ارتفاع أسعار الإيجارات في مدينة الغردقة اصبح قنبلة موقوتة تهدد النسيج الاجتماعي بالمدينة وبمحافظة البحر الأحمر عموما بسبب السياسات الفاشلة التى تتبناها حكومة الانقلاب والتى لا تراعى أن أكثر من 70 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر وفق بيانات البنك الدولى .
ايجار الوحدة السكنية يتجاوز الـ 6 آلاف جنيه شهريا وهو ما يجعل الكثير من الأسر مهددة بالطرد فى الشوارع وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة، فإن النتائج ستكون وخيمة، ولن يجد الشباب والأسر سوى البحث عن طرق غير مشروعة للبقاء على قيد الحياة، وهو ما يهدد أمن وسلامة المجتمع.
هذه الأزمة فى مدينة الغردقة، التي تُعرف بكونها وجهة سياحية عالمية، تسببت فى تصاعد صراخ مكتوم من خلف الأبواب المغلقة، إنه صراخ الشباب والأسر، الذين باتوا محاصرين بين مطرقة ارتفاع أسعار العقارات وسندان قفزة جنونية في الإيجارات.
وبينما تحتفل المدينة بنموها السياحي، تتآكل أحلام سكانها، خاصة الشباب المقبلين على الزواج في الحصول على مسكن ملائم بعدما شهد مزاد الغردقة ارتفاعا جنونيا في الأسعار حيث وصل فيه سعر المتر إلى مئات الآلاف من الجنيهات.
مجاويش والكوثر
كان مزاد "مجاويش والكوثر" الأخير بمثابة شرارة أشعلت برميل البارود. فقد كشف المزاد عن أرقام فلكية، كان أبرزها بيع قطعة أرض بمساحة 300 متر مربع مقابل 78 مليون جنيه في منطقة الكوثر، بواقع 260 ألف جنيه للمتر الواحد، فيما وصل سعر الـ300 متر في منطقة مجاويش، إلى أكثر من 300 مليون جنيه .
هذه الأرقام الصادمة لم تكن مجرد خبر عابر، بل كانت إشارة واضحة إلى أن أسعار العقارات في المدينة قد ترتفع بنسبة تتراوح ما بين 500% إلى 700% خلال الفترة المقبلة.
حلم مستحيل
حول هذه الأزمة قال : "أحمد. ع" (30 عامًا)، أحد الشباب المقبلين على الزواج: كنا نظن أننا سنتزوج، ونبني أسرة، لكن اليوم، أصبح حلم الزواج مستحيلاً.
وتساءل : كيف يمكنني أن أدفع إيجار شقة يتجاوز 6 آلاف جنيه شهريًا، بينما راتبي لا يزيد عن 7 آلاف جنيه؟
واضاف : هذا المزاد المدمر أطاح بكل أحلامنا .
معدلات الطلاق
الضرر لم يقتصر على الشباب فحسب، بل امتد ليشمل الأسر… فالأسر التي كانت تستأجر شققًا بأسعار معقولة وجدت نفسها فجأة أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما دفع إيجار مرتفع بنسبة زيادة تصل إلى 500% ، أو البحث عن مأوى جديد قد لا تجده.
هذه الكارثة أكدتها دراسة أجراها أحد مراكز الدراسات الاجتماعية، حيث تبين أن معدلات الطلاق في الغردقة قد ارتفعت بنسبة كبيرة بسبب الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع الإيجارات.
وكشقت الدراسة أن رب الأسرة أصبح يعاني من ضغط نفسي هائل، حيث يضطر إلى العمل في عدة وظائف لتغطية الإيجار وحده، تاركًا خلفه عائلته التي تعاني من غيابه وتزايد المصروفات.
مأساة حقيقية
من جانبها قالت "أم محمد" (45 عامًا) إحدى المتضررات بالغردقة: زوجي يعمل من الفجر حتى منتصف الليل، لكن الإيجار يأكل كل دخله.
وأضافت : أطفالي الصغار باتوا يفكرون في ترك المدرسة للعمل لمساعدة والدهم إنها مأساة حقيقية، متساءلة أين المسؤولون من كل هذا ؟.
