كل شيء مستباح فى زمن الانقلاب ..المصريون أصبحوا "ملطشة" لحكومة الانقلاب ولعصابة العسكر من ناحية وللتجار والأسعار والفساد من ناحية أخرى ..فى ظل هذه الأوضاع المأساوية لم يعد للصحة العامة قيمة ولذلك انتشرت السلع الفاسدة من انتاج ورش بير السلم التى تحتوى على سموم وتسبب الإصابة بالأمراض الخطيرة وأبرزها السرطانات .
ومع تفاقم الظواهر السلبية التي تهدد صحة المواطنين، برزت في الآونة الأخيرة تجارة خطيرة تتمثل في جمع زيت الطعام المستعمل من المطاعم والمنازل، ثم إعادة تكريره وخلطه بمواد كيميائية، وطرحه في الأسواق على أنه زيت جديد وصالح للاستهلاك.
ورغم أن هذه الممارسات تدر أرباحًا طائلة على مروجيها، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر صحية جسيمة؛ ويحذر الأطباء وخبراء التغذية من أن الزيوت المعاد تكريرها تحتوي على مركبات سامة ناتجة عن التحلل الحراري، قد تؤدي إلى التسمم الغذائي، ورفع معدلات الكوليسترول الضار، وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والكبد، بل وحتى بعض أنواع السرطان.
وفي ظل غياب الرقابة من جانب حكومة الانقلاب، تظل دعوة المواطنين إلى اليقظة وعدم الانسياق وراء الأسعار المغرية هي خط الدفاع الأول لحماية صحتهم وحياة أسرهم.
ورش عشوائية
فى هذا السياق كشف شهود عيان من أصحاب المطاعم أن بعض الوسطاء يجمعون الزيت المستهلك مقابل جنيهات قليلة للتر، لينقلوه إلى ورش عشوائية، حيث يُصفّى عبر شاش أو قماش، ويُعاد تعبئته في جراكن بلا بيانات. بعدها، يتسلل إلى الأسواق الشعبية على الأرصفة أو في المحال الصغيرة، ويُباع بأقل من نصف سعر الزيت المعبأ.
أحد الباعة – رفض ذكر اسمه – اعترف قائلاً: "الناس بتشتري عشان رخيص، ومحدش بيسأل جه منين".
مركبات سامة
فى المقابل حذر استشاري التغذية العلاجية الدكتور أحمد دياب، من أن الزيوت التي تعرضت للتسخين المتكرر تتحلل وتنتج مركبات سامة، أبرزها مادة الأكريلاميد، التي ترتبط بالإصابة بأمراض الكبد وتصلب الشرايين، وترفع احتمالية الإصابة بالسرطان.
وأكد دياب فى تصريحات صحفية أن إعادة استخدام الزيت أكثر من مرة يضاعف تركيز السموم فيه، ما يجعله خطرًا على صحة المواطنين.
صحة المصريين
وقالت الدكتورة مايسة شوقي، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب جامعة القاهرة إن إعادة تدوير زيت الطعام يشكل خطرًا شديدًا على صحة المصريين، موضحة أنه في ظل غياب الرقابة الكافية ونقص الوعي الصحي، تنتشر في الأسواق زيوت طعام معاد تدويرها تُباع على أنها صالحة للاستخدام، بينما هي في الحقيقة تحمل أضرارًا جسيمة لكل الفئات العمرية .
وأضافت مايسة شوقي فى تصريحات صحفية : الزيوت التي يتم تسخينها واستخدامها مرارًا وتكرارًا، تتحول إلى خليط سام من المركبات الكيميائية الضارة التي تهدد صحة الإنسان على المدى القصير والطويل.
وكشفت أنه عند إعادة استخدام الزيت أكثر من مرة، تتكوّن فيه دهون متحولة ومركبات هيدروكربونية ضارة، بالإضافة إلى الجذور الحرة التي تهاجم خلايا الجسم وتضعف المناعة، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتصلب الشرايين، والسرطان، وأمراض الكبد والكلى.
وأشارت مايسة شوقي إلى أن النساء في سن الإنجاب هن الأكثر عرضة للخطر؛ حيث يتسبب تناول الزيوت المعاد تدويرها في اضطرابات هرمونية، وقد يؤثر سلبًا على الخصوبة ويزيد من خطر الإصابة بتكيس المبايض.
الأطفال والأجنة
وأكدت أن السيدات الحوامل يدفعن الثمن غاليًا، إذ قد تؤدي هذه الزيوت إلى ضعف نمو الجنين ومشاكل في المشيمة، وزيادة احتمالية حدوث تشوهات خلقية نتيجة الإجهاد التأكسدي، كما تنتقل المركبات الضارة إلى الرضيع عبر حليب الأم، مما يؤثر على نموه العصبي ومناعته.
وأشارت مايسة شوقي إلى أن الأطفال بأجسامهم الصغيرة لا يتحملون السموم المتراكمة، مما يعرضهم لمشاكل في النمو، وضعف المناعة، وزيادة خطر السمنة والسكري من النوع الثاني.
وبالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة فأوضحت أن كبار السن تتفاقم لديهم أمراض القلب، والضغط، والكبد، وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان عند تناول الزيوت الفاسدة لافتة إلى أنه بالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة غير المعدية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، فإن تناول هذه الزيوت يزيد من المضاعفات الصحية ويؤثر على فعالية العلاج.
بدائل آمنة
وشددت مايسة شوقي على ضرورة أن يقتصر استخدام الزيوت المعاد تدويرها على الصناعات غير الغذائية مثل إنتاج الوقود الحيوي أو الصابون، وليس على موائد المصريين مطالبة بإجراءات حازمة لمنع تداول هذه الزيوت، وأن تصل حملات التوعية ببدائل التحمير والطهي الآمن إلى الفئات المستهدفة، خاصة محدودي التعليم والثقافة وسكان المناطق الشعبية.
وطالبت بضرورة التحرك العاجل من الجهات المعنية لتجريم بيع الزيوت المعاد تدويرها للاستهلاك البشري، وتشديد الرقابة على مصانع "بير السلم" التي تتاجر بصحة الناس. مشددة على ضرورة توعية المواطنين بخطورة شراء الزيوت مجهولة المصدر، خاصة في المناطق الشعبية والأسواق غير الرسمية.