في مشهد جديد من مسلسل التفريط وبيع أصول مصر، ظهر رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي ـ الذي تحوّل إلى سمسار الخراب المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي ـ وهو يتفقد أعمال التطوير في مطار سفنكس الدولي غرب القاهرة، وسط تكهنات قوية بطرحه للقطاع الخاص، على خطى ما جرى مع عشرات الأصول والمرافق الاستراتيجية.
مدبولي، الذي لم يعد سوى أداة بيد السيسي لتسويق و"عرض" مشروعات الدولة على المستثمرين والأجانب كما يُعرض العقار للبيع، رافقه خلال الجولة كامل الوزير ووزراء السياحة والطيران ومسؤولون عسكريون، في مشهد يفضح تواطؤ المؤسسات العسكرية والمدنية في عملية نهب منظمة لأصول مصر.
ورغم إنفاق ملياري جنيه على تطوير المطار لرفع طاقته إلى 1.2 مليون راكب سنوياً، فإن الخطط المعلنة تؤكد أن المطار ليس سوى سلعة جديدة على رف البيع، ضمن خطة أوسع لطرح 11 مطاراً أمام القطاع الخاص، بإشراف مباشر من مؤسسات التمويل الدولية التي تُدار منها سياسات السيسي الاقتصادية. تقارير اقتصادية كشفت عن مفاوضات مع شركة "فلاي دبي" الإماراتية للحصول على امتياز التشغيل، ما يفضح حقيقة البيع المقنّع تحت شعار "إدارة وتشغيل لا بيع".
هذا المسار يعكس جوهر ما باتت عليه جمهورية السيسي: برلمان انقلابي صامت، جيش فقد عقيدته الوطنية وتحول إلى شريك في السمسرة، شرطة لا دور لها سوى حماية عصابة العسكر، وقضاء لم يعد سوى عصا غليظة لقمع الأحرار.
وبينما يروّج مدبولي لكون المطار "بوابة استراتيجية جديدة لغرب القاهرة"، يرى مراقبون أن الأمر لا يتعدى كونه خطوة أخرى في مسلسل بيع مصر بالجملة والقطاعي، حيث يتحول كل مشروع أو أصل استراتيجي إلى بضاعة على موائد المفاوضات مع الخليج أو الكيانات الأجنبية، في ظل خراب اقتصادي شامل وضع مصر على حافة الانهيار.
