سحق وشنق وحرق وإعدامات ..حماس تدعو إلى فتح تحقيق “عاجل وشامل” إثر استلام جثامين شهداء القسام وعليها “آثار تعذيب”

- ‎فيأخبار

 

دعت حركة حماس، الخميس، إلى فتح تحقيق "عاجل وشامل" إثر استلام جثامين عناصر من كتائب القسام خلال الساعات الماضية وعليها "آثار تعذيب"، فيما كشف المكتب الإعلامي الحكومي أنّ جثامين أسرى غزّة كان عليها آثار تعذيب وتنكيل، وهو ما يرقى لجرائم حرب.

 

وقالت حماس في بيان إن "المشاهد المروّعة التي ظهرت على جثامين الشهداء التي سلّمها الاحتلال، وما بدا عليها من آثار التعذيب والتنكيل والإعدامات الميدانية، لتكشف بوضوح عن الطبيعة الإجرامية والفاشية لجيش الاحتلال، وعن الانحطاط الأخلاقي والإنساني الذي بلغه هذا الكيان، الذي لا يفرّق في عدوانه بين الأحياء والأموات من أبناء شعبنا".

 

ودعت حماس المؤسسات الحقوقية الدولية، وفي مقدمتها الأممُ المتحدة ومجلسُ حقوقِ الإنسان، إلى "توثيق هذه الجرائم البشعة وفتحِ تحقيقٍ عاجلٍ وشاملٍ فيها، وتقديمِ قادةِ الاحتلال للمحاكمة أمام المحاكم الدولية المختصّة، باعتبارهم مسؤولين عن ارتكاب جرائمَ ضدّ الإنسانيّة غيرِ مسبوقةٍ في تاريخنا المعاصر".

 

من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان إن الاحتلال أعاد 120 جثماناً من الشهداء الفلسطينيين بعد احتجازها، مشيراً إلى "أدلة دامغة على تنفيذ إعدامات ميدانية وتعذيب وحشي". وأضاف: "نُعلن عن استكمال استلام (120) جثماناً من جثامين الشهداء الفلسطينيين الذين احتجزهم الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنها ضد شعبنا الفلسطيني، وذلك على ثلاث دفعات متتالية،" مشيراً إلى وجود "عشرات الجثامين مجهولة الهوية لم يتم التعرف عليها حتى الآن".

 

وأظهرت "الفحوصات الرسمية والوقائع الميدانية"، حسب المصدر نفسه، أن الاحتلال "ارتكب جرائم قتل وإعدام ميداني وتعذيب ممنهج بحق عدد كبير من الشهداء الكرام الذين تمت استعادة جثامينهم". ومن بين ما جرى توثيقه حسب المكتب الإعلامي، "آثار شنق وحبال واضحة على أعناق عدد من الجثامين، وإطلاق نار مباشر من مسافة قريبة جداً، ما يؤكد عمليات إعدام ميداني متعمد، وأيدٍ وأقدام مربوطة بمرابط بلاستيكية، في مشهد يوثق عمليات تقييد قبل القتل".

 

كما أشار المكتب الإعلامي إلى "عيون معصوبة وملامح تشير إلى تعرض الضحايا للاعتقال قبل إعدامهم"، مبيناً أن هناك "جثامين سُحقت تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية، في انتهاك فاضح لكل القوانين الدولية. ولفت إلى أن "هذه الجرائم تمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف الرابعة والقانون الدولي الإنساني، وتؤكد أن الاحتلال استخدم سياساته الإجرامية في القتل خارج نطاق القانون والتصفية الجسدية للمعتقلين والمدنيين الفلسطينيين".

 

وختم البيان بالدعوة إلى "تشكيل لجنة دولية مستقلة عاجلة للتحقيق في هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها الاحتلال، ومحاسبة قادته على جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".

 

وفي السياق، كشف مدير عام وزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش، الخميس، عن وجود آثار تعذيب وحروق على جثث أسرى فلسطينيين أفرجت عنها إسرائيل ضمن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار مع حركة "حماس".

 

وأضاف في تدوينة عبر منصة إكس أن "جثامين أسرى غزة أعيدوا إلينا، وهم مقيدون كالحيوانات معصوبو الأعين وعليهم آثار تعذيب وحروق بشعة تكشف حجم الإجرام الذي ارتُكب في الخفاء". ووصف البرش آثار التعذيب والحروق الظاهرة على جثامين الأسرى الفلسطينيين بأنها "جرائم لا تُخفى"، مبيناً أن الجثامين "لم تكن مدفونة تحت التراب، بل معتقلة في ثلاجات الاحتلال لشهور طويلة".

 

وتابع: "أجساد الفلسطينيين البريئة تركت لتكون شاهدة على وحشية الجلادين، حيث لم يموتوا موتاً طبيعياً بل أُعدموا بعد أن قُيّدوا". وطالب المسؤول الطبي بتحقيق دولي عاجل بهدف محاسبة الجناة أمام العدالة الدولية في ما اعتبره "جريمة حرب مكتملة الأركان".

 

وكشف مصدر قيادي في حركة حماس مشارك في المفاوضات، لـ"العربي الجديد" عن انتهاء أزمة تسلم جثامين عناصر النخبة من كتائب القسام بعد قيام جيش الاحتلال بتسليم 45 جثماناً أمس الأربعاء.

 

وكانت القسام أعلنت، الأربعاء، تسليم جثتين لمحتجزين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر، وقالت القسام إنها تبذل "جهوداً كبيرة من أجل إغلاق ملف جثث الأسرى الإسرائيليين" الموجودة في قطاع غزة، وأضافت في بيان مقتضب أن "ما تبقى من الجثث يحتاج إلى جهود كبيرة ومعدات خاصة للبحث عنها واستخراجها".