بعد واقعة التعدي على الأطفال…خبراء : المدارس الدولية منظومة هشة بدون معايير ولا رقابة في زمن العصابة

- ‎فيتقارير

 

أثارت واقعة الاعتداء على أطفال مدرسة سيدز الدولية حالة من الغضب والاستياء الشعبي،  خاصة في ظل تكرار هذه الوقائع في أكثر من مدرسة ما أوجد قلقا وخوفا لدى أولياء الأمور على أبنائهم الطلاب، مستنكرين ما تعرض له أطفال صغار أبرياء لم تتعد أعمارهم الـ 10 سنوات داخل مدرسة يفترض أنها مؤسسة تربوية تعلم الأخلاقيات والضوابط الاجتماعية .

وطالبوا بعقاب رادع لكل من تسوّل له نفسه ارتكاب تلك الجرائم الأخلاقية ، وردع مثل هذه الانحرافات والأفعال غير الأخلاقية من جانب عمال المدرسة .

وتساءل أولياء الأمور ما هي الضوابط والمعايير التي ينتقي من خلالها أصحاب ومسئولو هذه المدارس العاملين، لضمان صون كرامة وسلامة الأطفال وحمايتهم، وكيف تتحول بعض المدارس الدولية من مكان تعليمي وتربوي إلى مأوى للذئاب البشرية، خاصة أن هذه ليست الواقعة والمخالفة الأولى فقد سبقتها عدة وقائع مختلفة شهدتها مدارس دولية أخرى، تتطلب الوقوف أمامها والتحقيق الفوري فيها.

كان أولياء أمور طلاب وطالبات قد تقدموا ببلاغات تفيد بتعرض أطفالهم للتحرش وأفعال غير أخلاقية داخل إحدى الغرف بهذه المدرسة، واتهموا ثلاثة من عمال المدرسة وأحد أفراد الأمن بارتكاب فعل غير لائق والتعدي على أبنائهم الأطفال.

 

بلاغات أولياء أمور

 

وكشفت مصادر أن أجهزة أمن الانقلاب تلقت بلاغات من أولياء أمور التلاميذ ضد 4 موظفين في المدرسة المذكورة، بسبب اعتدائهم الجنسي والتحرش بـتلاميذ Kg2 داخل المدرسة.

وقالت المصادر: إن "أحد الضحايا أرشد فريق النيابة إلى مكان داخل المدرسة يرجح أنه كان مسرحًا للواقعة؛ وهو عبارة عن مخزن داخل غرفة مظلمة ومحاطة بالخردة وبقايا الأدراج، وأكد بعض الأطفال أن الاستدراج تم إلى هذا الموقع تحت تهديد بأداة حادة لمنعهم من الإبلاغ، وفقًا لأقوال أهالي الأطفال الضحايا.

 

عشوائية المدارس

 

في هذا السياق اعتبر الخبير التربوي الدكتور حمدي حمزة، ملف اختيار العمال داخل المدارس بأنه «أخطر ثغرة أمنية» في العملية التعليمية، محذرًا من أن المدارس – بجميع أنواعها – تتعامل مع هذا الملف بمنتهى العشوائية.

وقال حمزة في تصريحات صحفية : "لدينا مدارس توظف العمال بلا أي خبرة، بلا أي تدريب، وبلا أي معايير، بعضهم اكتُشف لاحقًا أنه يتعاطى المخدرات".

وأعرب عن أسفه؛ لأن الاعتماد على «المعارف والمحسوبية» لا يزال يحكم حركة التعيينات، فيما تتحول التحاليل الطبية واختبارات المخدرات إلى إجراءات شكلية، غالبًا ما تستكمل على الورق فقط.

وأضاف حمزة : هذه الفوضى كانت سببًا مباشرًا فى حوادث اغتصاب وتعديات مؤلمة داخل مدارس معروفة، محذرا من أنه إذا ما لم نتخذ إجراءات صارمة، فالقادم أخطر.

 

عقلية «السوبر ماركت»

 

وأكدت الخبيرة التربوية الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، أن الخلل لا يقتصر على العمال فقط، بل يمتد إلى المدرسين أنفسهم، داخل منظومة «هشة… بلا معايير… بلا رقابة».

وكشفت بثينة عبد الرؤوف في تصريحات صحفية أن بعض المدارس الدولية تستقدم مدرسين أجانب لمجرد أنهم يجيدون الإنجليزية، لا تدريب تربوي، لا خلفية نفسية، لا تقييم مهني، وكأن المدرسة تبيع خدمة لا تصنع إنسانًا .

وأشارت إلى أن بعض المدارس تحولت إلى «ديكور تعليمي فاخر» يخفي داخله ضعفًا إداريًا يصل إلى حد العبث، مؤكدة أن غياب المعايير جعل بعضها يدار بعقلية «السوبر ماركت» لا بعقلية مؤسسة تربوية.

وطالبت بثينة عبد الرؤوف بإجراءات عاجلة، بينها: اختبار مخدرات دوري للعاملين، واختبار نفسي شامل لقياس الاتزان السلوكي، ووجود مشرفات سيدات داخل حمامات رياض الأطفال والابتدائي لمنع أي احتكاك قد يؤدي إلى اعتداءات، مع رقابة دورية ملزمة بإثبات إجراء الاختبارات لجميع العاملين.