“قسد” تهدد بالانفصال في الشمال وفتنة مماثلة بدرعا والجنوب .. ووزير إعلام سوريا يركز على استبعاد الإسلاميين؟!

- ‎فيعربي ودولي

حذر مراقبون من تجدد دعوات الانفصال سواء على مستوى الشمال (من جهة قسد) أو الجنوب السوري (من جهة درعا والسويداء) في وقت تنشغل فيه الحكومة السورية بدفع أي اتهام يوجه لها أنها حكومة من الإسلاميين أو تنحاز إلى أي فئة منهم (حتى من يسمون بالمتدينين أو التيار المحافظ) لاسيما الإخوان المسلمين المصنفين في دول الثورة المضادة ب"الإرهاب" رغم أنهم ليسوا من حملة السلاح على غرار جبهة تحرير الشام أو غيرها من الفصائل المسلحة التي بدأت ثورتها المسلحة مبكرا بالتزامن مع طرح الأسماء المتداولة لهم.

الكاتب والباحث في الشأن السوري محمود علوش  وعبر @mahmoudallouch أشار إلى قول منسوب إلى صالح مسلم من أن "..قسد ستضطر للمطالبة بالاستقلال إذا رفضت دمشق مطلب اللامركزية.".

واعتبر أن (قسد) ترتكب خطأين كبيرين بالتلويح بهذا الطرح، الأول هو استفزاز دمشق وأنقرة، والذي سيدفعهما إلى تخفيض رهانهما على مسار التسوية السلمية، والثاني هو مفاقمة التحدي الداخلي الذي يُواجهها مع البيئة الرافضة لسلطتها ولمشروعها في المناطق الخاضعة لها".

ومجددا قالت: إنها "سترتكب خطأ ثالثاً إذا اعتقدت أنها قادرة على معالجة هذا التحدي من خلال القوة والترهيب. فمحاولة إذلال هذه البيئة مُكلفة جداً.".

 

https://x.com/mahmoudallouch/status/1962489329491837398

واضاف له حساب @theangelqa أو من يطلق على نفسه (د.ميلاد) "لا يوجد شيء اسمه انفصال درزي أو كردي، يشكل العرب والآشوريين في الحسكة 68٪ بينما الأكراد  32٪.. ويشكل المسيحيين والمسلمين السنة في السويداء 41٪ بينما الدروز 59٪".

ورأى أنه "لا حق لأي انفصالي المطالبة بقص جزء من الجمهورية العربية السورية، إذا كنت تريد أرضاً خاصة بك فأذهب الى الجحيم .".

https://x.com/theangelqa/status/1962439994997383473

 

ومن جانب آخر لفت الباحث السياسي معاذ محارب @MoazAlmohareb إلى أن ".. استمرار الهجوم والتلفيق على درعا وأهلها هو أمر مقصود لخلق فتنة بين السهل والجبل، فتنة تصل في النهاية إلى عزل السويداء عن محيطها، من ثم القول للإسرائيليين تفضلوا نحن لا يريدنا أحد فخذونا إليكم مشكورين، " مضيفا أنه "طبعا لا حاجة للدفاع عن درعا فهي كالبحر لا يضرها ثغر شارب".

وأمام هذه المشاريع التي لا يمل أصحابها (ربما بحكم استمرار التمويل من الثورة المضادة) كشف الإعلامي محمد جمال @ammamaiii عن مطالبة بإقالة وزير الإعلام حمزة المصطفى والسبب برأيه أنه ".. يتّبع سياسة واضحة باستبعاد كل من يحمل في داخله حسّ إسلامي أو يمثّل التيار المحافظ من الواجهة الإعلامية، وكأنّ المطلوب أن تبقى الساحة محصورة في نمط واحد فقط  بعيدا عن التنوّع الطبيعي للمجتمع السوري.".

 

https://x.com/ammamaiii/status/1962970948111630520
 

وقبل نحو أسبوع كتب مستشار الرئيس السوري أحمد موفق زيدان دعوة صريحة إلى حل الإخوان المسلمين، وكأن جميع القضايا السياسية جرى حلها وتفرغ السوريون من حكومتهم الجديدة إلى اتباع منهج أبوظبي والرياض في التعامل مع أكبر الجماعات الإسلامية العاملة في العالمين العربي والإسلامي والتي باتت تشكل هدفا غربيا بحتا.

 

ولعل ما كتبه روبرت فورد السفير السابق للولايات المتحدة في سوريا عند لقاء ترامب والرئيس أحمد الشرع يشير إلى تفسير مثل هذه الأحداث فقال: "اليوم، بصفته الرئيس المؤقت لكل سوريا، يحاول أحمد الشرع التوازن بين المتشددين الذين كان يقودهم من قبل وبين السوريين الليبراليين الذين ارتاحوا لرحيل الأسد. ويظل المراقبون يتساءلون: هل أحمد الشرع متطرف إسلامي يتظاهر بالاعتدال من أجل مكاسب سياسية مؤقتة، أم أنه سياسي براجماتي استغل الجماعات المتطرفة ليصل إلى السلطة.".

الباحث يوسف رمضان @youseframadan12 يرى أن "الحكومات المؤقتة مع الأسف تقع في أخطاء متكررة، مثل عدم الاستقرار في السياسات، عدم اتخاذ قرارات حاسمة، عدم الحوار مع جميع الأطراف، والتركيز على حلول قصيرة المدى، لازم نتعلم من الماضي!".

وذلك مقابل، أن يكيل له أكبر داعم للإمبريالية والصهيونية في العام المديح كما عبر عن ذلك ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة خلال رحلة استغرقت ساعة من السعودية إلى قطر قائلا إن اللقاء مع الشرع كان "رائعًا"، وأضاف أن الشرع "شاب وجذاب، رجل قوي، ماضٍ قوي جدًا مقاتل".

قال ترامب إن الشرع "لديه فرصة حقيقية للحفاظ على تماسكه". "إنه قائد حقيقي، لقد قاد الهجوم، وهو مذهل".

في اجتماع لقادة مجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم الأربعاء، أشار ترامب إلى أن إعلانه مساء اليوم السابق عن نيته رفع العقوبات عن سوريا قوبل بتصفيق حار وأكبر تصفيق في تلك الليلة.

 

وعقب مقال موفق زيدان قال أحمد الشرع مع إعلام الثورة المضادة في سكاي نيوز والذين كانوا يتربصون بالثورات منذ 2011 أنه ليس من افرازات الربيع العربي أو الإخوان المسلمين، وهو تصريح لامه عليه الكثيرون لاسيما مع ترحيب شعبي من السوريين بعودة الأستاذ الشيخ علي صدر الدين البيانوني القيادي الأبرز والمراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية في 26 أغسطس الماضي بوصوله بعد 50 عاما من التهجير إلى مطار حلب وسط استقبال حافل من أهله ومحبيه.

وصرح د. عامر البو سلامة مراقب الإخوان السوريين  عبر @MBSyriaCG في اليوم ذاته "سورية واعدة بمستقبل سوري رائع وغد جميل، وأيام مليئة بالبناء الشامل، ويجب أن نشارك جميعاً في هذا البناء ..".

https://x.com/MBSyriaCG/status/1960405844094341522 

مكائد وخطوات

وحذر الباحث منصور عبدالله @aboalamirb من المكائد والخطوات التي تنتهجها الأقليات الطائفية المجرمة ومن ذلك  تكتيك DARVO ..

وأوضح ما يقوم به المتصدرون من الأقليات الطائفية على مواقع التواصل اليوم في محاولتهم للهروب من تبعات الإبادة التي ارتكبوها بحق السنة في #سوريا طوال 55 سنة، هو عمل احترافي منظم، ولا يمكن بأي حال أن يقف خلفه أفراد، وإنما منظمات ودول.

 

فمنذ سقوط نظامهم يدرك من يتابع الأحداث بشكل واضح أنهم يستخدمون تكتيك شائع في علم النفس السلوكي الإجرامي معروف باسم DARVO. حيث يستخدمه المجرمون ليس للهروب من جرائمهم فقط، بل لتحويل أنفسهم إلى ضحايا، وتحويل ضحاياهم إلى مجرمين! 

وأشار إلى التكتيك يبدأ حيث يقوم المجرم بالدفاع عن نفسه وإنكار جرائمه (Deny)،  ومن صوره هنا : " نحنا ما دخلنا، نحنا مو طائفيين، نحنا لم نفعل ذلك عمداً، كنا مجبورين، الطائفة كانت مخطوفة من بيت الأسد … إلخ". مضيفا أن الهدف في هذه المرحلة هو: زرع الشك في عقول الضحية والناس، وكسب الوقت.

 

المرحلة الثانية: حيث ينتقل فيها المجرم من الدفاع إلى الهجوم (Attack): أي بدل الدفاع عن نفسه، يبدأ المجرم هو بالهجوم على الضحية وينشر شائعات عنها، ومن صوره هنا: "إبادة  العلويين – إبادة الدروز- خطف النساء – سوق السبايا … إلخ". موضحا أن الهدف من وراء ذلك: إضعاف موقف الضحية أمام الناس حتى تفقد مصداقيتها.

 

أما أخطر مرحلة وهي الثالثة: فهي قلب الأدوار (Role Reversal) والهدف منها أن يجعل المجرم نفسه الضحية الذي يستحق التعاطف معه، ويجعل الضحية مجرمًا يستحق التنكيل به مرة أخرى، وقد وصلوا اليوم لهذه المرحلة بسرعة جنونية، وأفجر مثال على ذلك بالإضافة إلى قتل وتهجير السنة من #السويداء واستدعاء العدو الصهيوني لقصف #دمشق هو اختراع مصطلح "الفاشية السنية".

 

وكمثال قريب أشار إلى أن ".. السنة الذين تعرضوا للاضطهاد والقتل والتهجير لمدة 55 سنة ودفعوا أبلغ الأثمان لتحرير سوريا، طلعوا في نهاية المطاف هم الفاشيون .. والأقليات الطائفية بريئة ، والحقيقة إن جرائم تلك الأقليات الطائفية ليست غريبة عنهم، ولا مستغربة منهم، فهكذا كان تاريخهم عبر الزمان.

ولكن الغريب اليوم أن يخرج من بين أبناء السنة من يتبنى تلك المواقف، ويروّج لها ويدافع عنها، ويساهم في قلب الحقيقة وجعل المجرم ضحيةً، والضحيةُ مجرماً، وهؤلاء هم الأخطر على الإطلاق".