أحمدي البنهاوي
أعادت إدارة البحوث والدراسات التابعة لـ"المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية"، نشر 8 دراسات سبق أن نشرتها على بوابتها الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي؛ توثيقا للقضية وتأكيدا لخيانة سلطات الانقلاب لهذا الوطن وأرضه، فكانت من أوائل المؤسسات اهتماما بقضية تيران وصنافير وآثارها.
التقرير الأول
وكان التقرير الأول الذي فجر فيه المعهد هذه القضية قد نشر بتاريخ 29 مارس 2016، قبل زيارة الملك سلمان للقاهرة، في أبريل من نفس العام، للتوقيع على عقود التنازل عن الجزيرتين.
كان هذا التقرير بمثابة نقطة البداية، الذي أعده الباحث المتخصص أحمد التلاوي، وعنوانه "ترسيم الحدود المصرية- السعودية: قضايا وإشكاليات".
وتزامن التقرير مع ما أعلنته أوساط سعودية رسمية وإعلامية في كلٍّ من القاهرة والرياض، عن أنه سوف يتم التوقيع بشكل نهائي على 14 اتفاقية جرى بلورتها مؤخرًا بين سلطات البلدين، خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة في 4 أبريل 2016م.
وخلص التقرير إلى 6 استنتاجات، منها أن الاتفاقية تؤسس لوضع قانوني راسخ من الصعب تجاوزه، وأنه لو حدث التراجع مستقبلا عنها، حال تحول الأوضاع السياسية، فإن هذا من شأنه أن يؤسس لصراعات مستقبلية، بين الأطراف الموقعة على هذه الاتفاقيات.
وكشف التقرير عن حرص الحكومة السعودية على جعل الاتفاق في حزمة واحدة مع الاتفاقيات الأخرى في المجالات الاقتصادية والاستثمارية المزمع توقيعها خلال زيارة الملك سلمان. ما يعكس أمرَيْن هما: إدراك السعوديين أهمية وقيمة المناطق التي سوف يتضمن اتفاق السيادة السعودية عليها. وإدراك السعوديين أن النظام الحالي في مصر غير مأمون الجانب، وأنه قد يلجأ إلى التسويف والتلاعب، كما فعل في حالات سابقة معهم، مثل التدخل البري في اليمن، أو الموقف من الأزمة السورية؛ حيث قدم النظام المصري وعودًا للرياض، لم يفِ بها، وهو ما أدى إلى عرقلة مشروعات عدة للرياض في المنطقة، وهي دروس لم تنسَها الرياض.
نفسية المنقلب
وحلل د. محمد الحسيني، خطاب السيسي الذي أعلن فيه عن تنازله عن الجزر للسعودية، وطالب الجميع بعدم الحديث فيه مجددا، في 13 أبريل 2016، بوجود مجموعة من اللفتات القيمة في شخصية قائد الانقلاب، وذلك في تقرير بعنوان "السيسي وخطاب الجُزر: قراءة نفسية".
وجمع "الحسيني" 11 نقيصة نفسية في حديث السيسي فيما سُمي بـ"لقاء القوى الوطنية"، وألقى فيه خطابا، كان من المفترض أن يكون "حوارا مفتوحا"، وكان في واقع الأمر خطابا من طرف واحد، تم بثه مباشرة على القنوات.
ووقف على أن خطاب السيسي كان "الحديث الإقصائي" في التنصل والانفصال عن الوطن، وهو ما اتضح في قوله المستمر "انتوا يا مصريين"، وكرر كلمة "انتوا" أكثر من 32 مرة".
إضافة إلى "المدخل العاطفي" المعتاد، و"الضبابية وأزمة الثقة"، و"البرانويا"، و"الشعور بالذنب"، وهي من متلازماته عند حديثه عن الدكتور محمد مرسي. عوضا عما ظهر في الخطاب من "الصراعات الداخلية"، وتحديدا الخوف من انقلاب يقوم به المجلس العسكري.
وأوضح محمد الحسيني أن خطابه تمتع بما وصفه بـ"اللاوعي والحقيقة"، عندما قال السيسي: "ممكن أوي لما نعتدي على دولة"، مستخلصا أن السيسي لديه بنك من "الأهداف الخفية"، وحالة من "التعميم"، إضافة لـ"الخداع"، و"الانهزامية".
ما بعد أبريل
ثم توالى اهتمام المعهد عبر نشر العشرات من التقارير والتقديرات حول القضية وأبعادها السياسية والقانونية والإعلامية، بل والنفسية كذلك، وهو ما نوفره بين أيديكم من خلال هذا الملف، توثيقا للقضية وتأكيدا لخيانة سلطات الانقلاب لهذا الوطن وأرضه، فيها:
تقرير للباحث خالد فؤاد، بعنوان "مصر والسعودية: ترسيم الحدود وحدود العلاقة"، منشور بتاريخ 15 أبريل 2016.
وتقرير لمحمد أبو سعده، بعنوان "مظاهرات الأرض المصرية وتداعياتها الإقليمية" منشور بتاريخ 29 أبريل 2016.
وثالث نشره د. محمد محسوب، الوزير السابق بحكومة د. هشام قنديل، عن "الوضع القانوني لصنافير وتيران المصريتين"، وذلك بتاريخ 9 يونيو 2016.
كما استعرض طارق دياب "توتر العلاقات المصرية ـ السعودية: الأبعاد والمسارات"، في تقريره المنشور بتاريخ 13 أكتوبر 2016.
أما التقريرين الأخيرين فأحدهما للتلاوي بعنوان "توجهات الخطاب الإعلامي السعودي"، وصدر منه 67 تقريرا بين عامي 2015 و2016.
والأخير لغاندي عنتر ونشره في 11 يناير 2017، بعنوان "العلاقة بين السيسي والسعودية إلى أين؟".