ترامب يطرح حل أزمة سد النهضة مقابل جهود السيسي لنزع سلاح حزب الله وتقسيم السودان

- ‎فيتقارير

 

 

 

فى الوقت الذى فشل فيه عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموى فى حل أزمة سد النهضة مع أثيوبيا بل وورط مصر فى توقيع ما يعرف باتفاق المبادئ فى عام 2015 مع رئيس الوزراء الاثيوبى أى أحمد والرئيس السوداني السابق عمر البشير وهذا الاتفاق هو الذى منح أديس ابابا الحق فى بناء السد الذى يهدد حقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل ..فى هذه الظروف المأساوية يطرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وساطته لحل أزمة سد النهضة عبر التوصل إلى توقيع اتفاق ثلاثى بين مصر والسودان وأثيوبيا .

هذا الطرح الأمريكي يثير تساؤلات كثيرة منها لماذا يصر ترامب على التوسط فى هذه الأزمة رغم أنه فشل فى حلها عام 2020 خلال ولايته الرئاسية الأولى .؟ وما الثمن الذى يريد الحصول عليه من السيسي وفى نفس الوقت من أبى أحمد؟

 

سلاح حزب الله

 

يشار إلى أن الطرح الأمريكى يأتى فى وقت توظف فيه الإدارة الأمريكية نظام الانقلاب للتدخل فى الأزمة اللبنانية مع دولة الاحتلال الصهيونى وجهودها الرامية إلى نزع سلاح حزب الله وهو الهدف الذى تسعى إليه الولايات المتحدة ودولة الاحتلال للقضاء على المقاومة التى تسعى إلى تحرير الأراضى الفلسطينية المحتلة والقضاء على الكيان الصهيونى بجانب سعى ترامب إلى تحقيق أهداف فى السودان قد تؤدى إلى تقسيمه بين البرهان وحميدتى .

 

إنجاز دبلوماسي

 

فى هذا السياق قالت منصة "جست سيكيورتي" التحليلية التابعة لكلية القانون بجامعة نيويورك، ان  ترامب يسعى لتسجيل إنجاز دبلوماسي جديد عبر تسوية أزمة سد النهضة الإثيوبي، الملف الذي ظل لسنوات أحد أكثر النزاعات تعقيدًا في القارة الإفريقية وفشلت كل الجهود لحله على مدار أكثر من 10 سنوات.

وكشفت المنصة إن واشنطن تعمل على بلورة اتفاق ملزم قانونيًا ينهي الخلاف بين مصر وإثيوبيا ويعيد للولايات المتحدة موقعها كوسيط رئيسي في إفريقيا، بعد سنوات من تراجع الدور الأمريكي في القارة.

وأشارت إلى أن إدارة ترامب تستند في تحركها الجديد إلى إحياء المسار الذي أطلقته واشنطن عام 2020، حين كانت المفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا على وشك التوقيع، قبل انسحاب أثيوبيا في اللحظات الأخيرة.

 

الأهداف الأمريكية

 

وأوضحت  "جست سيكيورتي"  أن المبادرة المطروحة تقوم على تحديث الإطار التفاوضي السابق ليشمل ضمانات دولية وآلية رقابة مشتركة لتدفق المياه، بما يحقق طمأنة المصريين ويحافظ في الوقت نفسه على السيادة الإثيوبية.

وأشارت إلى أن الملف يحمل أبعادًا تتجاوز الجوانب الفنية، إذ يسعى ترامب إلى الظهور مجددًا كرئيس ينهي النزاعات عبر الدبلوماسية الاقتصادية والسياسية لا عبر القوة العسكرية، وهي الصورة التي حاول تكريسها خلال ولايته الأولى.

وأكدت المنصة أنه في الوقت الذي تتحرك فيه واشنطن دبلوماسيًا، يبدو نظام الانقلاب أكثر انخراطًا في المشهد الإقليمي، من لبنان إلى غزة، لخدمة الأهداف الأمريكية في أزمات المنطقة.

 

الملف السوداني

 

وقالت : أما إثيوبيا التي تواجه تحديات داخلية عميقة بعد حرب أهلية طويلة، فترى في المبادرة الأمريكية فرصة لإعادة التوازن السياسي والدبلوماسي مع الخارج دون الظهور بمظهر الدولة الخاضعة للضغوط.

 

وأشارت المنصة إلى أن الملف السوداني، لا يقل تعقيدًا عن جوهر أزمة السد. فالخرطوم، التي تعيش حالة اضطراب داخلي، تحاول الحفاظ على موقع متوازن بين الجانبين المصري والإثيوبي، وسط حاجة ملحة لأي دعم دولي يساعدها في تخفيف أزماتها الاقتصادية.

وأكدت أن واشنطن ترى أن استثمار هذا التوازن يمكن أن يسهم في إنجاح الاتفاق، عبر طرح وثيقة ملزمة تُعرض على مجلس الأمن تحت إشراف أمريكي وإفريقي مشترك.

 

غياب الثقة المتبادلة

 

وقالت  "جست سيكيورتي"  إن تحركات الولايات المتحدة تأتي في سياق دولي بالغ التعقيد، حيث تتزايد التوترات في الشرق الأوسط، وتتصاعد المنافسة بين القوى الكبرى – خصوصًا الصين وروسيا – في إفريقيا.

وأوضحت أنه في هذا المناخ، يدرك ترامب أن نجاحه في حل أزمة سد النهضة سيُعيد تأكيد قدرة واشنطن على قيادة الحلول العالمية، لا الاكتفاء بمراقبة الأزمات.

وشددت المنصة على أنّ طريق الاتفاق ليس سهلًا، فالتعقيدات الفنية المتعلقة بآليات الملء والتشغيل وغياب الثقة المتبادلة ما زالت تشكّل العقبة الأكبر أمام أي تسوية دائمة.