كتب سيد توكل:
يطير وزير خارجية الانقلاب سامح شكري إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، للتحضير لزيارة مرتقبة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الشهر المقبل، في الوقت الذي يصل فيه قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف إل فوتيل إلى القاهرة.
ووصل التقارب بين السيسي وترامب إلى درجة كبيرة، بعد عام من الفتور بسبب ثورة 25 يناير ووصول الرئيس المنتخب محمد مرسي، للحكم في مصر، وبات السيسي يحمل 4 ملفات ترضي دموية وعداء ترامب للعرب والمسلمين.
وزار رئيس الانقلاب الولايات المتحدة أكثر من مرة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكنه لم يقم بزيارة رسمية إلى البيت الأبيض من قبل منذ انقلابه، وقال ترامب بعد اللقاء "كان هناك تفاهما جيدا.. إنه شخص رائع"، وأضاف أنه "يسيطر بحق على زمام الأمور في مصر"، كما أشاد السيسي بترامب وقال إنه أظهر "تفهمه العميق والكبير للمنطقة".
توطين الفلسطيين في سيناء
فاجأ أيوب قرّا، الوزير بالحكومة الصهيونية، الجميع يوم الأربعاء الماضي بتغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر حول تبني الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو «خطة السيسي بإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء بدلًا من الضفة الغربية.
وفي اليوم التالي تعززت المخاوف، بعد تصريحات ترامب في مؤتمر صحفي مع نتنياهو، التي قال فيها إنه ستكون هناك عملية سلام كبيرة تضمن قطعة أكبر من الأرض، وتتضمن إشراك حلفاء عرب فيها.
تصفية ثوار ليبيا
وينتظر أن تتطرق محادثات شكري “الملف الليبي”، بالتوازي مع ملفات عدة، إذ أصبح الوضع في ليبيا مُقْلِقا باتجاهات كثيرة، إذ تشير تقديرات إقليمية إلى أن عدم المبادرة إلى وضع حلول للملف الليبي، من شأنه أن يؤثر على أمن واستقرار الدول المُجاورة.
وسبق أن ألمح السيسي خلال خطاب سابق له أنه لو لم يكن يؤمن بحكمة والدته هذه لكان قد فكّر في احتلال ليبيا الجار المضطرب لمصر، قائلاً: "في ظروفنا الاقتصادية الصعبة كان ممكن نفكر أفكار شريرة نقفز على بلد نأخذ خيرها، الظروف كانت سانحة ونقوم بالاعتداء على دولة".
ولم يخفِ حفتر دعم السيسي له؛ إذ اعترف في عدة لقاءات صحفية بالمساعدات التي تلقاها جيشه من سلطات الانقلاب عندما قال إن مصر أمدته ببعض الدعم اللوجستي كالتموين، كما أكدت عدة تقارير تلقيه أسلحة وذخائر مصرية لاستخدامها في عملية الكرامة، من بينها تقرير صدر عن الأمم المتحدة، ذكر أن مصر قامت بانتهاك الحظر المفروض على شحن الأسلحة إلى ليبيا في عامي 2014 -2015.
القتل في سيناء
وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سيركز فقط على مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، ولذا فإنه لا أمل في حل القضية الفلسطينية، أو إنهاء معاناة الشعب السوري.
وأضافت الصحيفة في مقال لها في 16 نوفمبر، أنه فيما يتعلق بمصر، فإنه ستكون هناك عودة أخرى للعلاقات الوثيقة بين القاهرة وواشنطن بعد فترة من الفتور في عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما.
وتابعت الصحيفة " في المقابل، يعول ترامب كثيرا على النظام المصري لمكافحة الإرهاب في سيناء، ورغم أن مصر دولة بوليسية، إلا أن الرئيس الأمريكي المنتخب يعتبرها قوة استقرار ممكنة في الشرق الأوسط"، حسب تعبيرها.
قالت المجلة أن حملة السيسى ضد الإسلاميين فى مصر، قد تكون القضية المشتركة مع ترامب الذى ينادى أيضا بشن الحروب ضد المسلمين.
قاعدة عسكرية
ومن المرتقب الحديث عن موافقة مبدئية على طلب إدارة الرئيس دونالد ترامب من السيسي لاستضافة قوة عربية مشتركة لمكافحة النفوذ الإيراني؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة لتحويل مصر إلى قاعدة مسلحة لحساب الولايات المتحدة.
التقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلًا عن مسئولين عرب لم تكشف عن هويتهم، يحمل عنوان "الولايات المتحدة وحلفاؤها في الشرق الأوسط يستكشفون إمكانية تأسيس تحالف عسكري عربي".
ويقول التقرير: "التحالف المحتمل قد يتبادل معلومات استخبارية مع الكيان الصهويني ل بهدف مكافحة النفوذ الإيراني"، ويشمل التحالف المقترح السعودية والإمارات ومصر والأردن، وفقا لخمسة مسئولين من البلدان العربية المذكورة المشاركين في المناقشات.
وإضافة إلى ذلك، قد تنضم دول عربية أخرى إلى التحالف، "ناتو صهيوني" وأفادت الصحيفة أن التحالف سيكون على غرار "الناتو"، بحيث يكون أي اعتداء على أي دولة من أعضائه بمثابة اعتداء على الكل؛ إلا أن التفاصيل لم تتضح بعد.
ومن المنتظر أن تقدم الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا واستخباريًا للتحالف ، يتجاوز ما تقدمه لنظيره الذي تقوده السعودية في حربها ضد الحوثيين.