نيويورك تايمز: كوشنر تحرك بفخاخ معدة لـ”حماس”.. ومراقبون يكشفون طرق عودة الحرب

- ‎فيتقارير

قالت "نيويورك تايمز" تايمز إنه بمجرد أن كلف الرئيس الأمريكي ترامب صهره "اليهودي" جاريد كوشنر (خارج نطاق مساءلة الكونجرس) في اجتماع ضمه وبلير وسيف ويتكوف قبل نحو شهرين فقد بحث عن الطرق التي تنهار بها الصفقة والأخرى التي تنجحها.

وكوشنر، يهودي أمريكي صهيوني وزوج ابنة ترامب، وقال إن "على "إسرائيل" ازاحة الفلسطينيين من غزه إلى صحراء النقب، كما قال اليهودي عبد الفتاح السيسي بعد بدء قصف غزة.

والجمعة 10 اكتوبر عقد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لساعات اجتماعا لبحث اليوم التالي في غزة بمشاركة مبعوثَي الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى جانب مسئولين أمنيين وعسكريين صهاينة وذلك بعد زيارة صباحية من كوشنر وويتكوف إلى حائط البراق وهما يرتديان "الكاباه" القلنسوة على رأسيهما إلا أن كوشنر غادر اجتماع حكومة نِتِنْياهو غاضبا على إثر مشادة كلامية مع "بن غفير" الذي رفض الاتفاق مشبها حماس بالنازية الهتلرية معتبرا الخطة استسلاما لحماس ومهددا بإسقاط الحكومة.

طرق انهيار الصفقة رآها الباحث في الشأن العسكري محمود جمال، وبحسب @mahmoud14gamal قال: "الحرب بمقتضى الاتفاق توقّفت نعم، لكن القول إنها انتهت من المبكر جدًا الجزم به. قد يستغلّها العدو كوقفةٍ تعبوية لترميم  خسائره، واستراحةٍ لعناصره، وسيظل واقفًا عند حدود الخط الأصفر مستنفرًا، لأن المراحل الأخرى من الاتفاق معقّدة وتحتوي نقاطًا قد تنسف الاتفاق.".

وضمن الولاية الثانية لترامب، ليس لجاريد أي صفة رسمية في الحكومة الأميركية. لا منصب ولا عقد، وبحسب الصحيفة الامريكية فإن إدارة البيت الأبيض طلبته للمشاركة في المفاوضات الأخيرة لتقرير مصير غزة، لإلمامه بالموضوع بحكم كونه يهوديا من عائلة ذات نفوذ كبير وبحكم تجربته خلال الولاية الأولى.

وعبر كوشنر عن فخره "بما حققه الإسرائيليون خلال العامين الماضيين ليس فقط في غزة، بل في الساحة بأكملها."، مشيرا بذلك إلى "القضاء على حزب الله، وتدمير قدرات إيران".

وهذا موقف مبدأي من كوشنر سبق أن عبر عنه لدى لقائه وويتكوف لمدة 6 ساعات مع نتنياهو ومساعده المقرب رون ديرمر، ومكنا "نتنياهو" من التفاوض على عدة تعديلات في النص، وخاصة فيما يتعلق بشروط وجدول زمني للانسحاب "الإسرائيلي" من غزة.

وربط الاقتراح الجديد، انسحاب "إسرائيل" من غزة، بالتقدم في الخطة في نزع سلاح حماس، ويمنح "إسرائيل" حق النقض (الفيتو) على هذه العملية في أي وقت.

ومن بين طرق كوشنر أن تظل قوات جيش الاحتلال موجودة ضمن محيط أمني داخل غزة "حتى يتم تأمين غزة بشكل كامل من أي تهديد "إرهابي" متجدد، وهذا قد يعني بقاءها إلى أجل غير مسمى داخل غزة.

صحيفة "نيويورك تايمز" تكشف: هكذا كانت كواليس مساهمة صهر ترامب جاريد كوشنر الذي يصف نفسه بـ "رجل الصفقات" في تحقيق تقدم باتفاق غزة

كوشنر (44 عامًا) كون علاقات دبلوماسية في الدول العربية عندما كان يعمل مستشارًا خلال الولاية الأولى لترامب. وقد أصبح مهندسًا رئيسيًا لاتفاقات أبراهام، وهي مجموعة اتفاقات طبّعت العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية، ما منحه فهمًا لتعقيدات المنطقة واللاعبين الأساسيين فيها.

 

وقالت الصحيفة سافر كوشنر إلى مصر الثلاثاء برفقة ويتكوف ووجدا نجاحًا. وأمضى الاثنان رحلة الطائرة في وضع استراتيجيات حول الطرق التي قد تنهار بها الصفقة، وما الذي يمكن فعله لإنقاذها. وعندما يعمل الرجلان، غالبًا ما يتولى كوشنر صياغة الخطط فيما يتولى ويتكوف الهاتف.

 

وقبل نحو ثمانية أشهر، بدأ كوشنر العمل مع توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، على خطط لغزة ما بعد الحرب. وفي أغسطس ، التقيا مع ترامب وكبار مساعديه لمناقشة مستقبل قطاع غزة. وخلال الأسابيع التي أعقبت ذلك الاجتماع في المكتب البيضاوي، برز كوشنر لاعبًا رئيسيًا في المفاوضات، يعمل عن كثب مع "إسرائيل" والدول العربية.

 
تنصل بعد إطلاق الرهائن

المحلل السياسي د. ابراهيم حمامي قال: "وقد عاد "الرهائن"، يسقط هذا الغطاء الأخلاقي الأيسر تداولًا: فإذا قرر نتنياهو تمزيق الاتفاق واستئناف العدوان، فبأي رواية ستُقنع هذه العواصم ناخبيها؟ وماذا ستفعل حين يصبح استمرار الحرب خيارًا لا ضرورة؟".

وأضاف، "من هنا يبدأ الاختبار الحقيقي: ليس لنتنياهو فحسب، بل للوسطاء الذين باعوا لشعوبهم قصة “اختراق” يُنهي النزيف ويُطلق مسار الإغاثة والإعمار"، وأن ".. أيّ تنصّلٍ بعد هذه اللحظة لن يُقرأ كقرار عسكري؛ سيُقرأ كإهانة سياسية.".

ورأى أن القرارات هناك تحتاج إجماعًا، لكن الإجماع نفسه يتشكّل حين يسقط القناع الأخلاقي: بعد إطلاق “الرهائن”، أي قصفٍ واسع سيبدو كحربٍ بلا حجّة، وعندها يسهل على المترددين تبرير القفزة إلى قراراتٍ مشتركة أكثر قسوة".

واعتبر أن "..تنكّر نتنياهو لاتفاق رعته واشنطن نفسها، فمن المعقول أن تعتبر كلفة حمايته أعلى من كلفة تمرير قرارٍ يُثبّت خطوط الانسحاب، ويفتح الممرات الإنسانية، ويربط الإعمار بالالتزام…".

وقلل الحمامي من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومسارات “الاتحاد من أجل السلام” كونها تمنح الأوروبيين وغيرهم غطاءً لمزيد من الخطوات العملية وأن القانون الدولي لا يعمل بالسرعة التي يريدها الغاضبون، لكنه يعمل بإصرارٍ مزعج لمن يحاول القفز فوقه…

وأشار إلى أنه "إذا اختار نتنياهو تمزيق الاتفاق، فسيتحوّل السؤال في الغرب من “هل نضغط؟” إلى “بأي أدواتٍ نضغط وبأي إيقاع؟”…حينها سنرى السلم كله: لهجة قاسية، ومشروطية صارمة، وقيود تسليح وتمويل، وتوسّعًا في العقوبات الأوروبية الجماعية، وربما قرار في مجلس الأمن يمرّ بلا فيتو أميركي…".

 

واختصر رأيه بالتأكيد أنه "إن بقيت هذه المؤشرات في المسار الأخلاقي الذي وعدت به الصفقة، تنجو القصة من الانهيار. أمّا إذا انقلبت، فسيجد نتنياهو نفسه أمام غربٍ لا يريد أن يخسر ما تبقّى من مصداقيته – ومستعد لأن يدفع الثمن المطلوب كي لا يبدو متواطئًا مع حربٍ بلا عذر.".

https://x.com/DrHamami/status/1976577731547578760

سحب مبرر القصف

وعلق د.حمود النوفلي استاذ مشارك بجامعة السلطان قابوس عبر @hamoodalnoofli قرأت كثيرًا من التخوف برجوع الحرب والهجوم بعد استلام الأسرى، وودت توضيح الآتي:

أولا:هذا متوقع والمقاومة تعرف ذلك، وعليه أخذت ضمانات من الوسطاء ولو تخلوا عن الضمانات فهذا ليس في صالحهم وسيخسرون ثقتهم بقبول المقاومة لضغوطهم مستقبلا.

ثانيا:المقاومة أدركت أن النتن وأمريكا يستخدمان الأسرى ذريعة أمام العالم لاستمرار الحرب، وأنهم مستعدون لقتلهم مقابل أن يحتلوا غزة ويقضوا على المقاومة، فقررت المقاومة سحب هذا المبرر منهم والقبول بتسليم الأسرى مقابل مزايا كثيرة وأهمها الانسحاب خارج المدن وهذا سيمكن المقاومة من تصفية العملاء وتنظيم صفوفها وتخزين الطعام الذي سيدخل بكميات كبيرة ومن 5 معابر فهي فرصة عظيمة للمقاومة للاستعداد في حال انتهك العدو ورفض وقف الحرب.

ثالثا: إذا رجع العدو للحرب واحتلال غزة فإن العالم سيفضحه، والشعوب الغربية سوف تنقلب ضده، وسوف تحرج أمريكا، لأن لا مبرر لديهم يسوقونه في ذلك، لذلك هم يعرفون أن العودة للحرب سوف تجعلهم في حرج عالمي وحرج لترامب وهذا ليس في صالحهم.

رابعا: المقاومة ستكون قوية في المفاوضات القادمة وهي تدير وتتحكم بكل مدن غزة وتتحرك بأريحية وتعيد ضبط الأمن والتحكم في السلطة، بعكس لو فاوضت والحرب مستمرة وهي مطاردة بالمسيرات والعملاء يتحركون بأريحية.

وعليه توقع ان تتفكك حكومة نتنياهو ويحاكم هو نفسه "ويعزل وبعدها ستحصل الحرب الداخلية، ثم ستأتي حرب التحرير الكبرى التي تعد وتجهز لها جبهات المقاومة منذ عقود وسوف تحدث بعد تراجع نفوذ امريكا ودخولها في الركود والديون التي تحول دون تمويلها للحروب، مع ظهور أقطاب عالمية كالصين وروسيا وإيران وجميعها ضد أمريكا والغرب وموقفها ممتاز من فلسطين".

https://x.com/hamoodalnoofli/status/1976521632413065576

بناءً على تقارير نيويورك تايمز وبوليتيكو، شارك جاريد كوشنر في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مستخدماً نهجاً تجارياً للحصول على موافقة أولية ثم تفاصيل لاحقة. التقى بالسيسي لمناقشة التنفيذ. لا ذكر صريحا لـ"فخ" في المصادر، لكنها تصف استراتيجيات تفاوضية. قد تكون بعض التفاصيل تفسيراً.

ومن ذلك التحفظ أن أعلنت حماس أن الهدنة أولًا ثم التبادل بالتوازي، لا بالتتابع وكانت تلك عقدة تم تفكيكها في شرم الشيخ، وحين فُكّت تغيّر وجه المفاوضات. فبعد أن أصرّ الاحتلال على أن "نُسلِّم ثم يُسلّم"، جاء الرد الفلسطيني واضحًا: "الهدنة تدخل حيز التنفيذ أولًا، والأسرى يُبادَلون في اللحظة ذاتها".

أما المساعدات فقد أُقِرّت بلا خلاف، فيما يجري حاليًا توضيح مواقع “الخط الأصفر” وخرائطه بشكل نهائي.

لكن خلف الكواليس، لا تزال ثلاث نقاط على الطاولة يجري حسمها في هذه الاثناء: أسماء صفقة المؤبدات، وتثبيت الخرائط النهائية، وضمانات حقيقية لإنهاء الحرب، لا هدنة معلّقة كما في التجارب السابقة..