في خضم استعدادات للتفكيك والفصل، دعا عبردوس الزبيدي، رئيس «حكومة الإمارات» في عدن (من دويلة الإمارات)، إلى رفع أعلام الجمهورية في ذكرى 26 سبتمبر من كل عام، تحت جنازير دبابات سعودية وصهيونية وأجنبية، داعياً إلى تحريك الفوضى لتقويض أمن البلاد والعباد خدمةً للصهاينة.
وفي مقابلة مع أحد أطراف النظام، أعلن أحدهم استعداده للتطبيع مع «كيان العدو»، قائلاً إنه يريد فقط أن يُمنح كيانا معترفاً به ليتمكّن من التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
حوار الفصل والتطبيع
نقلت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية (باللغة الإنجليزية) عن نائب رئيس المجلس الرئاسي اليمني ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، الموالي لمحمد بن زايد، قوله إن "إعلان دولة جنوب اليمن المستقلة سيمهّد الطريق لإقامة علاقات مع إسرائيل".
وأضاف أن "جميع الظروف مهيأة لإقامة الدولة"، زاعماً أن "الانفصال سيسمح للجنوب باتخاذ قراراته الخاصة في السياسة الخارجية، بما في ذلك خيار الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام".
وبدون مواربة قال الزبيدي: "قبل أحداث غزة كنا نتقدّم نحو الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام"، مضيفاً: "إذا استعادت غزة وفلسطين حقوقهما ستكون الاتفاقيات ضرورية لاستقرار المنطقة. عندما تكون لدينا دولتنا الجنوبية سنتخذ قراراتنا بأنفسنا، وأعتقد أننا سنكون جزءًا من هذه الاتفاقيات".
وتابع التقرير أن "الجنوبيين يعتبرون أنفسهم مستعدين لاستقلال جنوب مُحرّر؛ نحن نحمي حدودنا سياسيًا وجيوسياسيًا، ونحن مستعدون، وكل ما نحتاجه هو إعلان الاستقلال وأن يعترف بنا الآخرون".
وأضاف التقرير أن "الاستقلال لن يعزل الحوثيين في الشمال فحسب، بل سيوفّر أيضاً وضوحاً للشركاء الدوليين"، مشيراً إلى أن "الجنوبيين يسيطرون بالفعل على أراضيهم، والجيش والشرطة موجودان هناك".
عزل مسؤول
عبر موالون للإمارات عن خطٍّ إقصائي للآخر؛ فعبدالوهاب الحجري، سفير اليمن في واشنطن، الذي عُيّن بضغط إماراتي وباقتراح شخصي من السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، يعمل بوضوح لخدمة المصالح الإماراتية في واشنطن. ووفق معلومات مؤكدة، يقوم الحجري بتسهيل مهام الانفصاليين ويقدّم خدمات للّوبي الذي يروّج لتجميل صورة مشروع الانفصال في الولايات المتحدة.
ولم يستقبل الحجري رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي أثناء زيارته الأخيرة لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو أمر أثار استغراب الأوساط السياسية.
ظهور أحمد علي
اعتبر بعضهم ظهور أحمد علي (القيادي الأمني ونجل المخلوع علي عبدالله صالح) في خطاب على يوتيوب إعلاناً رسمياً عن بدء تنفيذ المرحلة الأخطر من المخطط الصهيوني. وأشار مراقبون إلى أنه بعد فشل محاولات كسر إرادة اليمن عبر الحصار والعدوان الخارجي، عادوا إلى سلاحهم الأقدم: الفتنة الداخلية. وخطابه عن "استعادة الجمهورية" وُصف بأنه كلمة سر لإشعال حرب أهلية جديدة تُستهلك فيها القوة اليمنية نفسها، فتتحول البنادق الموجّهة نحو العدو الصهيوني إلى صدور الإخوة اليمنيين.
ويرى آخرون أن الهدف (الإمارات وحلفاؤها) هو إشغال اليمنيين بالقتال فيما يستبيح العدو أقصانا وقدسنا. الجمهورية التي يتحدثون عنها تُعدّ، بحسب هؤلاء، جمهورية تطبيع وخنوع، تقمع صواريخ اليمن وتُخرس جبهته المشتعلة خدمةً لأمن إسرائيل. وخطابه—من زاوية هؤلاء—ما هو إلا طلقة البداية لتنفيذ هذا المخطط الخبيث.
في ذكرى الجمهورية
قال رئيس الجيش اليمني السابق د. علي محسن صالح الأحمر: "رأس مال اليمن والجمهورية والوحدة هو في وحدة صف اليمنيين وفي نفوسهم الكبيرة التي تتعالى على الصغائر والأهواء، وتعمل على ردم الفجوات والخلافات لأجل أهداف سامية تتمثل في الحفاظ على المكتسبات الوطنية الغالية."
ودعا إلى الاقتداء بأبطال السبعين ورفعتهم عن الصغائر، بعزيمتهم وإرادتهم الصلبة؛ من جيش وأمن وطلاب وعمال ومقاومة شعبية، وبالتلاحم الذي أظهره هؤلاء الأبطال رغم قلة عددهم مقارنة بالعدو.
وأضاف أنه على النقيض من ذلك، في عام 2014 كانت الميليشيا الحوثية الإمامية لا تتجاوز بضعة آلاف، بينما كانت داخل العاصمة معسكرات ووحدات وأجهزة أمن بعشرات الألوف من الضباط والجنود المخلصين. واعتبر سقوط الفرقة الأولى المدرعة في 21 سبتمبر 2014 سقوطاً لعاصمة اليمن ودولته المركزية، ويوم نكبةٍ حلّت على الوطن والشعب.
وتابع أن الفرقة المدرعة الأولى كانت صمام أمان الوطن وحارساً أميناً لهيكل الدولة ودرعاً للجمهورية، ولم تهادن قوى الإمامة يوماً. ومع انهيار الخيارات والوحدة، اتخذ بعض القيادات قرار الانحياز إلى فئة وغادروا دار الرئاسة صباح 22 سبتمبر 2014 إلى المملكة العربية السعودية، تاركين همّ التحرير واستعادة الدولة على عاتق اليمنيين.
وخاطب قائلاً إنه يدعو الله أن "يهيئ للصف الجمهوري توجهاً وصدقاً كصدق أبطال السبعين، وتلاحماً كتلاحم أبطال الثورة اليمنية المباركة".
المصدر: تغريدة د. علي محسن الأحمر.
https://x.com/alimohsnalahmar/status/1971211433053433885