نقل موقع "واينت" العبري عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، مساء اليوم الخميس، قولهم إن قائد أبرز المليشيات المتعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، ياسر أبو شباب توفي متأثراً بإصابة بالضرب عقب شجار مع عناصر آخرين في المليشيا التي يرأسها، على ما يبدو بسبب "خلافات داخلية" حول التعاون مع إسرائيل. وأضافت المصادر أنه جرى نقل أبو شباب "على وجه السرعة" من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، إلا أنه توفي متأثراً بجراحه في الطريق إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع.
وتقدّر المؤسسة الأمنية أن مقتل أبو شباب "سيعزز بشكل أكبر مكانة حركة حماس كصاحبة السيادة في غزة"، وسيضر بفرص المشروع الإسرائيلي المتمثل في استخدام المليشيات في القطاع "كبديل حكومي- عسكري" للحركة ضمن خطط "اليوم التالي".
وأضاف الموقع العبري أنه خلال الحرب، قررت إسرائيل دعم زعيم المليشيا المعارضة لحكم حماس في عملياته بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة. ومع إعلان وقف إطلاق النار في الحرب في أكتوبر/تشرين الأول، برزت مخاوف من تصاعد معارك السيطرة في قطاع غزة بين حماس وعناصر المليشيات المحلية التي صنعتها إسرائيل.
وفي وقت سابق، أعلنت القناة 14 الإسرائيلية مقتل أبو شباب في حادث إطلاق نار في منطقة بشمال مدينة رفح. وبحسب المعلومات التي نشرتها القناة، فإن أبو شباب قُتل من قبل أحد أفراد مجموعته الذي التحق بها قبل أيام من عملية الاغتيال، حيث كان موجوداً مع نائبه غسان الدهيني وعدد آخر من أفراد مجموعته.
وبات اسم أبو شباب يتردد في الأوساط الفلسطينية منذ إطلاق الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية في مدينة رفح في الثامن من مايو/أيار 2024، حيث بدأت مجموعته المسلحة تنشط في المناطق الشرقية للمدينة تحت غطاء إسرائيل وحمايتها.
وبحسب المعلومات المتوفرة عن أبو شباب في الأوساط المحلية، فقد ولد عام 1990 في رفح، جنوبي القطاع، وكان معتقلاً جنائياً لدى الأجهزة الأمنية في غزة على خلفية سلسلة من الجرائم التي ارتكبها، من أبرزها تجارة المخدرات والسرقة. وخلال عمليات القصف الإسرائيلي التي طاولت السجون والمقار الأمنية التابعة للحكومة في غزة، خرج أبو شباب من السجن وتحصّن في منطقة رفح لشهور طويلة، قبل أن ينشط عبر مجموعاته وعصابته.
عملت مجموعة أبو شباب، التي نشطت في منطقة شرق رفح الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، على تنفيذ عمليات نهب وسرقة المساعدات الإنسانية التي كانت تدخل إلى القطاع. وسعى أبو شباب، الذي تتهمه فصائل المقاومة الفلسطينية بـ"العمالة"، إلى تجنيد العشرات من الفلسطينيين في صفوف مجموعته ليشكل بديلاً عن حركة حماس، بالرغم من الملاحقة المستمرة له لتصفيته.