الشافعي: تجديد الخطاب الديني لا يأتي بتوجيهات من فوق

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

أكد د.حسن الشافعى، عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس مجمع اللغة العربية، أن قضية تجديد الخطاب الدينى، الذى دعا إليه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي  مرارًا وتكرارًا خلال الاحتفال بالمناسبات الدينية على مدار السنوات الماضية، لا يأتي التوجيه فيها من فوق، قاصدا توجيهات قائد الانقلاب، وإنما التجديد يأتي من خلال استشعار رجال الدعوة بالمسئولية.

وأوضح الشافعي -خلال حواره مع جريدة "صوت الأزهر" أمس الأربعاء، أن أولى خطوات التجديد تقوم بضرورة عودة الأزهر إلى ما قبل خطة تطوير فى عام 1963، أى اقتصار الأزهر على تدريس كليات العلوم الشرعية والتخلى عن تدريس الكليات العملية.

وقال الشافعي إن تجديد الفكر ليس أمرًا يتم بين يوم وليلة، ولعل فى هذا إشارة إلى ما ورد فى حديث النبى، فالمسألة كل قرن وليس بين يوم وليلة ((إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها)) وهناك اتفاق بين العلماء أن التجديد الدينى على الأقل على رأس كل مائة عام، وليس هذا تحديدًا دقيقا من الناحية الزمنية إنما هو إشارة إلى أن اختمار الفكر وظهور ألوان جديدة من الحضارة".

وأضاف أن أمر التجديد يرجع إلى تجديد الفكر والعمل على مواجهة مشكلة الوقت الراهن بحلول جديدة مستقاة من الشريعة، لكنها تتعامل مع الواقع والأزمات والأوضاع الجديدة أكثر من الماضى، ثم يصل ذلك فى خطاب مسموع أو مقروء أو منظور فى وسائل الإعلام.

وأوضح الشافعي أن مسألة التجديد لها جانبان، جانب يتعلق بالدعوة، والصوت الدينى فى مشكلات المجتمع الراهنة، والجانب الآخر يتعلق بالفكر الدينى، وتناول هذه المشكلات بما يقدم لها الحلول والظروف المتجددة، وكلاهما مرتبط بالآخر، فلا يمكن تجديد الفكر الدينى بمعنى الخطاب الدينى الدعوى إلا بتجديد الفكر الدينى بمعنى بالدعوة إلا بتجديد التأويل والبحث العلمى، وربما يضاف إليهما أمر ثالث وهو إعداد المشتغلين بالفكر الدينى أى المناهج والوسائل التربوية للعاملين فى هذا الحقل، والتغيير يأتى بإحساس ينبثق من داخل المشتغلين والمسؤولين عن هذا الفكر، ولا يأتى التغيير بتوجيهات من فوق.

ورد على المشككين في كتب التراث والمهاجمين لها بأن المشكلة ليست فى الكتب، فالتراث يحمل أحداث قرون، والكتب تحوى تراثًا متنوعًا، لأن كل جزء منها يتناسب مع ظروف العهد الذى ظهر فيه، فطبيعى جدًا أن يكون التراث محتويًا على ما قد يتناسب مع أحوالنا الراهنة، وقد يكون فى أحوالنا الراهنة ليس موجودًا فى التراث قط.. ولا يوجد له إجابة.