تشهد مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان تصعيدًا عسكريًا هو الأعنف منذ بداية الحرب فى السودان، حيث اندلعت معارك شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2025.
وفيما أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة في الثاني من ديسمبر الحالي، نفى الجيش السوداني صحة ذلك مؤكدًا أنه صدّ عدة هجمات مكثفة ولا تزال قواته داخل المدينة وفي محيط الفرقة 22 مشاة.
تطورات متسارعة
شهدت جبهات غرب وجنوب كردفان تحركات عسكرية لافتة، إذ أعلن الجيش استعادة منطقة مبسوطة في جنوب كردفان وإحباط هجوم معقد على مدينة بابنوسة، بالتزامن مع تنفيذ غارات جوية مكثفة استهدفت تجمعات للدعم السريع في محاولة لفك الطوق المفروض على المدينة.
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرات مسيرة تابعة للجيش السودانى فوق بابنوسة، وإنها تتقدم على عدة محاور باتجاه السيطرة الكاملة، مع استمرار الاشتباكات العنيفة حول مصادر المياه والنقاط الاستراتيجية.
أهمية استراتيجية
تُعد ولاية غرب كردفان من أكثر المناطق حساسية في مسارح الحرب السودانية، إذ يسيطر الدعم السريع على معظم مناطقها منذ منتصف 2024. وتكتسب بابنوسة أهمية استراتيجية لارتباطها بشبكات الطرق وخطوط الإمداد بين كردفان ودارفور، ما يجعلها محورًا رئيسيًا للصراع الدائر.
وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في غرب كردفان ودارفور بشكل مقلق، حيث أدت المعارك والقصف المتبادل إلى نزوح آلاف الأسر وقطع الطرق المؤدية للمدن، مما أعاق وصول المساعدات الإنسانية.
نقص الغذاء والدواء
وتعاني المناطق المتأثرة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه وسط تحذيرات أممية من انهيار المستشفيات المحلية نتيجة انقطاع الإمدادات.
وقالت شبكة أطباء السودان إن الدعم السريع ارتكب انتهاكات أدت إلى مقتل مدنيين، بينهم طفل، خلال المواجهات الأخيرة.
مدينة الفاشر
ولاية كردفان أصبحت محورًا أساسيًا للصراع بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر في أكتوبر 2025، وهو ما أعاد تشكيل موازين القوى في السودان. وبينما تدعو الأمم المتحدة إلى العودة لمسار التفاوض، لا تزال المعارك تتسع دون وجود حل سياسي يلوح في الأفق، وسط مخاوف من انتقال النزاع إلى مناطق إضافية.
وتشير المؤشرات الميدانية إلى أن بابنوسة تتحول إلى واحدة من أكثر ساحات القتال تحديدًا لمسار الحرب في السودان، في وقت تتعمق فيه الأزمة الإنسانية وتتباعد الأطراف العسكرية عن أي حل سياسي وشيك.