لماذا قدمت السلطات الدعوة مبكرا .. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يحتجون على زيارة سفير الكيان الصهيوني

- ‎فيتقارير

وكأنه أعلن عنها مبكرا للاحتجاج المتوقع، نظم طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة الثلاثاء 14 أكتوبر، وقفة احتجاجية رفضًا لاستضافة كلية الشؤون العالمية والسياسات العامة (GAPP) للسفير الأمريكي الأسبق لدى الاحتلال، دانيال كيرتزر، لإلقاء كلمة بعنوان “دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.

وتناقل ناشطون فيديوهات لهتافات الطلاب ضد السفير وإدارة الدعوة وقالت  @fadilakhaled: "النهاردة الثلاثاء، يعني الطلاب في AUC أصلًا إجازة، أن فوق ال٣٠٠ بني آدم ينزلوا الحرم النهارده مخصوص عشان يتظاهروا ضد تواجد الراجل ده، في وسط تواجد أمني مرعب، ويهتفوا ويعتصموا من غير خوف على مدار ساعتين ولسة بنكمل؟ جدعان شجعان، والله وزمان وبعودة، ورجعوا التلامذة والله.

 

وأضافت فضيلة خالد "تم طرد السفير الأمريكي السابق لدولة الاحتلال دانيال كورتزر – الصراحة هو هرب – بأمر مباشر من مئات من طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة اللي اعتصموا ٣ ساعات متواصلة، ما وقفوش هتاف فيهم دقيقة، ولا حد ساب مكانه، تضامنًا مع فلسطين ورفضًا للتطبيع.

https://x.com/fadilakhaled/status/1978099926123843872
https://x.com/chadiman/status/1978159896588652690
https://x.com/fadilakhaled/status/1978059221951287515

ومن هتافات الطلاب "يا سفارة ويا سفير…اطلع برا يا حقير" وذلك أمام القاعة التي يتم فيها استضافة كوترزر.

وعلق المجلس الثوري المصري @ERC_egy  "الجامعة الأمريكية هي المكان الوحيد الذي يتنفس فيه الطلاب المصريون الحرية، لأنها   تدير إجراءات الأمن بنفسها، أما باقي الجامعات المصرية فهي تحت سيطرة الشرطة وأمن الدولة المسمى الأمن الجامعي، الذي للأسف يتولى إرهاب الطلاب وتجنيد  المخبرين ويراجع تعيينات وترقيات الأكاديميين.".

https://x.com/ERC_egy/status/1978149585592647954

وحملت منصة "الموقف المصري"، مسؤولية الجامعة الأمريكية في القاهرة الجامعة الأمريكية في القاهرة المسؤولية عن مراعاة "إدارة الجامعة انحيازاتنا الوطنية والإنسانية، لا سيما تجاه القضية الفلسطينية".

وأضافت المنصة أنه "من غير المقبول أن يُفرض على الطلاب استضافة شخصيات داعمة للإبادة والاحتلال، فهذا يتنافى مع قيم الحرم الجامعي، ويُعد تجاهلًا صارخًا لمعاناة أهلنا في غزة، الذين يتعرضون لأبشع صور القتل والتدمير.".

وأشارت إلى أنه "ليست هذه المرة الأولى التي تُثار فيها مثل هذه القضايا في مصر؛ فقد سبق الإعلان عن فعاليات مشابهة، وتم إلغاؤها بعد رفض شعبي واسع، وهو ما نأمله من إدارة الجامعة الأمريكية اليوم"

دعوة مسبقة

خلال اليومين الماضيين، أرسلت الجامعة الأمريكية في القاهرة دعوات للمشاركة في ندوة تستضيف السفير الأمريكي الأسبق في "إسرائيل" ومصر، دانيال كورتزر، الذي يُعد من الشخصيات الأمريكية الداعمة لتغوّل الاحتلال الصهيوني على حقوق الشعب الفلسطيني.

ونشرت الجامعة أن موعد الندوة هو 14 أكتوبر الجاري، وعنوان "تأملات حول الدور الأمريكي في المنطقة"، وتديرها الدكتورة نهى المكاوي، عميدة كلية الشؤون العالمية والسياسة العامة بالجامعة.

 

اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها الجامعة الأمريكية شخصيات أمريكية داعمة للاحتلال؛ ففي يناير عام 2012، استضافت السفير الأمريكي الأسبق لدى إسرائيل مارتن أنديك.

 

وما يثير الاستغراب هو استمرار هذا النهج، خاصة في ظل حرب إبادة غير مسبوقة تُشن على أهلنا في غزة.

 

وما تزال إدارة الجامعة تحتفظ بشراكات مع شركات داعمة للاحتلال، وعلى رأسها شركة "HP"، رغم خروج الطلاب مطالبين بمقاطعتها تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.

وبعد مرور أشهر على وعود الإدارة بإعادة النظر في هذه الشراكات، لم يُعلن عن أي خطوة عملية، بل تستضيف الآن شخصية تُعرف بدعمها للاحتلال وتهجير الفلسطينيين.

وكورتزر دبلوماسي أمريكي سابق، شغل منصب سفير الولايات المتحدة في مصر خلال التسعينيات، ثم سفيرًا في إسرائيل بين عامي 2001 و2005 في عهد الرئيس جورج بوش الابن، حيث كان من أبرز المنفذين لسياسات الدعم المطلق ل"إسرائيل"، ومنحها الغطاء السياسي لتقويض عملية السلام، إلى جانب دعمه للتدخل الأمريكي المباشر في المنطقة بمنطق استعماري واضح.

 

بعد تركه منصبه، ساهم كورتزر في إطلاق دوري البيسبول "الإسرائيلي" عام 2007، وتولى منصب أول مفوض للاتحاد، في محاولة لتحسين صورة "إسرائيل" عالميًا.

ويرى كورتزر أن الدعم الأمريكي ل"إسرائيل" يجب أن ينبع من تبعية كاملة لواشنطن، وقلّل مرارًا من حجم الإبادة الإسرائيلية في غزة، واصفًا إياها بأنها من أقل الصراعات أهمية.

ويُعد كورتزر من أشد المحرضين على ابتلاع حقوق الفلسطينيين، ويؤمن بضرورة تهجيرهم وإعادة توطينهم خارج أراضيهم، وتغيير التركيبة السكانية لصالح إسرائيل، مع منح الفلسطينيين 22% فقط من أراضيهم التاريخية.