أحمدي البنهاوي
جانبان يفترض بهما أن يصرحا عن قمة مرتقبة في أبو ظبي، غدا الجمعة، فريق يرفع من خلال لجانه الإلكترونية- التي يتابعها نحو 40% من الشعب السعودي على الأقل- شعارات منها "نعم للوفاق العربي"، "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، "الصلح خير"، وفريق آخر– السعوديون- يلتزم الصمت المطبق تجاه ما تداولته أوساط إعلامية انقلابية في القاهرة عن "لقاء قمة مرتقب في أبو ظبي بين محمد بن زايد، والملك سلمان، وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي"، تبناها بصراحة الذراع المخابراتية مصطفى بكري، وتحدث عنها عبد الله السناوي وحسن هيكل وغيرهم.
مع تأكيدات أن السيسي وسلمان لن يلتقيا، وإن التقيا فسيكون لقاء لا "أرز" من ورائه، ولا حلحلة في موقف البترول الذي منعته أرامكو لشهري أكتوبر ونوفمبر، ومن المتوقع أن يمتد لديسمبر ولأجل غير مسمى، بحسب طارق الملا وزير البترول.
فقد كشف الصحفي والمترجم علاء البشبيشي عن أن المصالحة مع السعودية فشلت، على عهدة ما كشفته نشرة "إنتليجنس أونلاين" الاستخباراتية الفرنسية في آخر إصداراتها، بتاريخ 23 نوفمبر 2016. وأن الملك "سلمان" شخصيًا "غاضب"، وشهود الواقعة هم: محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد آل نهيان، وأحمد أبو الغيط، ونبيل العربي.
وأن محمد بن زايد كان مكلفا بتوصيل الرسالة للسيسي، وأن زيارة اليومين من الأخير للإمارات هدفها محاولة أخيرة لتسول لقاء مع الملك، الذي أخبره محمد الغيطي، ذراع عباس كامل الإعلامية، أن "لا تحلموا مجددا بتيران وصنافير" وأن 5 مليارات دولار ومئات الآلاف من أطنان البترول ذهبت سدى.
فيما أكد المحلل الاقتصادي علاء البحار أن الزيارة قزمت دور مصر، متبنيا رأى البعض بأن "السيسي ذهب ليشحت شوية رز كالعادة"، وقال في تغريدة على حسابه على الفيسبوك "السيسي يزور الإمارات للمرة الثالثة في عامين فقط حسب معلوماتي.. ولم يحدث في تاريخ مصر أن زار حاكمها دولة صغيرة مثل الإمارات ٣ مرات في هذه الفترة الزمنية الوجيزة.. طبعا السيسي ذهب ليشحت شوية رز كالعادة.. مصر لم يعد لها قيمة في عهد هذا القزم".
الطرف الثالث
مصطفى بكري، في تغريداته على "تويتر"، قال: "هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية-السعودية سحابة صيف، آن لها أن تنقشع عبر الدعوة الكريمة التي وجهها الشيخ محمد بن زايد للسيسي والملك سلمان، والترتيب لعقد قمة بينهما لتصفية الأجواء بين البلدين الشقيقين، اللذين تربطهما علاقات تاريخية وأخوية، قادرة على تجاوز أي أزمات طارئة بين البلدين".
وكشف بكري عما لم يكشفه أيٌّ من الإماراتيين أو رموزهم على تويتر، وهو أن "محمد بن زايد حصل على موافقة عبد الفتاح السيسي لعقد القمة في أثناء زيارته للقاهرة، كما أنه حصل على موافقة الملك سلمان"، مشيرا إلى أنه "حال إتمام" هذه القمة في أبو ظبي، فمن المتوقع أن تبحث ثلاث نقاط، أولها تصفية الأجواء بين البلدين اللذين شهدا أزمة في أعقاب تصويت مصر إلى جانب القرار الروسي بشأن سوريا.
وتابع بكري: "ستبحث القمة أيضا الموقف العربي في ضوء التطورات الراهنة في سوريا واليمن والعراق وليبيا، بجانب السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة بعد فوز دونالد ترامب".
غير أن صحف الإمارات ووكالتها الرسمية "وام" لم تعلن إلى الآن أن قمة ثلاثية مرتقبة ستعقد، غير أن اللجان الإلكترونية في معسكر الانقلابيين (الإمارات-مصر) ادعت أن الملك سلمان يقوم بجولة خليجية تستمر يومين، يبدأها بالإمارات ويزور بعدها البحرين، وزعمت أنه خلال زيارته للإمارات سيلتقي السيسي.
اتفاق "انقلابي"
وبدأ السيسي فعليا، الخميس، زيارة إلى الإمارات، تستغرق يومين. وصرح المتحدث الرسمي باسم السيسي علاء يوسف، بأن الزيارة تأتي لمتابعة التشاور والتنسيق بين البلدين، وأيضا مشاركة السيسي في فعاليات "العيد القومي" لدولة الإمارات، بحسب وصفه، رغم أن مسماه في الإمارات "اليوم الوطني".
وأضاف يوسف، في بيان له، أن مباحثات السيسي مع قادة دولة الإمارات ستركز على سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الأصعدة، "بما يعزز من مستوى التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة التي تشهدها المنطقة".
قطر و"العساكر"
وكان من بين ما ادعى به إعلاميو الانقلاب وصحفه المنحازة له، أن الزيارة تأتي لوضع حد لقطر، وتأديب حكامها الذين تطاولوا على الجيش المصري من خلال بث فيلم العساكر، بحسب تصريح "أماني الخياط"، وكذلك ألمحت "لميس الحديدي".
وتوقعت تقارير إعلامية أن تشمل المباحثات بحث التوتر الأخير بين القاهرة والدوحة؛ على إثر فيلم "العساكر" الذي اعتبرته السلطات المصرية مسيئا للجيش المصري.
رعاية المصالحة
في وقت سابق، كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التابعة لحزب الله اللبناني، نقلًا عن مصادر مصرية رئاسية، أن الإمارات تقود وساطة بين القاهرة والرياض، تهدف إلى فك الجمود في العلاقات بين البلدين.
وتأتي هذه الوساطة بعدما ظهر أن زيارة مستشار الملك سلمان للقاهرة قبل نحو أسبوعين، لم تنجح في احتواء الأزمة، وفق الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي أوصل عبر الوسيط الإماراتي رسالة إلى الرياض، تقول إنه “يسعى إلى الحد من الدعم الخليجي في أقرب وقت".
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن "الوساطة الإماراتية يرعاها الشيخ محمد بن زايد، وتسعى كذلك إلى احتواء الغضب المصري عقب التقارب الخليجي مع أنقرة"، مضيفة أنه "برغم تلقي السيسي تأكيدات من "بن زايد" بأن هذا التقارب مرتبط بأهداف سياسية، وأن هناك محاولات للصلح بينه وبين أنقرة، فإنّ قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أبدى استغرابه لمواقف الرياض التي تتغيّر تدريجيا منذ رحيل الملك عبد الله".
تصويت لروسيا
وكانت القاهرة قد صوتت في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي بشأن الأوضاع في حلب، الأمر الذي أثار حفيظة الدول العربية، وأهمها السعودية، إذ انتقد مندوب الرياض في مجلس الأمن عبد الله المعلمي، تصويت القاهرة على القرار، وقال بعد عملية التصويت: إنه "من المؤلم" أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى موقف المندوب المصري حيال مشروع القرار الروسي.
ولاحقا توقفت شركة "أرامكو" السعودية عن تزويد مصر بشحنات وقود تقدر بسبعمائة ألف طن عن الوقود بشكل شهري دون إبداء أي أسباب، على الرغم من اتفاق معقود بين البلدين.