كتب أحمدي البنهاوي:
من غير المعروف ما إذا كان نجم النادي الأهلي محمد أبوتريكة، سيحضر جنازة والده الحاج محمد أبوتريكة بمسقط رأسه بقرية ناهيا عشاء اليوم الأحد أم لا.. فرغم طمأنة إعلام الانقلاب نقلا عن مصادر بأنه "لن يتم توقيف أبوتريكة فى مطار القاهرة حال وصوله لحضور جنازة والده"، إلا أنه ما يزال مطلوبا للمثول أمام نيابة الانقلاب بعد إدراجه مع 1500 آخرين، على لائحة دعم "الإرهاب"، مما يضع "أمير القلوب"، أمام موقف حرج يسمح بدخوله وخروجه دون معوقات، كما يفتح الباب لانضمام اللاعب لقافلة الآلاف الذين حرمهم الانقلاب من دفن ذويهم خارج وداخل البلاد.
الموقف القانوني
وأثار ضم أبوتريكة للقائمة الملفقة غضب عشاق "الماجيكو" والشعب المصري، وقال محمد عثمان محامي اللاعب، في لقاء تلفزيوني، إنه فوجئ بنشر القرار في إحدى الصحف المصرية، ولم يعُلن موكله بالقرار للدفاع عن نفسه، إلا أنه قام بالطعن على القرار الذي أصدرته محكمة الجنايات.
وأكد "عثمان" أن نشر القرار في الجريدة الرسمية ترتب عليه آثار خطيرة، أهمها المنع من السفر وتجميد الأموال، إضافة إلى حرمانه من حقوقه السياسية أو تقلد مناصب عمل، وسحب جواز سفره أو إلغائه. إلا أن مصادر أخرى أكدت أن القرار لم ينشر بالجريدة الرسمية حتى الآن.
وصرح "عثمان" بأن محكمة القضاء الإداري أصدرت قرارا بمنع التحفظ على أموال اللاعب؛ إلا أن اللجنة لم تمتثل لهذا الحكم ولم تضعه في الحسبان.
أما عن رجوع اللاعب محمد أبوتريكة إلى مصر بعد قرار المحكمة، "وقبل وفاة والده" فيقول عثمان؛ إن الأمور ما زالت قيد الدراسة، ولم يتخذ اللاعب أية قرارات بشأن ذلك إلى الآن.. ولكن "أبو تريكة" لاحقا قرر أن يظل في قطر حيث يعمل بقناة "بي إن سبورت"الرياضية.
وفي مايو عام 2015، أصدر "شامخ" الانقلاب قرارا بالتحفظ على أموال أبوتريكة، وقالت لجنة نهب أموال جماعة الإخوان وقتها إن اللاعب هو أحد ملاك شركة سياحية، تبين من التحقيقات أن نشاطها مرتبط بجماعة الإخوان.
وفي يونيو من العام نفسه، أصدرت محكمة القضاء الإداري حكما بإلغاء قرار التحفظ وكل ما يترتب عليه.
طمأنة انقلابية
من جانبها، تشيع صحف ومواقع "السيادية"، جوا مطمئنا، بأن عودة أبوتريكة وشيكة، لا سيما أن جنازة والده تأجلت حتى صلاة العشاء من مسجد أبوسنة بقرية ناهيا، ومن ذلك "دوت مصر" و"صدى البلد"، التي أكدت عودة محمد أبوتريكة صانع ألعاب الأهلي والمنتخب الوطني السابق إلى القاهرة خلال ساعات، قادما من قطر لتشييع جثمان والده.
أما صحيفة "فيتو" المنحازة للانقلاب أيضا، فنقلت عن مصادر قريبة من أبوتريكة أنه من المرجح ألا يحضر اللاعب محمد أبوتريكة مراسم الدفن نظرا لسفره خارج البلاد.
شعبية جارفة
ويتساءل محبو "الماجيكو": هل سيعود اللاعب إلى مصر لحضور جنازة والده ويعرض نفسه للخطر أم سيبقى في قطر الموجود بها حاليًا للعمل بالتحليل الرياضي؟
وأثار قرار الانقلاب ضجة كبيرة في الوسط الرياضي والإعلامي وردود أفعال قوية من عشاق اللاعب. حيث يحظى بشعبية جارفة في مصر والدول العربية والإفريقية، وأطلقت الجماهير عدة هاشتاجات منها #إرهابي_القلوب سخرية من قرار الانقلاب.
"أبوتريكة" مولود في 7 نوفمبر 1978، لأسرة متواضعة، وتخرج في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة، وبدأ مسيرته الكروية من نادي الترسانة، الذي انضم إليه كناشئ، ثم انتقل للفريق الأول بالنادي وقاده للصعود للدوري المصري الممتاز، وانتقل إلى النادي الأهلي 2003، وقاده لإحراز عدد كبير من الألقاب والبطولات، من بينها برونزية كأس العالم للأندية عام 2006، ولقب دوري أبطال إفريقيا خمس مرات، وكأس السوبر الإفريقي أربع مرات، ولقب الدوري المحلي سبع مرات، وكأس مصر ثلاث مرات، وكأس السوبر المحلية أربع مرات.
وفي عام 2012، انتقل أبوتريكة، الذي يشبه كثيرون طريقة لعبه بالنجم الفرنسي زين الدين زيدان، لنادي "بني ياس" الإماراتي على سبيل الإعارة، وقاده للحصول على لقب بطولة الخليج للأندية للمرة الأولى في تاريخ النادي.
مسيرة دولية
وانضم أبوتريكة، لمنتخب مصر عام 2004 وقاده للحصول على كأس الأمم الإفريقية 2006 و2008 و2010. كما شارك في بطولة كأس العالم للقارات عام 2009، التي فازت فيها مصر على إيطاليا بطل العالم آنذاك، وقدمت مباراة قوية أمام منتخب البرازيل رغم خسارتها بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
واعتزل أبوتريكة كرة القدم عام 2013، بعد مشوارٍ حافلٍ جعله أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية والإفريقية.
وفي 2014، اختار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم اللاعب المصري سفيرا للكرة الإفريقية. كذلك اختير أبوتريكة سفيرا لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة لمحاربة الفقر.
وفي مباراة المنتخب المصري أمام نظيره السوداني في كأس الأمم الإفريقية 2008، كشف أبوتريكة عن شعار تحت قميص اللعب مكتوب عليه "تعاطفا مع غزة"، وحصل بموجبه على بطاقةٍ صفراء.