ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بصورة غير مسبوقة في أسواق محافظة بني سويف.
وعزف مرتادو سوق محيي الدين الرئيسي بمدينة بني سويف عن الشراء باستثناء السلع الضرورية، في حين امتنع المواطنون عن شراء الفواكه والسلع الكمالية.
وأكد مواطنو بنى سويف ارتفاع سعر كيلو الأرز إلى 5 جنيهات، وسعر الطماطم إلى 4 جنيهات، والبطاطس 6 جنيهات، والبصل 5 جنيهات، والقلقاس 6 جنيهات، بينما وصل سعر كيلو اللحوم البيضاء إلى 16 جنيها، ومتوسط سعر اللحوم الحمراء إلى 60 جنيها للكيلو.
تقول ف. ع موظفة: "المشكلة ليست في الباعة ولا منتجي السلع ولكن لدينا منظومة فساد متكاملة، تبدأ بحكومة ترفع ضريبة الفدان على الفلاح من 20 الي 200 جنيه في العام، ومرورًا بمنظومة انتقالات مكلفة لمنتج السلعة بسبب جشع بعض سائقي سيارات النقل، إضافة إلى إتاوات يضطر البائع إلى أن يسددها للبلطجية وموظفي المجالس المحلية لتركه يفترش الأرض أمام بضاعته، ويكون المواطن البسيط هو المطالب بسداد فواتير تلك المنظومة الفاسدة.
ويضيف سيد عوني -بالمعاش وأحد مرتادي سوق محيي الدين-: "أسكن بحي الغمراوي القريب من السوق، وطوال عمري أتعامل مع الباعة وأعرف كبار التجار داخل السوق، ويحكي لي معظمهم عن المعاناة التي يواجهونها في سبيل الحصول على متر ليفترشوا الأرض ببضاعتهم بسبب انتشار البلطجية بشكل غير مسبوق وتحكمهم في السوق، بينما قوات الأمن تطارد الشباب والفتيات في التظاهرات".
ويتساءل محمد السيد -موظف بإحدى الجمعيات الخيرية-: "ماذا يريد منا القائمون على أمر البلد الآن، مشيرا إلى أن السلع في تزايد مستمر وما أن تستقر أسعار سلعة إلا وترتفع الأخري، في حين أن رواتبنا معلقة بقرار المحافظ الانقلابي، ولم نتسلم رواتب شهرين، واضطررنا إلى استخراج تحويشة العمر لنأكل العيش الحاف أنا وأبنائي، وأصبح الوقوف أمام محل جزارة أشبه بالحلم بعيد المنال.
ويقول دكتور محمود علي -طبيب حكومي-: "راتبي 300 جنيه، وفي الوقت الذي نبذل قدر طاقتنا لخدمة الناس إلا أن الحكومة تكافئنا بارتفاع غير مبرر للسلع الأساسية، وأصبح أمامنا كموظفين أن نسرق لنطعم أبناءنا أو نموت جوعًا.
وعن تطبيق التسعيرة الجبرية، يقول م. خ -تاجر جملة-: "تطبيق التسعيرة الجبرية من الممكن أن يؤدي إلى نقص شديد في المعروض من الخضروات والفاكهة، أما أزمة ارتفاع الأسعار فهي أزمة سنوية؛ السبب الحقيقي لها هو جشع وتلاعب تجار التجزئة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل وإيجار الفرشة.
يشار إلى أن منطقة محيي الدين -في عهد الانقلاب- تشهد فوضي عارمة بعد أن استولي صغار الباعة على الطريق وتركهم السوق الأصلي بمنطقة حوض الدلالة، بينما يعاني سائقو السيارات الأجرة والملاكي مشكلة العبور من أمام السوق في حدود منطقة لا تزيد عن مترين .