يواجه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تحديات كبيرة من ناحية قدرته على الصمود، وسط تعنّت صهيونى من جهة، ومحاولات أمريكية للقضاء على حماس وتحميلها مسئولية اشتعال الحرب من جديد خاصة فى أعقاب سلسلة إعدامات ميدانية لمتعاونين مع الاحتلال من جانب الحركة بجانب محاولات فرض السيطرة الأمنية على القطاع وفق تعبير التحالف الصهيوأمريكي.
قى سياق متصل وصل وفد حمساوي إلى القاهرة وكشفت مصادر مطلعة أن الوفد بحث إدخال أفراد أمن تابعين للسلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وأن أفراد الأمن المقرر إدخالهم كان قد سبق تدريبهم في القاهرة وعمان. وكشفت مصادر أن حكومة الانقلاب تمارس ضغوطًا على حركة حماس لوقف الإعدامات الميدانية في غزة .
الأمن والإغاثة
من جانبه قال إسماعيل الثوابتة مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إن خططًا وُضعت لإعادة الأمن والإغاثة والتعافي في قطاع غزة عقب حرب الإبادة الجماعية .
وأضاف الثوايتة في تصريحات صحفية إن الحكومة وضعت عدة خطط لفرض الأمن وسيادة القانون ولإغاثة وتعافي قطاع غزة بعد الحرب التي استمرت عامين .
ولفت إلى أن الأولويات تشمل الأمن والغذاء والدواء وإيواء أبناء شعبنا. وأن الخطوة الأولى تتمثّل في فرض الأمن وسيادة القانون بعد حالة الفلتان التي أعقبت الحرب مؤكدا أن الأجهزة الأمنية نجحت في ضبط الوضع خلال الساعات الأولى بنسبة تجاوزت 90%.
وتابع الثوابتة : أما الخطوة الثانية فهي توفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لجميع أبناء الشعب بعد سياسة التجويع الممنهجة التي مارسها الاحتلال.
وأوضح أن الخطوة الثالثة: تتمثل فى إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية وإعادة ترميم المنظومة الصحية وفتح معبر رفح لإجلاء الجرحى والمرضى. مؤكدًا أن أكثر من 22 ألف جريح ومريض بحاجة عاجلة للسفر لتلقّي العلاج، وإجراء أكثر من نصف مليون عملية جراحية. وأن 288 ألف أسرة فلسطينية متضررة بلا مأوى نتيجة تدمير الاحتلال لمنازلهم، ويُجري العمل على توفير خيام وبيوت متنقّلة لإيوائهم مؤقتًا.
إعادة الإعمار
فيما كشف الخبير الاقتصادي رجا الخالدي، مدير معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية، ، عن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة المدمر، متوقعا أن تشمل إعادة الإعمار شراكات بين القطاعين العام والخاص بدلًا من تدخل الحكومات وتوزيع الأموال .
وقال الخالدي فى تصريحات صحفية إن إعادة الإعمار ستكون شراكة بين القطاعين العام والخاص، مؤكدا أن أحدث تقدير لتكلفة إعادة بناء غزة هو حوالي 70 مليار دولار.
وأشار إلى أن العام المقبل سيكون كله للإغاثة، وتخفيف الصدمات.
كان جاكو سيليرز مسؤول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد قال إن عدة دول من بينها الولايات المتحدة وكندا، إلى جانب دول عربية وأوروبية، أبدت استعدادًا مبدئيًا للمساهمة في تمويل خطة إعادة إعمار قطاع غزة، التي تُقدَّر تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.
وأوضح سيليرز خلال مؤتمر صحفي في جنيف أن الحرب على غزة خلّفت ما لا يقل عن 55 مليون طن من الأنقاض، مرجحًا أن يستغرق التعافي الكامل للقطاع عقودًا طويلة.
وأضاف: تلقينا إشارات إيجابية للغاية من عدد من شركائنا، بمن فيهم الأوروبيون وكندا، وهناك أيضًا نقاشات جارية مع الولايات المتحدة حول المشاركة في جهود الإعمار.
تهديدات أمريكية
فى المقابل زعمت وزارة الخارجية الأمريكية، أن لديها "تقارير موثوقة" تفيد بأن حركة حماس تخطّط لهجوم وشيك ضد المدنيين في غزة، في خطوة اعتبرت واشنطن أنها ستشكّل انتهاكًا لوقف إطلاق النار وفق تعبيرها.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن هذا الهجوم المخطط له ضد المدنيين الفلسطينيين سيشكّل انتهاكًا مباشرًا وخطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار وسيقوّض التقدّم الكبير الذي أُحرز من خلال جهود الوساطة .
وحذرت من أنه إذا أقدمت حماس على تنفيذ هذا الهجوم، ستُتّخذ الإجراءات اللازمة لحماية سكان غزة والحفاظ على قيام وقف إطلاق النار .
المرحلة الثانية
إلى ذلك، قال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال إن الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة وفق تعبيره .
وزعم نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، في مقابلة تلفزيونية أن الحرب ستنتهي نهائيًا عندما تُنفّذ شروط الاتفاق: إعادة جميع الرهائن، تفكيك حماس، ونزع سلاح القطاع .
وأشار إلى أنه سيلخّص فترة الحرب بقرار سيطرحه على الحكومة بإعادة تسمية الحرب بـ(حرب النهوض) ، زاعما أن الحرب غيّرت وجه الشرق الأوسط .
وتابع نتنياهو : قلت في اليوم الثاني أو الثالث من الحرب سنُغيّر وجه الشرق الأوسط. وهذا بالضبط ما فعلناه .
وبشأن الصمود في وجه الضغوط خلال الحرب، قال : كنت أعلم أنه إذا استسلمت لإملاءات إيقاف الحرب لأصبحت أيام دولة الاحتلال معدودة.