شكلت حكومة السيسي لجنة رئيسية لتطوير الإعلام تختص بإعداد خارطة طريق مُتكاملة بزعم "تطوير" الإعلام المصري، تتضمن عدة مُستهدفات : توصيف الوضع، والتحديات التي يتعين التعامل معها، وتحديد الجهات والأشخاص المنوط بهم تنفيذ الخارطة بشكل فاعل.
وباتت (لجننة) وليس مجرد "لجنة" تشير إلى كثرة اللجان التي تُشكّل لإصلاح الإعلام دون نتائج ملموسة.
وفي السياق الحالي، يشير إلى تشكيل لجنة رسمية رفيعة المستوى لتطوير الإعلام جل من فيها داعمو الانقلاب وأبرز مهامهم الأخرى؛ دمج الصحافة الورقية والرقمية، ورفع تقرير شامل خلال شهرين للسيسي.
وقال مراقبون: إنهم "نفس الوجوه في ما يسمى "المجلس الأعلى للإعلام"، وأن آفة حكم العسكر اعتماد التوظيف مثل لجنة الثقافة التي تشكلت قبل أشهر إلا أن تأثيرها بات متوقعا بغياب الحرية ومحاصرة الآراء".
الكاتب الصحفي قطب العربي مساعد الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة (قبل إلغائه كمسمى وتحويل وظائفه إلى المجلس الأعلى للإعلام) قال: "الإعلام لا يحتاج إلى إصلاح بل إلى إحياء، وأكسير الحياة هو الحرية، وهذا ليس في إمكانية اللجنة التي شكلها مدبولي بتوجيهات السيسي، ولا في إمكانية ألف لجنة أخرى.".
وأكد Kotb El Araby أن هذا التحول (المستحيل بظل الانقلاب الحالي) "ينتظر مغادرة جمهورية ٣٠ يونيو إلى جمهورية ٢٥ يناير ..بغير ذلك شكلوا لجان كما شئتم واصرفوا مليارات كما شئتم لكن لن تصلوا إلى نتيجة، ولن تبرحوا الوضع الحالي".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=10162700459371749&set=a.10151753808401749
تضييع وقت
الطريف أن مذيع (القاهرة والناس) ضابط المخابرات السابق محمد علي خير اتفق مع جانب من توصيف قطب العربي فقال "علي خير": "قرأت أسماء لجنة تطوير الإعلام، بعضهم سيقول ما يرضي ضميره وللصالح العام، لكن قبل وبعد تشكيل اللجنة يجب أن نتفق على ما يلي، لأننا لن نخترع العجلة".
وأضاف، "..مفيش إعلام بدون حريات، مفيش إعلام بدون سماع الرأي الآخر، مفيش إعلام بدون حرية تداول المعلومات، مفيش إعلام تمتلكه وزارات حكومية، مفيش إعلام يعيش وينمو مع إقصاء كل رأي مخالف، مفيش إعلام يتم احتكاره من قبل مؤسسة واحدة، حيث تغيب المنافسة التي هي وقود الشعلة للعمل الإعلامي، مفيش إعلام ينمو وأغلب العاملين فيه بالواسطة لا الكفاءة". مردفا، "طوّر براحتك، لكن لو ما اقتنعتش بكل اللي فات، يبقي بنضيع وقت، لن نخترع العجلة.. الكل عارف الصح فين..ولكن.. بلاش تضييع وقت".
مشبوهين ولقطاء
الكاتب مجدي شريف وعبر Magdy Sherif قال: "الدولة شكلت لجنة لتطوير الإعلام بقرار من مدبولي لمت كل المشبوهين واللقطاء وأصحاب العاهات الأيديولوجية وضمت أسماء حالية مشاركة في نكسة الإعلام وأسماء سابقة ضليعة في فساد الإعلام وقت توليهم المسئولية وأسماء لا تاريخ إعلامي لها، وضمت على استحياء ندرة من شخصيات لها وزنها وثقلها وحيثيتها الإعلامية والأدبية ذرا للرماد في العيون تغطية لعوار واسع ، بينما خلت القائمة من اسم محترم ذات تاريخ إعلامي وسيرة ذاتية مشرفة ومؤهلة علميا في هذا المجال لأعلى درجة علمية هي القديرة د. هالة أبو علم مثلا".
ووصف الاختيارات أنها "القائمة التي نشرت تشبه أوبن بوفيه أصنافه سمك لبن تمر هندي ، استمرارا لحالة تخبط تعيشها الحكومة لحرق دم المصريين فقط وسيرا عكس الاتجاه وسباحة عكس التيار ".
من سيئ إلى أسوأ
وقال حساب إخباري بعنوان (ايجيبشيان ستايل Egyptian STYLE): "ما أكثر اللجان والهيئات والمجالس والنتيجة صفر ومن سيء لأسوأ، خصوصا أنه يعاد تدوير نفس الوجوه الفاشلة، وقعت الإعلام المصري وكانت هي الداء فكيف يا فندم تنتظر منها الدواء ؟ اختيارات غير موفقة بالمرة، ستساهم في إسقاط الإعلام المصري، هل مصر الرائدة عدمت أولادها القامات والخبرات ولم يتبقى الا هذه الحفنة الفاشلة ؟؟!!
الصحفي فتحي مجدي Fathy Magdy قال: "مش محتاجين لجنة لتطوير الإعلام، محتاجين مناخ يسمح للإعلام بالتنفس بحرية، ويقبل بإعلام مستقل ومعارض دون تضييق من أي نوع، ولا يسمح بمثل هذا الخطاب التحريضي الذي يمارسه إعلاميو السلطة من نوعية أحمد موسى ونشأت الديهي وغيرهما ضد كل صوت معارض، عدا ذلك فالنقاشات حول تطوير الإعلام لن تعدو أن تكون مكلمة، لا طائل من ورائها ولا خير يرجى منها، وكان الله بالسر عليم.".
واتفق معه الإعلامي مصطفى كفافي Mostafa Kafafy، "كل دي لجنة عشان تطوير الإعلام.. قسما بالله هي القصة و ما فيها كلمتين و يتطور الإعلام المصري كله.. احترام الرأي الآخر.. و عدم التخوين و إرسال الاتهامات لو قلت حاجه تانية، و حرية تداول المعلومات و أخص فيها بالذكر ما يهم المواطن ( الأكل و الشرب و البنزين.. الخ) … و ما ننساش ياريت نوجد مستشارين إعلاميين للوزراء بيردوا على الصحفيين مش بيقفلوا تلفوناتهم..".
وأضاف، "الموضوع مش محتاج اللجنة دي كلها يا دكتور مدبولي.. وفي الأخر صدقني مش حيحصل أي حاجة #استقيموا___يرحمكم__الله".
الشللية تحكم
الباحث والصحفي أسامة عبد الكريم عبر عن تعجبه من تشكيل اللجنة والأعداد فقال: "70 شخصا في لجنة تطوير الإعلام!!.. الرقم كبير و يخض وبصراحه ميطمنش، طب أقولكم على حاجة، غالبية الأسماء اللي اختارتهم اللجنة هم سبب الأزمة في الإعلام و تطويره.".
وأضاف، "أعتقد الأسماء اللي في اللجنة أغلبهم كانوا رؤساء تحرير صحف، معرفوش يطوروا مؤسساتهم، عشان كده قررنا نشاركهم في تطوير الإعلام المصري كله!!!.. لو عندي سؤال واحد هسأله لأعضاء اللجنة، هيكون عملتوا إيه عشان تطوروا مؤسساتكم؟، و السؤال هينبثق منه عشرات الأسئلة، منها على سبيل المثال:
هل قدمتوا تدريبات للصحفيين؟ .. هل طبقتوا الحد الأدنى للأجور للصحفيين؟ .. بتختاروا الناس اللي فريق عملكم؟ .. طب أخبار الشلة إيه؟ .. طب أخبار الترافيك إيه، والقراءات إيه؟ .. طب أخبار الترند الهلس إيه؟ ولو حد قصر في السير وراه مصيره إيه؟.. طب أخبار اجتماع التحرير إيه؟، طب إزاي بنختار زاوية للمعالجة في أي قضية على الساحة؟".
ورأى أن "70 ٪ من العاملين بالصحافة معندهمش الحد الأدنى بالمعرفة و المعلومات العامة، و أغلبهم ميعرفش مين وزير السياحة غير بعد الترند، طب ميعرفش مين محافظ جنوب سيناء!!.".
واعتبر أن "المشكلة الحقيقة في تطوير الإعلام هي في القائمين عليه، يعتمدوا في اختياراتهم على أهل الثقة مش الكفاءة.. و بالمناسبة أهل الثقة تلاقيهم شغالين في أكتر من مكان و أكتر من شغلانه، بس إحنا بنختارهم برضو عشان هم أهل ثقة فقط".
ورأى أن "الداء معلوم و سبب الداء هو نفسه الدواء، ولكن أهم حاجة وجود نية حقيقية للإصلاح..".
ومن جانبه، نشر حساب (كارلوس لاتوف) أسماء المعينين في اللجنة وعلق ساخرا "الحقوا اتوظفوا"!