بعد أكثر من شهرين من انتهاء صراع مفتوح غير مسبوق على مدى اثنى عشر يومًا، بين إيران والكيان الصهيونى بدأ كل طرف يجهز خططه استعدادًا للفصل الثانى من الحرب، حيث يحشد كل طرف قواته وحلفائه، وهناك واقع مؤكد بأن الحرب سوف تشتعل من جديد.
الكيان الصهيونى من جانبه يريد تدمير المفاعلات النووية الايرانية تماما وبالنسبة لإيران فإنها مضطرة للدفاع عن سيادتها وعن أراضيها وعن حلفائها فى المنطقة .
خيارات مطروحة
فى هذا السياق قالت داليا شيندلين، باحثة فى مركز الأبحاث الأمريكى "سنتشرى إنترناشونال" والخبيرة فى الرأى العام الإسرائيلي، إن الحاجز النفسى أمام هجوم مباشر بين إيران والكيان الصهيونى قد سقط ثلاث مرات فى أقل من عامين .
وأوضحت داليا شيندلين فى تصريحات صحفية أن هذا يعنى أن جميع الخيارات مطروحة الآن، بما فى ذلك استئناف الأعمال العدائية مشيرة إلى أن النجاحات الصهيونية فى إيران كانت كبيرة، لكن نطاقها لا يزال محدودًا.. وعلى هذا فإن الوضعٌ قابل للانفجار فى أى لحظة.
وفقًا للبنتاجون، لم تُؤخّر الضربات الصهيونية والأمريكية فى يونيو الماضى البرنامج النووى للجمهورية الإسلامية إلا بضعة أشهر، مما دفع صقور تل أبيب إلى الدعوة لشن ضربات جديدة على طهران لإنهاء المهمة فى أسرع وقت ممكن.
وقال مستشار لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: سيكون من قبيل الانتحار ألا تضرب دولة الاحتلال إيران استباقيًا .
وأضاف: يُكرّر الإيرانيون أنفسهم أن دولة الاحتلال بحجم هيروشيما، وأن قنبلة ذرية واحدة تكفى لمحوها من على وجه الأرض.
تخصيب اليورانيوم
فيما حذّر رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم فى غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر.
وفى ١١ يوليو، أعلن نتنياهو أنه سينتظر ستين يومًا لمراقبة تطور التهديد النووى الإيرانى قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية .
الصواريخ الباليستية
هناك سبب آخر للقلق فى دولة الاحتلال يتمثل فى قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية فاذا كانت دول الاحتلال بفضل القبة الحديدية، اعترضت حوالى ٩٠٪ من الهجمات الموجهة ضد أراضيها فان هذا يعني، أن ١٠٪ منها نجحت فى الوصول إلى أهدافها وهو أمر لا يزال يثير استياء وتخوف سلطات الاحتلال .
فى هذا السياق أكد ضابط صهيونى رفيع المستوى أنه خلال الحرب التى استمرت اثنى عشر يومًا، أطلقت إيران أكثر من ٥٠٠ صاروخ باليستى على الأراضى المحتلة، وخططت للوصول إلى ١٠٠٠٠، أو حتى ٢٠٠٠٠ صاروخ باليستي.
وقال: إذا لم نتحرك الآن، وإذا انتظرنا عامين لنرى ما إذا كانوا سيهاجموننا أم لا، فلن نتمكن من الدفاع عن أنفسنا؛ مؤكدا أنه لا يوجد نظام دفاع جوى فى العالم قادر على اعتراض هذا العدد الهائل من الصواريخ. إذا لم نقاتل الآن، فسنموت لاحقًا، فلنقاتل الآن!
اختراق الموساد
يشار إلى أنه منذ وقف إطلاق النار الذى فرضته الولايات المتحدة فى ٢٤ يونيو الماضى، شهدت إيران تصاعدًا فى الانفجارات الغامضة. انفجار أو انفجاران يوميًا، غالبًا فى مواقع استراتيجية مثل المصافى أو المستودعات العسكرية. ويرفض النظام الإيرانى توجيه اتهام مباشر لدولة الاحتلال،حتى لا يُصدق نظرية تسلل العدو المكثف إلى صفوفه لكن كبار الشخصيات الإيرانية أكدت أنها ترى يدًا للكيان الصهيونى وراء هذه الحوادث.
فى هذا السياق ، أدلى مدير الموساد بتصريح علنى نادر بعد وقف إطلاق النار ، مؤكدًا بشكل لا لبس فيه وجود عملائه فى إيران وقال : سنظل هناك، كما كنا حتى الآن .
فى المقابل لا يهدأ النظام الإيرانى فى وجه هذا التهديد. فبعد أنجاح الاستخبارات الصهيونية، فى القضاء على قادته وأشهر علمائه، تُجرى الجمهورية الإسلامية تطهيرًا شاملًا فى صفوفها، بحثًا عن أى جواسيس يعملون لصالح الكيان الصهيونى .
وأكد قائد القوات المسلحة، أمير حاتمي، أن دولة الاحتلال لا تزال تُشكل تهديدًا مُستمرًا وأن صواريخ الجمهورية الإسلامية وطائراتها المُسيّرة لا تزال موجودة وجاهزة لعمليات جديدة.
انعدام الأمن
وقال عيران عتصيون، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الصهيوني،: الإيرانيون فى وضع هجومى للغاية. لقد تعرّض كبرياؤهم الوطنى لضربة موجعة، وهم يُدركون الآن أن موقفهم الدفاعى الذى تبنّوه فى السنوات الأخيرة لم يعد يُحتمل .
وأضاف عتصيون: على الرغم من النجاحات العملياتية، يسود شعور عميق بانعدام الأمن فى دولة الاحتلال. لقد نجحت إيران فى إلحاق أضرار جسيمة بأراضينا، مشيرا إلى أن الصهاينة يدركون أن إيران ليست حزب الله، ولا حماس، ولا حتى سوريا: إنها قوة إقليمية مهمة، قادرة على إعادة بناء قدراتها العسكرية بسرعة كبيرة، وتعمل بالفعل مع الصين لتحسين تقنياتها ودفاعاتها الجوية .