في تصريحات غير معتادة من النجم المصري محمد صلاح، اتّهم هدّاف ليفربول إدارة ناديه بالتضحية به، وتحويله إلى كبش فداء لبداية الموسم المتعثرة، عقب جلوسه على دكّة البدلاء للمباراة الثالثة توالياً، ما أثار تساؤلات حادّة حول مستقبل العلاقة بين الطرفين.
قال صلاح في حوار نقلته الغارديان: إنه "لم يصدق بقاءه خارج التشكيلة الأساسية للمرة الأولى في مسيرته"، مضيفاً:
"أنا محبط للغاية، قدمت الكثير للنادي، والآن لا أعرف لماذا أجلس على الدكة".
وتابع: "أشعر أن النادي ضحّى بي، وواضح أن أحدهم يريدني أن أتحمل كل اللوم".
لماذا أصرت تصريحات صلاح؟
تحليل الموقف يكشف أن لهجته الواضحة والنادرة، مقارنة بسنوات من الالتزام الصامت داخل النادي، جعلت التصريحات تصمد في المشهد الإعلامي وتتحول إلى محور جدل معمّق.
ويرى محللون أن صلاح، الذي سجّل عشرات الأهداف للنادي وقاده لألقاب كبرى، اختار هذه المرة التصعيد العلني بعد أن تضرّرت مكانته داخل غرفة الملابس وباتت علاقته بالمدرب آرني سلوت عند أدنى مستوياتها.
صلاح لمح أيضاً إلى إمكانية أن تكون مواجهة برايتون القادمة آخر ظهور له في الأنفيلد قبل ذهابه إلى كأس أفريقيا، متسائلاً عمّا قد يحدث خلال فترة الانتقالات الشتوية التي تتزامن مع البطولة.
ومما زاد حدّة الأزمة قوله:
"فجأة لم تعد لدي أي علاقة بالمدرب، يبدو لي أن شخصاً ما لا يريدني في النادي".
كيف علّق النشطاء والمحللون؟
أحدثت تصريحات صلاح موجة واسعة من التفاعل على منصّات التواصل، وتعددت قراءاتها بين التضامن معه وانتقاد أداء الإدارة الفنية لليفربول.
أبرز ردود الفعل:
1. جهاد الحداد – ناشط ومحلل سياسي على "X":
اعتبر أن الطريقة التي جرى بها تهميش صلاح "تفتقد الاحترام لتاريخ لاعب صنع أمجاد النادي في أصعب المواسم"، مشيراً إلى أن ما يحدث "لا يبدو قراراً فنياً فقط".
2. محمد أبو تريكة – نجم الأهلي ومحلل رياضي:
ورغم عدم تعليقه مباشرة على الأزمة، استعاد النشطاء تحليلاته السابقة التي شددت على "قيمة صلاح القيادية"، ليربطها البعض بما وصفوه "إدارة لا تقدّر رموزها".
3. إسلام صادق وعدد من الإعلاميين الرياضيين المصريين:
أشاروا إلى أن تصريحات صلاح تكشف حالة "تفكك داخل النادي"، وأن التغييرات الفنية بعد رحيل يورغن كلوب "لم تُحسن التعامل مع نجوم الفريق".
4. حسابات كبيرة على "X" مثل جول.كوم عربي وAnfieldWatch عربي:
رصدت موجة تضامن واسعة من الجمهور العربي، وصلت حدّ الدعوة لرحيل صلاح حفاظاً على إرثه الكروي.
لماذا أثارت تصريحاته صدىً كبيراً بين النشطاء؟
لأن صلاح نادراً ما يشتكي أو يُظهر توتراً في الإعلام.
لأن الأزمة جاءت مع فريق يعيش أصلاً تراجعاً حاداً في النتائج.
لأن اللاعب يدخل مرحلة انتقالية مرتبطة بعمره ومسيرته والانتقالات المحتملة إلى الخليج أو أوروبا.
رد فعل لحظي
تصريحات محمد صلاح لم تكن مجرد رد فعل لحظي؛ بل بدت رسالة مدروسة تعكس ذروة التوتر في علاقة اللاعب مع مدربه وإدارته.
وفي ظل استمرار تراجع ليفربول، ومع اقتراب فتح سوق الانتقالات، يمكن القول: إن "مستقبل صلاح مع النادي أصبح أكثر غموضاً من أي وقت مضى".
