفع الحس والروح الوطنية عند النشء بدلا من أن ينشأ على فكرة القتل والذبح والتشدد للإسلام.

واقترحت منير، تحديث كتاب خاص مستقل ينفرد بذكر أسماء شهداء القوات المسلحة وجهاز الشرطة الذين قتلوا، وأخذهم نموذج بدلا من جلال الدين محمود وقطز، الذي اعتبرته من نماذج القتل والذبح والعنف والتطرف.