شاهد|عودة “عبدالعاطي كفتة”.. لعبة مخابراتية جديدة لإلهاء المصريين

- ‎فيأخبار

كتب رامي ربيع:

اثنان وعشرون مليون وستمائة ألف من مرضى الكبد بمصر ينتظرهم الشفاء التام على يد رائد الطب الكوني اللواء إبراهيم عبدالعاطي، باستخدام جهازه المسمي "سي سي دي" الذي يسير عكس المألوف في البحث العلمي، ولم ولن يخضع لأي تدقيق أو فحص علمي، حسب قول اللواء الطبيب، الذي يؤكد كثيرون أن أعلى شهادة حصل عليها هي شهادة فني معمل.

في حواره مع صحيفة المصري اليوم ذات الصلة الوثيقة بمخابرات عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، تحدث عبدالعاطي عن آلاف المرضى الذين حصلوا على الشفاء التام باستخدام علاجه لكن أحدا في مصر لم يلتقِ أبدا بأي من هؤلاء الذين حقق لهم اللواء حلم الشفاء.

أوهام عبدالعاطي كما يحلوا لمنتقديه مناداته لم تتوقف عند هذا.. فالرجل بنظرته العسكرية البعيدة يرى الأمريكان وقد جاؤوا جماعات وأفرادا إلى المحروسة يبحثون عن العلاج من الإيدز والكبد وغيرهما من الأمراض المستعصية ولم لا.. ومصر باختراعات اللواء عبدالعاطي وبرأيه ستتحول إلى قبلة الطب بإفريقيا.

موقع التواصل الاجتماعي تويتر وعلى غير العادة لم يتطلب إنشاء هاشتاج باسم لواء الكفتة أو غيره.. فالباحث عن عبدالعاطي مجردا يكتشف أن التعليقات الساخرة من حواره الأخير اكتسحت الموقع بين من يسخر من السيسي ودولته ومن يبحث عن سبب للعودة.. ومن يراها ضمن إستراتيجية الإلهاء التي تعتمدها المخابرات لتخفيف حدة الهجوم على فشل قائد الانقلاب في تحقيق شيء يذكر للمواطن المطحون رغم وعوده.

جهاز الكفتة الذي أثار قبل ثلاثة أعوام موجة من السخرية من السيسي والمؤسسة العسكرية التي منحت فنى المعمل لقب اللواء، واحتضنته وروجت له، ووقف تدعم هذا الخيال العلمي في طريق بحثها عن أي إنجازات ولو بالمتاجرة بآلام المرضى.. ها هو يعود بمزيد من الكوميديا المبكية من أجل المداراة على فشل الجنرالات.