من أبو تريكة أيقونة الأخلاق إلى قضايا التزوير.. كيف انقلب المشهد الكروي في مصر؟!

- ‎فيتقارير

 

بينما لا يزال النجم المصري محمد أبو تريكة– أحد أبرز اللاعبين في تاريخ الكرة العربية والافريقية – يعيش في منفى اختياري خارج بلاده منذ إدراجه على قوائم الإرهاب ومصادرة ممتلكاته، تتواصل الاضطرابات داخل الوسط الرياضي المصري، آخرها حبس رمضان صبحي على ذمة قضية تزوير رسمية. قصة تُعيد إلى الواجهة سؤالاً مُلحًّا: كيف انتقل المشهد الكروي من نجوم مثل أبو تريكة إلى قضايا تهز السمعة وتثير الشبهات؟

 

أبو تريكة… لاعبٌ لم تغادره الجماهير رغم غيابه

 

يظل أبو تريكة رمزًا استثنائيًا في ذاكرة الجماهير المصرية والعربية، ليس فقط بفضل أخلاقه الرفيعة، بل بما حققه من إنجازات تاريخية مع النادي الأهلي والمنتخب المصري، من بينها: دوري أبطال أفريقيا (5 مرات)، والدوري المصري (7 مرات)، والسوبر الأفريقي (4 مرات)، وكأس الأمم الأفريقية مع المنتخب (مرتين 2006 و2008)، وهدفه الخالد في نهائي أمم أفريقيا 2006، وهدفه الحاسم في كأس العالم للأندية 2006.

هذه السيرة المضيئة جعلته طوال سنوات «قدوة أخلاقية» في مقابل موجات الجدل اللاحقة حول بعض اللاعبين والإعلاميين داخل الوسط الرياضي.

 

مشهد مضطرب… ونجوم مثيرون للجدل

 

يرى مراقبون أن المشهد الرياضي في مصر تبدل بشدة خلال السنوات الأخيرة، إذ تراجع حضور نماذج راسخة في الانضباط مثل أبو تريكة، مقابل بروز شخصيات حملت حولها علامات استفهام، سواء بسبب سلوكيات خارج الملعب أو شبهات إدارية وقانونية، من بينهم لاعبون عُرفوا بمشكلات انضباط أو قضايا سابقة، وآخرون اتُّهموا في وقائع تزوير أو مشكلات مالية، وإعلاميون رياضيون واجهوا انتقادات تتعلق بسلوكهم المهني والسياسي.

 

وفي هذا المناخ المحتقن، جاءت قضية رمضان صبحي لتفتح فصلًا جديدًا من الجدل.

 

قضية رمضان صبحي… سقوط جديد يهز الوسط الكروي

 

قررت محكمة جنايات الجيزة حبس لاعب بيراميدز والمنتخب المصري مؤقتًا في القضية المتهم فيها بالتزوير في أوراق امتحانات بمعهد سياحي خاص، مع تأجيل نظرها إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني.

 

وبحسب النيابة العامة، فإن القضية تتعلق بتزوير كراسات إجابة امتحانات الفرقة الثالثة بمعهد الفراعنة للسياحة والفنادق، إلى جانب كشوف حضور وانصراف نُسبت توقيعاتها لرمضان صبحي رغم عدم أدائه الامتحانات فعليًا.

ويتهم أمر الإحالة اللاعب بالاشتراك في عمليات التزوير عبر «الاتفاق والمساعدة»، فيما أخلي سبيله على ذمة المحاكمة.

 

من القدوة إلى الفوضى؟

 

بين لاعبٍ يتمتع بإجماع جماهيري عربي مثل أبو تريكة، جمع بين الأخلاق والإنجازات، ولاعبين لاحقتهم الشبهات وطغت حولهم الأزمات، تبدو كرة القدم المصرية وكأنها انتقلت من مرحلة «الرموز» إلى مرحلة «العناوين الصادمة».

 

وتفتح هذه القضية الباب أمام أسئلة أعمق حول مسئولية المؤسسات الرياضية والتعليمية في ضبط المعايير، وسط مطالب شعبية متزايدة باستعادة النموذج الأخلاقي والاحترافي الذي افتقدته .