أعلن أسطول الصمود العالمي عن عودة سفنه الـ20، التي سيرها أمس في مهمة لكسر الحصار على غزة وعلى متنها أكثر من 300 ناشط، إلى ميناء برشلونة بسبب "الرياح العاتية"، مؤجلًا رحلته إلى موعد آخر لم يحدده.
وقال أسطول الصمود العالمي في بيان اليوم الاثنين "أُجِّلَت مغادرة مهمة أسطول الصمود العالمي حرصًا على السلامة وسط رياح البحر الأبيض المتوسط العاتية في الأول من سبتمبر/أيلول 2025".
وأضاف "نظرًا لظروف جوية غير آمنة، أجرينا تجربة بحرية ثم عدنا إلى الميناء لتجاوز العاصفة. هذا يعني تأجيل مغادرتنا لتجنب أي تعقيدات مع القوارب الصغيرة. في مواجهة رياح تزيد سرعتها عن 30 عقدة وطبيعة البحر الأبيض المتوسط غير المتوقعة، اتخذنا هذا القرار لإعطاء الأولوية لسلامة ورفاهية جميع المشاركين وضمان نجاح مهمتنا".
ومن بين النشطاء على متن سفن الأسطول الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج والنجم الأيرلندي ليام كونينجهام.
كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قدم، الأحد، خطة تهدف إلى وقف أكبر أسطول يبحر إلى غزة، ويضم نشطاء من 44 دولة، وفق سكاي نيوز.
وعرض بن غفير خطته على مجلس الوزراء، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، واعتبر بن غفير أن الأسطول "سيعتبر محاولة لتقويض سيادة إسرائيل ودعم حماس في غزة"، وقال "تحدد الخطة المقترحة تدابير تعزز موقف إسرائيل الثابت في حماية حدودها وضمان أمنها القومي".
بموجب المقترح، سيتم اعتقال واحتجاز جميع الناشطين بالأسطول في سجني كتسيعوت ودامون الإسرائيليين، المستخدمين لاحتجاز "الإرهابيين"، في ظروف صارمة تخصص عادة للسجناء الأمنيين.
وحسب خطة الوزير اليميني المتطرف، سيحتجز النشطاء لفترات طويلة، ويحرمون من امتيازات مثل التليفزيون والراديو والطعام الخاص.
ويهدف الأسطول إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وكسر الحصار غير القانوني ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حسبما أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة.
يأتي هذا التحرك ضمن جهود تنسيقية تقودها ثلاثة تنظيمات دولية من أكثر من 44 دولة، كانت اجتمعت في تونس الشهر الماضي، وأعلنت عن تنظيم أسطول الصمود العالمي ليكون أحد تحركاتها، وفق ما أعلنه المنظمون.
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
كان أسطول الحرية من أولى الحركات العالمية الداعمة لغزة، وهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم. والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة.