تزايدت حوادث السيارات التي يتورّط فيها بعض المشاهير وأبناؤهم في الفترة الأخيرة، ما يكشف عن تجاهل حكومة الانقلاب لهذه الحوادث وعدم تطبيق القانون على هؤلاء، وهو ما أثار استياءً واسعًا لدى الرأي العام، كما أثار تساؤلات حول استخدام هؤلاء المشاهير نفوذهم لدى حكومة الانقلاب في الإفلات من العقوبة.
وحمّل البعض تصميمات عصابة العسكر للطرق والبُنية التحتية المسئولية عن الكثير من الحوادث التي تتسبب في موت وإصابة المصريين .
الأزمة تسبب آلاما وانتقادات أكثر، في حالة ما إذا كان أبناء المشاهير من صغار السن والمراهقين يقودون سيارات فارهة بدون رخصة وبسرعة جنونية، دون اعتبار للمواطنين، وبعضهم يكون تحت تأثير الخمر أو المخدرات.
يشار إلى أن بعض الحوادث تسببت في فقدان أرواح، وإصابات خطيرة، أو أضرار مادية بالغة، وهو ما فرض على الإعلام والمجتمع تسليط الضوء على هذه الحوادث، والمطالب بمحاسبة المتورطين، وتحقيق الإنصاف والعدالة .
كريم الهواري
من هذه الحوادث التي وقعت مؤخرا ، حادث كريم الهواري، نجل رجل أعمال مشهور، والذي صدم سيارات متوقفة في منطقة الشيخ زايد في كــارثة راح ضحيتها أربعة طلاب.
التحقيقات كشفت أنه كان تحت تأثير الكوكايين وقت الحادث، وأن سيارته كانت فارهة موديل أستون مارتن .
اللاعب أحمد فتوح
كذلك حادث اللاعب أحمد فتوح، لاعب الزمالك، الذي دهس مواطنًا بسيارته في الساحل الشمالي، مما أدّى إلى وفاته، وتم القبض عليه بتهمة القتل الخطأ.
هذا الحادث أثار غضباً واسعاً، بسبب إجراءات المحاكمة، وفي النهاية تم تبرئته بعد التصالح مع أسرة المواطن .
تنفيذ القوانين
من جانبه قال استشاري السلامة المرورية الدكتور أيمن الضبع: إن "حوادث الطرق شيء مؤلم لذوي الضحايا ولجميع المصريين، وتمثل تكلفة كبيرة لدولة العسكر، مشيرا إلى أن هذه الحوادث أبرزت التساهل القانوني، والأخذ والرد بشأن الكفالات، وتأخّر المحاكمات، أو إصدار أحكام قد يراها البعض ضعيفة مقارنة بخطورة الحادث".
وأضاف الضبع في تصريحات صحفية : في حادث كريم الهواري، صدر حكم بالسجن لثلاث سنوات وغرامة مالية، لكن بعد تنازل ورثة الضحايا تم الافراج عنه بعفو طبي، ما أثار استياءً عامًّا حول توازن العقاب والعدالة.
وتابع : غياب القوانين الواضحة أو عدم الالتزام بتنفيذ القوانين له دور أيضاً، مثل القيادة بدون ترخيص، أو السماح للقاصرين بقيادة سيارات فارهة، أو تجاهل مراقبة السائقين الذين يكونون تحت تأثير المخدرات .
وأكد الضبع أن هذه العناصر جميعها تُطرح كعوامل مشتركة في كثير من الحوادث، موضحا أن المجتمع يطالب بتطبيق صارم للقانون مهما كان المنتمون إليه، وألا يكون المشاهير أو ذوو النفوذ استثناء من تطبيق القانون.
تصميم الطرق
وقال الخبير المرور يسري الروبي: إن "خسائر حوادث المرور في مصر تصل إلى آلاف القتلى والمصابين ومليارات الجنيهات سنوياً ".
وأضاف الروبي في تصريحات صحفية : حوادث المشاهير لا تؤثر فقط على الضحايا المباشرين، بل لها تبعات مجتمعية واسعة، مشددا على ضرورة أن تكون هذه الحوادث عبرة، لتوعية السائقين خاصة الشباب حول خطر السرعة، القيادة تحت تأثير المخدرات، وتجاهل قوانين المرور.
ولفت إلى أن الإعلام يلعب دورًا مزدوجًا، فهو يسلط الضوء على الفضيحة ويثير الانتباه، لكنه أحيانًا قد يميل للتساهل أو المبالغة بحيث يحوّل حادثًا إلى مشهد درامي يفتقر إلى التحليل الموضوعي.
وأكد الروبي أن هذه الحوادث بمثابة اختبار للأخلاق العامة، متسائلا : هل من المقبول أنّ يعتقد بعض السائقين أن الشهرة أو النفوذ تحمّيهم؟ هل من العدل أن يُعامل المتهمون من المشاهير بطرق مختلفة؟
وشدد على أن هذه التساؤلات تُطرح بقوة، خاصة عندما يرى الجمهور أن القانون يتأخر أو يُخفت الصوت عندما يتعلق الأمر بشخصية معروفة موضحا أنه من جهة السلامة العامة، فإن الحوادث تُشير إلى مشاكل في البنية التحتية، وتصميم الطرق، وكذا الرقابة المرورية وتطبيق العقوبات الرادعة.
وأشار إلى أنه إذا لم يتم إُصلاح هذه العناصر، فإن التوعية وحدها لن تكفي، لأن الظروف المحيطة قد تُسهّل وقوع الحوادث حتى مع السائق الملتزم.