رغم توقيع اتفاق بين الجانبين.. وكالة الطاقة الذرية تطالب إيران ياستئناف عمليات التفتيش والترويكا الآوروبية تهدد بعقوبات على طهران

- ‎فيعربي ودولي

 

 

رغم الاتفاق الذى تم توقيعه بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لبدء التفاوض حول الملف النووى عقب التهديدات الأوروبية والأمريكية بفرض عقوبات على طهران ضمن ما يعرف بآلية "الزناد" ورغم أن الوكالة تجرى حالياً محادثات مع إيران حول "آليات" الاستئناف الكامل لعمليات التفتيش، إلا أن رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية زعم إن الوقت ينفد في المحادثات بين الوكالة وطهران، في شأن استئناف عمليات التفتيش في الجمهورية الإسلامية بصورة كاملة، معربا عن أمله في اختتامها خلال أيام. 

وشدد جروسي على ضرورة التزام إيران بالسماح بإجراءات التحقق، مثل عمليات التفتيش، بصفتها طرفاً في معاهدة حظر الانتشار النووي. 

يشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تتمكن من الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية ، منذ حملة القصف التي شنتها عليها الولايات المتحدة وكيان الصهيونى في يونيو الماضي، وأصدرت إيران قانوناً بعد الهجمات ينص على تعليق التعاون مع الوكالة، ويشترط موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي على أية عمليات تفتيش. 

 

الترويكا الأوروبية

 

وتجري المحادثات بين الجانبين على خلفية إطلاق القوى الأوروبية الثلاث الكبرى فرنسا وبريطانيا وألمانيا (الترويكا) عملية مدتها 30 يوماً في الـ28 من أغسطس الماضي، لإعادة فرض العقوبات على إيران. 

وتزعم الدول الاوربية ان هذه العقوبات تأتى بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، الذي انهار بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منه عام 2018. 

وأعلنت دول "الترويكا الأوروبية"، ، أنها ستمضي قدماً في إعادة فرض العقوبات بموجب ما يسمى بعملية "الآلية السريعة لإعادة فرض العقوبات" ما لم تستأنف عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران بالكامل، وتحدد طهران مخزونها الكبير من اليورانيوم شبه الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة وتستأنف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة. 

 

نتائج إيجابية

 

وقال جروسي في بيان أمام الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة، الذي يضم 35 دولة : لا يزال هناك وقت، ولكن ليس كثيراً، يكفي دائماً وجود نية حسنة وإحساس واضح بالمسؤولية معترفا بأنه تم  جرى إحراز تقدم، وهناك أمل في أن يتسنى خلال الأيام القليلة المقبلة التوصل إلى خاتمة ناجحة لهذه المناقشات من أجل تسهيل الاستئناف الكامل لعملنا الذي لا غنى عنه مع إيران. 

وأشار إلى أنه واثق من أنه مع هذه الخطوات العملية المتخذة في شأن عمليات التفتيش، ستجد المشاورات والعمليات الدبلوماسية المهمة الأخرى أرضية واعدة للتقدم نحو نتائج إيجابية، في إشارة إلى مساعي دبلوماسية أوسع نطاقاً مثل محادثات إيران مع الدول الأوروبية الثلاث. 

 

اختراق إيراني

 

وحول التصعيد فى العلاقات الأمريكية الايرانية ، أشعل السيناتور الجمهوري توم كوتون جدلًا واسعًا في واشنطن بعد أن وجّه رسالة رسمية إلى كل من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزير الدفاع، حذر فيها من احتمال وجود اختراق إيراني داخل مؤسسات الأمن القومي الأمريكية. 

وأشار كوتون الى أريان طباطبائي، المستشارة السياسية في البنتاجون، والتي سبق أن وُجهت إليها اتهامات بالارتباط بشبكة نفوذ إيرانية، معتبرًا أن صلاتها المشبوهة قد تهدد أمن المعلومات الحساسة وتؤثر في عملية صنع القرار داخل الإدارة الأمريكية. 

وأوضح السيناتور في رسالته أن عدداً من المسؤولين السابقين في إداراتي باراك أوباما وجو بايدن أجروا اتصالات غير مُعلن عنها مع مسئولين إيرانيين، من بينهم وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف. 

 

الاتفاق النووي

 

فى المقابل قال إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن موقف طهران إزاء الاتفاق النووي ما زال ثابتا ، مشيرا الى أن الدول الأوروبية تفتقر للجدية وحسن النية في تعاملها مع الملف النووي الإيراني .

وأضاف بقائي – في تصريحات صحفية : لو عاد الجميع إلى الالتزام بالاتفاق النووي ، فإننا سنفعل الشيء نفسه، لأن الاتفاق النووي يحظى بغطاء قرار مجلس الأمن الدولي 2231 والذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وتمت المصادقة عليه بالإجماع بما في ذلك من جانب بريطانيا وفرنسا  .

وأكد أن طهران مستعدة لمواجهة أي تحديات مستقبلية؛ معتبرا أن ما تتعرض له إيران يمس سيادتها وكرامتها الوطنية.

وبشأن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشار بقائي الى أن الثقة بين إيران والوكالة قد تضررت بشكل عميق، خاصة بعد استهداف منشآت نووية سلمية من قبل كيانين يمتلكان السلاح النووي، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الوكالة .

وأوضح أن طهران رغم التحديات الأمنية والقانونية ما زالت منخرطة في مفاوضات مع الوكالة لصياغة آلية جديدة تراعي الحقائق على الأرض والقوانين الداخلية.

 

آلية الزناد

 

وأكد  وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن أي مفاوضات جديدة مع واشنطن يجب أن تراعي مخاوف إيران، مشيرًا إلى أنه من غير الممكن العودة للمفاوضات النووية مع واشنطن بالشكل الذي كانت عليه قبل الحرب التى شنها الكيان الصهيونى والولايات المتحدة على إيران . 

وقال عراقجي فى تصريحات صحفية : نواصل تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات، كما أن مفاوضاتنا مع الأوروبيين مستمرة لكن تفعيلهم آلية الزناد خطأ جسيم سيعقد الوضع أكثر.