(ميدل إيست آي): مصدر أمني كشف إحباط القاهرة لعملية استهداف قادة حماس على أراضيها؟!

- ‎فيتقارير

قال تقرير لموقع بريطاني إنه جرى تحذير رسمي مصري من أن "مصر اكتشفت مخططات إسرائيلية لاغتيال قادة حماس في القاهرة، وأبلغت إسرائيل أن أي هجوم سيُعتبر إعلان حرب وسيُقابل برد قوي.".

وكشف مصدر أمني لموقع (ميدل إيست آي) عن محاولة سابقة أحبطتها مصر لاغتيال قادة حماس خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة خلال العامين الماضيين.

ونشر الموقع صورة جنود يظهرون في صورة خلال المناورات المشتركة بين مصر والولايات المتحدة (النجم الساطع 2025) في قاعدة محمد نجيب العسكرية، بتاريخ 3 سبتمبر 2025 .
 

وكشف مسئولون مصريون كبار لـ"ميدل إيست آي" أن مصر اكتشفت مخططات إسرائيلية لاستهداف قادة حركة حماس في القاهرة، وحذرت إسرائيل من أن أي هجوم سيُقابل بالقوة.

 

وقال مصدر أمني رفيع المستوى: "تشير تقارير استخباراتية إلى أن إسرائيل تخطط منذ فترة لاغتيال قادة حماس في القاهرة، وقد أحبطت مصر بالفعل محاولة سابقة خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في المدينة خلال العامين الماضيين."

 

وفي يوم الثلاثاء، نفذت نحو 12 غارة جوية على مبانٍ سكنية في العاصمة القطرية، الدوحة، حوالي الساعة الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهرًا بتوقيت غرينتش)، استهدفت قيادة حماس، مما أثار إدانات واسعة في المنطقة.

 

 وردًا على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستستهدف حماس في دول أخرى جاءت تصريحات مصدر أمني لـ" ميدل إيست أي ": " أن أي محاولة لاستهداف قادة حماس على الأراضي المصرية ستُعتبر انتهاكًا للسيادة المصرية، وبالتالي إعلان حرب من قبل إسرائيل، ولن نتردد في الرد عليها."

 

ورغم عدم الإعلان رسميًا عن وجود قادة حماس في مصر، أكد المصدر الأمني في تصريحات حصرية لـ"ميدل إيست آي" أن عددًا منهم يقيمون في البلاد منذ سنوات، حتى قبل اندلاع الحرب الحالية في غزة، دون الكشف عن هوياتهم أو أماكنهم لأسباب أمنية.

 

وبحسب المصدر، حث المسئولون المصريون نظراءهم الإسرائيليين على العودة إلى طاولة المفاوضات والعمل على التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، بدلًا من جرّ المنطقة إلى حروب لا تنتهي وتصعيد التوترات.

 

وأشار المصدر إلى أن العلاقات المصرية–الإسرائيلية شهدت توترًا في الأشهر الأخيرة بسبب تردد تل أبيب في التوصل إلى هدنة محتملة في غزة.

 

كما أعرب المسئولون المصريون عن قلقهم من محاولات تحميل القاهرة مسئولية مستقبل غزة، بما في ذلك احتمال تهجير الفلسطينيين إلى شمال سيناء.

 

وفي 19 أغسطس، كشف "ميدل إيست آي" أن مصر نشرت نحو 40 ألف جندي على الحدود مع غزة لمنع عبور الفلسطينيين المحتمل إلى سيناء.

 

كما أفاد الموقع بأن القاهرة تم تهميشها في مفاوضات وقف إطلاق النار المتعثرة في غزة، وسط مخاوف من أن هجومًا إسرائيليًا واسعًا على القطاع قد يدفع الفلسطينيين إلى اختراق الحدود مع سيناء ويؤدي إلى فوضى.

 

وأكد مسئول استخباراتي كبير الأسبوع الماضي، قبل هجوم الدوحة، أن الاتصالات بين مصر وإسرائيل قد انقطعت تمامًا، ولم يُحرز أي تقدم في المحادثات بشأن التهدئة في غزة.

 

"مصر لا تدافع عن حماس"

 

في غضون ذلك، قال مسئول عسكري رفيع إن الهجوم الإسرائيلي في الدوحة لم يشمل الأجواء المصرية. وأضاف: "لم تعبر أي طائرة إسرائيلية المجال الجوي المصري خلال الهجوم على الدوحة."

 

وأكد المسئول العسكري أيضًا: "لم تكن لدى مصر أي معرفة مسبقة بالهجوم، ولم يكن هناك أي تنسيق بين مصر أو إسرائيل أو الولايات المتحدة بشأن العملية."

 

وأوضح المسئول لـ"ميدل إيست آي" أن "نظام دفاع جوي صيني منتشر حاليًا في شبه جزيرة سيناء، على الحدود مع إسرائيل، مما يجعل من المستحيل عبور أي طائرة دون إذن مسبق أو رصدها."

 

في خطابه المصور عقب غارات الدوحة، هدد نتنياهو باستهداف حماس في أي مكان.

 

وقال: "أقول لقطر ولكل الدول التي تؤوي إرهابيين: إما أن تطردوهم أو تحاسبوهم. لأنكم إن لم تفعلوا، فسنفعل نحن."

 

وقارن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 بهجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، واصفًا حملة إسرائيل ضد حماس بأنها جزء من الحرب العالمية على "الإرهاب".

 

وأضاف: "لقد فعلنا تمامًا ما فعلته أمريكا عندما لاحقت إرهابيي القاعدة في أفغانستان، وعندما قتلت أسامة بن لادن في باكستان."

 

ويرى محلل أمني بارز، تحدث لـ"ميدل إيست آي" ، اشترط عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن تحذيرات المصادر المصرية لا تتعلق بحماس بقدر ما تعكس رؤية القاهرة لدورها الإقليمي.

 

وقال المحلل: "مصر لا تدافع عن حماس – فهي تنظر إليها بعين الريبة وتربطها بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة."

 

وأضاف: "لكن مصر ترى نفسها الدولة العربية الأكثر استراتيجية، وأي ضربة إسرائيلية على أراضيها ستُعتبر إهانة. وستقوض مكانتها الإقليمية التي تسعى للحفاظ عليها، رغم أن الدوحة أصبحت أكثر تأثيرًا في مفاوضات السلام خلال الأشهر الماضية."

 

لطالما لعبت القاهرة دورًا محوريًا في الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خاصة حماس. لكن في الأشهر الأخيرة، تم تهميشها بشكل متزايد من محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وسط مخاوف من أن يؤدي هجوم بري إسرائيلي على القطاع إلى جرّ مصر إلى الصراع.

 

وأوضح المحلل: "قدرة مصر على لعب دور الوسيط الموثوق في غزة ستنهار إذا سُمح لإسرائيل بتنفيذ اغتيالات في القاهرة دون رد."

 

وأضاف: "الأنظمة المصرية استثمرت كثيرًا في هذا الدور. وأي هجوم في العاصمة سيُحطم تلك الصورة ويُظهر للمنطقة أن مصر لا تستطيع حتى حماية ساحتها الخلفية."

 

https://www.middleeasteye.net/news/exclusive-egypt-discovers-israeli-attempts-kill-hamas-leaders-its-soil?utm_source=twitter&utm_medium=social&utm_campaign=Social_Traffic&utm_content=ap_pay1hmju9r&fbclid=IwY2xjawMxZbtleHRuA2FlbQIxMQABHnCrUtrT-53L9OETNXTBWrXxFn0KJqxCQ7GeiKYxsGZZt86vusqpXOSB36NW_aem_wq9YqBECJg3lMl6K5jmQVA

 

واختصارا، ترى مصر نفسها دولة محورية وأن أي هجوم "إسرائيلي" على أراضيها سيقوض مكانتها الإقليمية وأن دور الوسيط مهدد وأن أي اغتيالات في القاهرة قد تُفقد مصر قدرتها على لعب دور الوسيط في غزة.

وألمحت إلى أنه رغم توقيع اتفاقية السلام عام 1979، لا يزال التطبيع مع إسرائيل يواجه رفضًا شعبيًا واسعًا في مصر.
 

عملية فاشلة

وخلال الساعات الأخيرة من الجمعة 12 سبتمبر نشر موقع Mossad Commentary، الذي يديره خبراء أمنيون "إسرائيليون" مقربون من جهاز الموساد، تفاصيل جديدة حول فشل محاولة اغتيال قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

ووفقًا للتقرير، فإن قادة حماس كانوا قد غادروا قاعة المفاوضات لأداء صلاة العصر في قاعة مجاورة، تاركين خلفهم هواتفهم، وهو ما أدى إلى قصف القاعة الخاطئة بعد أن رصدت الأجهزة الإسرائيلية الهواتف.

وهو ما يعد إقرارًا ضمنيًا بالفشل، وأن العملية اعتمدت على معلومات استخباراتية دقيقة وتقنيات متطورة، إضافة إلى شبكة دعم أمريكية وعربية، لكنها رغم ذلك أخفقت.

ورأى الموقع بحسب المراقبين، أن إرادة المقاومة قادرة على كسر منظومات العدو مهما بلغت دقتها، ويؤكد ضرورة أن يرفع قادة حماس مستوى الحذر وألا يثقوا بالقوانين الدولية أو الأعراف الدبلوماسية.