حذر الكاتب الصحفى طلعت رميح من حرب عالمية لإبادة السنة، وقال -فى مقال له فى صحيفة الشرق القطرية اليوم الجمعة بعنوان: "هل هى حرب عالمية لإبادة السنة؟"، إن هناك حربا عالمية حقيقية ضد السنة في كل مكان تقريبا، ولا علاقة لهذا التوصيف بأية لغة أو توصيف طائفي.
وأضاف رميح هناك حروب تشنها الدول الكبرى ودول إقليمية أيضا ضد دول أخرى أو أعمال حرب إجرامية تقودها جيوش دول ضد شعوبها أو أعمال تطهير عرقي ضد أقليات.. وهناك طوفان من أعمال القتل والترحيل القسري للسكان، وأعمال الاستيلاء على أراضيهم، وهدم للمدن على رءوس ساكنيها، وعداد القتل اليومي يكاد يعلن عدم قدرته على إحصاء ما يجرى منذ سنوات طوال.
وتابع قائلا: سيصدم كل من يرى الحقيقة الماثلة أمامه تقول: إن صنفا واحدا من البشر هو من تجرى ضده كل أعمال القتل والإبادة.. من أفغانستان عبر ثلاثة حروب تبادلت فيها القوتان الدوليتان أدوار استخدام القوة العسكرية الجبارة في القتل والإبادة والهدم، ظل "نوع المقتول واحدا وثابتا".. إلى العراق حيث تبادلت قوة إقليمية (إيران) وقوة دولية (أمريكا وبريطانيا)، الأدوار في القتل والإبادة والتدمير للإنسان والمجتمع والدولة لنحو ثلاثين عاما متواصلة، نجد "نوع المقتول واحدا وثابتا"، رغم اختلاف الدول المعتدية ونوع السلاح القاتل.. المقتول هو من نفس النوع المقتول في أفغانستان.
وأضاف هكذا كان ما قامت به روسيا ضد مواطني الشيشان، وما قامت به إثيوبيا ضد أبناء الصومال وكيلا عن الولايات المتحدة.
إلى بورما إلى الصين إلى إفريقيا الوسطى إلى نيجيريا، ومن قبل كانت البوسنة والهرسك بمذابحها التي جرت تحت أعين جنود الأمم المتحدة وتحت بصر العالم ومثلها كوسوفا، ومن قبل كانت فلسطين صاحبة المائة عام من القتل والإبادة والترحيل والتهجير وما تزال.
وأشار رميح إلى أن أعمال الإبادة والقتل تلك هي نفسها مهما تعدد القتلة أو اختلفت لغات القتلة، وهى جرائم تجرى في مختلف قارات العالم، لافتا إلى أنه في الوقت الراهن تجري معارك الإبادة في العراق وسوريا، فيقتل الآلاف وتهدم المدن فوق رءوسهم، ويحاصرون بحرب الجوع -التي تعيشها غزة منذ سنوات- دون تحرك دولي، إلا في فتح الطريق وتقديم الدعم لتلك المذبحة البشرية وحالة الإبادة الحضارية الجارية، مع إطلاق تصريحات لتبرئة الذمة ولممارسة الخداع لا أكثر ولا أقل.
وأوضح أن التصنيف هنا بأن السنة هم من يقتلون وتهدم مدنهم ويجرى نقلهم من الحياة إلى الموت تحت الأرض، ليس تصنيفا طائفيا وإنما هو تقرير واقع، وتحديد لنوعية من يقتلون، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية التي احتلت العراق وأفغانستان ركزت ضرباتها العسكرية من قصف الطائرات إلى الدك بالصواريخ على المناطق السنية.. والحال في سوريا، أن المقتول بأيدي وطائرات وصواريخ جيش النظام هم سكان المناطق السنية.
وكشف أن المفارقة هنا أن يجري اتهام من يأتي من السنة من الدول الأخرى لمناصرة السنة في سوريا أو العراق بأنه إرهابي حتى لو عمل تحت قيادة سورية، أما من يأتي لنصرة بشار على خلفية طائفية من لبنان إلى العراق إلى إيران، فالمجتمع الدولي لا يراه، ولا يتحدث عنه، إذ تخلو كل الأقوال والقرارات الدولية والأفعال من أي إدانة له.
وخلص إلى القول إنها حرب عالمية ضد السنة، لا يمكن تبريرها بحكاية تنظيم القاعدة أو الحرب على الإرهاب، بل يجب تفسيرها بفتح أبواب أخرى تتعلق بالصراع على الأرض والثروة، مؤكدا أن ما يجري ترجمة فعلية لنظرية صدام الحضارات ودراسة نهاية التاريخ.