تواصلت التحذيرات الدولية من المجاعة الكارثية التى تخيم على قطاع غزة فيما واصلت قوات الاحتلال الصهيونى حرب الإبادة ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين من منتظري المساعدات وأصيب آخرون، برصاص جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات الطينة جنوب غرب مدينة خان يونس.
كما تواصل قصف الاحتلال المدفعي صوب الأحياء الجنوبية لجباليا النزلة شمال غزة ووشن طيران الاحتلال غارتين على أرض زراعية في منطقة السوارحة غربي مخيم النصيرات وسط القطاع.
وحسب المصادر الطبية، استشهد 11 مواطنا وأصيب 30 آخرون، خلال الـ24 ساعة الماضية، جراء قصف قوات الاحتلال تجمعات المواطنين عند نقطة توزيع المساعدات الإنسانية وسط القطاع، إضافة إلى استهدافات أخرى.
ومن بين الشهداء اثنان ارتقيا جنوب وادي غزة في "نتساريم"، فيما سُجلت باقي الإصابات جراء القصف الذي طال مناطق متفرقة وسط القطاع، وجرى تحويل 9 إصابات خطيرة إلى مستشفى شهداء الأقصى، لاستكمال تلقي العلاج.
يشار إلى أن الاحتلال الصهيونى، منذ 7 أكتوبر 2023 يرتكب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلاالنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و819 شهيدا، و158 ألفا و629 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 303 مواطنين، بينهم 117 طفلا .
جثامين الشهداء
في سياق متصل كشفت بيانات الحملة الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء أنّ الاحتلال ما زال يحتجز جثامين 726 شهيدًا في الثلاجات ومقابر الأرقام.
وقالت الحملة في بيان، صدر اليوم الأربعاء، بمناسبة اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء، أن من بين المحتجزة جثامينهم 256 شهيدا مدفونين في مقابر الأرقام، و469 شهيدًا محتجزين منذ عودة هذه السياسة في العام 2015، في مؤشر واضح على تصاعد هذه السياسة في السنوات الأخيرة.
وأشارت إلى أن من بين هؤلاء الشهداء 67 طفلًا، و85 شهيدا من الحركة الأسيرة، و10 نساء.
وأكدت الحملة أن سلطات الاحتلال تحتجز جثامين أكثر من 1500 شهيد من قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة في العام 2023، حيث يتم احتجازهم في معسكر "سدي تيمان"، ما يؤكد الطابع الممنهج والطويل الأمد لهذه الانتهاكات.
واعتبرت أن احتجاز الجثامين يمثل امتدادا ممنهجا للهيمنة الاستعمارية، حيث يُعاقَب الفلسطيني مرتين: في حياته وبعد موته، بتحويل الجثامين إلى أوراق مساومة، وحرمان العائلات من الحداد.
التجويع الصهيوني
فى سياق المجاعة حذرت أولجا تشيريفكو متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من أن المجاعة في قطاع غزة بدأت تتفاقم بوتيرة متسارعة جراء استمرار الحصار والتجويع الصهيوني.
وقالت المتحدثة في تصريحات صحفية، حول مستجدات الوضع الإنساني في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع من قبل دولة الاحتلال ان تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة، أكد وجود مجاعة في محافظة غزة وتوقع امتدادها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر المقبل.
وأضافت أن نتائج التقرير لم تكن مفاجئة بالنسبة لهم، موضحة أن هذا ما كنا نحذر منه منذ أشهر، وسنشهد سيناريو أسوأ إذا لم يتغير الوضع القائم .
وأشارت أولجا تشيريفكو إلى أن التقرير الأممي حذر من أنه في حال عدم التعامل مع الوضع الراهن بصورة شاملة وصحيحة، فإن المجاعة قد تمتد بسهولة إلى مناطق أخرى من القطاع.
وشددت على أن السبيل الوحيد لوقف المجاعة في غزة هو إدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى المدنيين، مطالبة بإزالة العوائق التي تحول دون وصول المساعدات، وتوفير ممر آمن ومنتظم لتوزيعها.
وأوضحت أولجا تشيريفكو أن وفيات كان من الممكن تفاديها قد وقعت بالفعل، وأن الوضع الحالي من صنع الإنسان بالكامل، وكان بالإمكان منعه لو جرى التدخل في الوقت المناسب، لكن لم تتخذ الخطوات الكافية .
وحذرت من أن المجتمع الدولي والأطراف المعنية لم يدركوا بعد ما قد يحدث إذا لم يتم التحرك بشكل عاجل إزاء الوضع في غزة.
انهيار كامل
وقال الدكتور عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الوضع التعليمي في قطاع غزة يمر بـ"انهيار كامل"، مشيرًا إلى أن نحو 90% من مدارس القطاع تعرضت للتدمير الكامل أو الجزئي، ما أدى إلى حرمان أكثر من 650 ألف طالب من التعليم على مدار عامين كاملين.
وأوضح أبو حسنة فى تصريحات صحفية أن الحرب أدت منذ السابع من أكتوبر إلى مقتل نحو 30 طفلًا يوميًا وإصابة 40 آخرين بجراح، أي بمعدل فصل دراسي كامل يُمحى كل يوم، إضافة إلى مقتل وإصابة مئات المعلمين.
وأضاف أن محاولات أونروا لتوفير بدائل تعليمية عبر إنشاء خيام تعليمية أو مساحات بديلة داخل مراكز الإيواء باءت بالفشل، بسبب الازدحام الشديد في مساحة لا تتجاوز 50 كيلومترًا مربعًا يقطنها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، إلى جانب انعدام الكهرباء والإنترنت، واستمرار النزوح، ومخاوف الأهالي من إرسال أبنائهم بسبب المخاطر الأمنية، حيث قُتل العديد من الأطفال أثناء توجههم إلى تلك المساحات.
وأشار أبو حسنة إلى أن أونروا قبل الحرب كانت تدير نحو 288 مدرسة في غزة تضم أكثر من 300 ألف طالب، وحصدت مدارسها أكثر من 20 جائزة عالمية في مجال جودة التعليم، كما تشرف الوكالة على أكثر من 720 مدرسة في فلسطين والدول المضيفة، تقدم خدماتها التعليمية لنحو 560 ألف طالب.
وأكد أن المشهد الحالي في غزة ينذر بكارثة ممتدة، إذ لم يبقَ أي معهد أو جامعة قائمة بعد تدميرها بالكامل، لافتا إلى أن مئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية، إلى جانب إصابتهم باضطرابات نفسية وعقلية عميقة، نتيجة ما يتعرضون له من رعب وخوف مستمرين .
واختتم أبو حسنة قائلاً: نحن أمام جيل كامل مهدد بالضياع لعقود طويلة، ليس فقط بفقدان التعليم، بل أيضًا بفقدان الأمان والصحة النفسية
مجمع ناصر الطبي
و أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن تضرر المنشآت الطبية في قطاع غزة بالغارات الصهيونية يعد "أمرا غير مقبول"، نظرا لما تسببه من سقوط ضحايا وتدمير للمرافق الحيوية التي يحتاجها المرضى، الذين لا يكاد يتبقى لهم أي ملاذ، وسط حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 23 شهرا.
جاء ذلك في بيان صدر عن "الصليب الأحمر"، تعقيبا على المجزرة الدموية التي ارتكبها جيش الاحتلال بشن غارتين متتاليتين على مجمع ناصر الطبي، آخر المستشفيات الرئيسية العاملة في جنوبي القطاع، أمس الأول، وأسفرت عن استشهاد 22 مدنيا، بينهم طواقم صحفية وطبية، ودفاع مدني.
وشددت اللجنة على أن تضرّر منشأة صحية مثل مجمع ناصر الطبي في غارة ومقتل وإصابة أفراد من الطواقم الطبية والصحفيين والمرضى أمر غير مقبول.
وأضافت أن مجمع ناصر الطبي هو أحد آخر المستشفيات الرئيسية التي لا تزال تعمل في جنوب غزة، إذ يوفّر خدمات طبية حرجة ومتخصصة لآلاف المرضى في منطقة لم يتبقَّ فيها سوى عدد محدود من المرافق الصحية في ظل استمرار الأعمال العدائية .
وطالبت اللجنة بضرورة احترام وحماية المرافق الطبية والصحفيين وفق ما ينصّ عليه القانون الدولي الإنساني، داعية إلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة لدعم عملهم وضمان سلامتهم.
كما طالبت بضرورة احترام وحماية كل من يؤدي دورا أساسيا في صون حياة الناس وكرامتهم في خضم النزاعات المسلحة.