هويدي: مقاهي البلطجة يمتلكها بشوات أصحاب نفوذ

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

تساءل الكاتب الصحفي فهمي هويدي "كم مصريا ينبغى أن يقتل لكى تفيق أجهزة الإدارة وتؤدى ما عليها فى حماية المجتمع؟" ردا على مقتل شاب امام خطيبته فى أحد مقاهى القاهرة يوم الأحد الماضى بسبب حساب "الفُرجة" على مباراة نهائى كأس أفريقيا.

وقال هويدي -خلال مقاله بصحيفة "الشروق" مساء أمس الأربعاء- إن كارثة المقاهى أصبحت بمثابة وباء انتشر بشكل مؤرق فى مختلف الأحياء الهادئة، وتحول إلى ظاهرة سلبية ومصدر للعبث وتداول المخدرات، ناهيك عما سببته من أرق وإزعاج للسكان، موضحا أن الصدمة أحدثت صداها لدى المسئولين، فصدرت التعليمات خلال ٢٤ ساعة بتحطيم واجهات جميع تلك المقاهى بدعوى أنها غير مرخصة. وكانت النتيجة أن غارة شنت على تلك المحلات وحطمت واجهاتها وديكوراتها، كما صادرت الطاولات والمقاعد، ولم ينته النهار إلا وتحولت تلك المحلات الباذخة إلى ركام وأنقاض، كأن زلزالا ضربها وأتى على ما فيها. حتى بدا وكأن الغارة كانت انتقاما غاضبا وثأرا للشاب الذى قتله البلطجية.

وتابع: "لأننى من سكان مصر الجديدة، وأحد الذين اشتكوا من استفحال الظاهرة كتابة وشفاهة، فقد أتيح لى أن أطالع مشهد الغارة ونتائجها المدمرة. وأحصيت فى محيط سكنى عشرة مقاهٍ لحقها التدمير، وقرأت على مواقع التواصل الاجتماعى أن ٧٠ مقهى حطمت واجهاتها فى مصر الجديدة ومدينة نصر، وهذه كلها كانت تعمل لسنوات بدون ترخيص، كما قرأت تعليقات وتغريدات كررت الشكوى من سكان أحياء أخرى فى القاهرة، وسكان مدينة المعادى المجاورة، وكما حدث معنا فى مصر الجديدة، فإن السكان ظلوا يجأرون بالشكوى، دون أن تتحرك أجهزة البلدية المعنية، إلى أن وقعت الواقعة فى أعقاب مباراة كأس أفريقيا.

واستدرك هويدي: " يثير انتباهنا اكتشاف أن ذلك العدد الكبير من المقاهى يعمل بدون ترخيص، فإن ذلك يدعونا إلى البحث عن تفسير لاستمرارها فى العمل بصورة غير مشروعة وسكوت البلدية عليها لعدة سنوات"، مفسرا ذلك بفساد المحليات والرشاوى التى تدفع لإنجاز أى معاملة غير مشروعة، فضلا عن أن بين أصحاب المقاهى غير المرخصة عدد غير قليل من "الباشوات" ذوى النفوذ الذين لا يرد لهم طلب.

وأوضح أن فساد المحليات قادر على الالتفاف على القرارات الإدارية، فضلا عن  أن شدة الحملة الأخيرة واتساع نطاقها يدل على أن التعليمات الخاصة بها صادرة من جهات أعلى من الباشوات الذين يملكون المقاهى أو يحمون أصحابها. وهو ما لا يطمئن كثيرا لأن ذلك لم يقع إلا بعد الدوى الذى أحدثه قتل الشاب مساء يوم الأحد. وحينما تهدأ الموجة فلا غرابة أن تعود ريمة إلى عادتها القديمة.