سامية خليل
أكد خبراء وسياسيون أن غياب مصر عن المشاركة بالقمة الإفريقية التي انعقدت بأديس أبابا يومي 30 و31 يناير لأول مرة وكذلك عدم توجيه أمريكا الدعوة لمصر للمشاركة بالقمة الإفريقية الأمريكية بواشنطن أغسطس المقبل يكشف استمرار حالة العزلة الدولية المتصاعدة للانقلاب وفشل حصوله على أي شرعية رغم تمرير وثيقة الانقلاب.
وأوضحوا لـ"الحرية والعدالة" أن شعوب القارة جددت بالإجماع رفضها رفع تجميد عضوية مصر بالاتحاد الإفريقي ورفضها أي ضغوط للتراجع عن موقفها، وتأثرها بزيارات مرسي التاريخية لها، بما يسجل فشلا جديدًا ودوليًّا واسعًا لسلطة الانقلاب وأنها لا زالت بالمربع صفر ولم تبارح مكانها رغم ما يسمى بالاستفتاء وخارطة الطريق التي لم يعترف بها معظم دول العالم، للوعي بأنها إجراءات شكلية وصورية وأن مصر خرجت عن المسار الديمقراطي والشرعي.
ويرتكب الانقلاب برأيهم كارثة أفقدت مصر ملفاتها الاستراتيجية والحيوية وحرمتها من إدارتها ورعاية مصالحها الإقليمية والدولية.
القمة الإفريقية بأديس أبابا
انعقدت أعمال القمة الإفريقية الـ22 التي استمرت على مدار يومي 30 و31 يناير بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا والتي بدأت فعالياتها على مستوى المجلس الوزاري للاتحاد الإفريقي يوم الاثنين 27 يناير لأول مرة دون مشاركة مصر منذ 51 عاما بسبب تعليق عضويتها بعد الانقلاب العسكري.
استمرار تجميد عضوية مصر
وأيد تقرير صادر عن لجنة تابعة لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي استمرار قرار الاتحاد تجميد مشاركة مصر في كل أنشطته. وجددت اللجنة موقفها من عدم دستورية ما حدث في الثالث من يوليو الماضي باعتباره انقلابًا عسكريًّا. ودعا رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي السلطات المصرية لاحترام الديمقراطية واحترام إرادة الشعب المصري.
انعقاد القمة دون مصر لأول مرة يرجع إلى أن الدول الإفريقية وضعت عددًا من المعايير، تنص على أن أي بلد إفريقي من الدول الأعضاء في الاتحاد يتغير فيها نظام الحكم الذي تم انتخابه على أساس ديمقراطي سليم دون الوسائل المحددة في دستور الدولة يتم وقف نشاطها إلى أن تنتخب حكومة ديمقراطية أخرى وهو ما تم تطبيقه على مصر، ولن تعود إلى ممارسة نشاطها في الاتحاد الإفريقي إلا بعد عودة المسار الشرعي والديمقراطي.
تهميش دور مصر
وتصدر جدول أعمالها قضايا إقليمية تمثل أهمية كبيرة لمصر حرمت من المشاركة فيها ومنها مناقشة عملية السلام في جنوب السودان وملفات ثنائية مع ممثلي دول العالم، وملفات تنموية. ومناقشة المجلس التنفيذي الوزاري للاتحاد الإفريقي، في دورته الــ(24) في اجتماعاته التي انطلقت الاثنين 27 يناير تمهيدا للقمة حيث نظر في انتخاب عشرة أعضاء في مجلس السلم والأمن الإفريقي لدورة تمتد عامين، بجانب انتخاب رئيس ونائب رئيس مجلس الجامعة الإفريقية. وإعلان سنة 2014 سنة للزراعة في إطار البرنامج المندمج للتنمية الزراعية في إفريقيا ودراسة التقارير ومشاريع القرارات التي ستقدم إلى القمة الإفريقية. ومناقشة الوضع الدولي والإقليمي.
القمة الإفريقية الأمريكية بواشنطن
وكان قد أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، الأربعاء 22 يناير أن مصر ليست بين الدول المدعوة للمشاركة في القمة الإفريقية الأمريكية التي ستعقد في الخامس والسادس من أغسطس المقبل بواشنطن، إزاء تعليق عضويتها في الاتحاد الإفريقي عقب الانقلاب العسكري في يوليو 2013.
وذكر كارني في مؤتمر صحفي أن مصر لم تتم دعوتها بسبب تعليق عضويتها في الاتحاد الإفريقي، لكن العلاقات والمحادثات مع القادة والسلطات المصرية دورية. وأن الولايات المتحدة ستدعو قادة 47 دولة إفريقية إلى قمة أمريكية – إفريقية لتناول موضوعات التجارة والاستثمار والأمن في إفريقيا ومصر لن توجه لها الدعوة للحضور، رغم أن هذه القمة لا تعقد في إطار الاتحاد الإفريقي وإنما هي قمة بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية.
إجماع إفريقي رافض للانقلاب
وحول الدلالات السياسية لاستمرار رفض الاتحاد الإفريقي رفع تجميد مصر ورفض مشاركة مصر بالقمة الإفريقية التي تنتهي 31 يناير أكد أحمد عبد الجواد –وكيل مؤسسي حزب البديل الحضاري أن غياب مصر عن القمة لأول مرة منذ 51 عاما يعد بحد ذاته أكبر الكوارث الناتجة عن الانقلاب العسكري، ويكشف أن الشعوب والحكومات الإفريقية تعلنها مجددا للعالم أجمع أن عهد الانقلابات ولى وانتهى، وأن هذه الحكومات بالرغم مما تعانيه من متاعب اقتصادية لا تزال صامدة بوجه الضغوط الأمريكية والصهيونية المستهدفة رفع تعليق عضوية مصر بالاتحاد الإفريقي، أي أن موقف الدول الإفريقية المتحضر والذي جاء بالإجماع موقف غير مسبوق وجاء أكثر حكمة وصرامة ووضوحا من الموقف الأمريكي والأوروبي والعربي.
ونبه عبد الجواد في تصريح خاص لـ"الحرية والعدالة" إلى أن الانقلاب غيب مصر عن امتدادها الإفريقي والحاضنة الإفريقية وهي أحد مؤسسي الاتحاد الإفريقي مع السودان وأثيوبيا، ويعد كارثة بالنهاية أن تخسر مصر قواعدها الأساسية الإقليمية ومجال تأييدها الطبيعي وعمقها الاستراتيجي داخل القارة، بينما الانقلاب قاصر النظر ولا يعبـأ بتدهور وضع مصر الإقليمي والدولي فقط يبحث عن كرسي السلطة الذي بات قريبا منه على جثث الشهداء والمصابين.
ورصد عبد الجواد أن مصر تعاني من عزلة دولية واضحة ومتصاعدة لدرجة جعلت حكومة الانقلاب متمثلة في وزارة الخارجية تحاول توسيط الفريق عمر البشير للحديث مع الدول الإفريقية ومن المؤكد فشل محاولة الانقلاب بدليل رفض الاتحاد الإفريقي مجددا بالإجماع رفع تجميد مصر، ورفض مشاركتها بالقمم الإفريقية تلك المنتهية والقادمة بأغسطس بأمريكا.
أحمد عبد الجواد: إجماع إفريقي رافض للانقلابات العسكرية نهائيًّا ورفض أي ضغوط لرفع تجميد عضوية مصر |