في الوقت الذي تتواصل فيه حرب التجويع من جانب قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة ومحاولات عصابة العسكر لتوجيه الاتهامات لدولة الاحتلال بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وإغلاق المعابر خاصة معبري رفح وكرم أبو سالم، تتواصل أزمة دخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية إلى قطاع غزة .
وكشف سائق شاحنة نقل مساعدات أن قوات الاحتلال زعمت ضبط كميات من السجائر والمعسل والهواتف المحمولة مخبأة في بعض الطرود، مشيرا إلى أن هذه الحالات -التي تُستغل إعلامياً- تُستخدم في أحيان كثيرة مبرراً لتعطيل دخول قوافل كاملة، بينما يُسمح في أوقات أخرى بدخول بضائع لبعض التجار المقربين من سلطات الاحتلال بهدف جني أرباح.
وقال السائق: إن "شركة أبناء سيناء التي يرأسها إبراهيم العرجاني تهيمن على الجزء الأكبر من عمليات نقل المساعدات والبضائع التجارية الموجهة لغزة، سواء عبر معبر رفح أو معبر كرم أبو سالم".
شركات العرجاني
وأكد مصدر مسئول بحكومة الانقلاب أن شركات العرجاني حصلت على عقود تجهيز وتغليف ونقل الطرود الغذائية لصالح المؤسسات الدولية وبعض الدول العربية والإسلامية، متجاوزة شركات مصرية أخرى عاملة في المجال نفسه، مقابل ميزانيات كبيرة.
يشار إلى أن العرجاني يتولى رئاسة مجلس إدارة "مجموعة شركات أبناء سيناء" و"شركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار"، و"شركة أبناء سيناء للتجارة والمقاولات العامة"، ورئيس مجلس أمناء "مؤسسة سيناء للخير والتنمية الاقتصادية.
إجراءات مشددة
من جانبه، قال محمد أبو دياب، رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية في غزة: إن "الاستيراد الحر للبضائع من خارج القطاع ما زال محظوراً، مشيرا إلى أن الاحتلال يتيح فقط لتجار معدودين إدخال سلع أساسية وفق إجراءات مشددة".
ولفت إلى أن ما حدث مؤخراً في معبر كرم أبو سالم شمل إجراءات أمنية وفنية مشددة، بذريعة ضبط "بضائع ممنوعة" على شاحنات، إضافة إلى الحديث عن محاولات تهريب مواد مثل السجائر والمعسل والمخدرات، لكنّ هذه الإجراءات كثيراً ما تكون انتقائية وتخدم أهدافاً اقتصادية وسياسية للاحتلال.
"الأقصى للتأمين"
وكشف مصدر أمني فلسطيني في غزة أنّ اللجنة المصرية وشركة "الأقصى للتأمين" تملكان شاحنات وسيارات مصرية داخل القطاع، تتولى نقل المساعدات والبضائع من معبر كرم أبو سالم إلى وجهاتها.
وأوضح المصدر أنّ الشركة مملوكة لرجال أعمال برزوا خلال الحرب وأصبحوا على صلة وثيقة بإبراهيم العرجاني، مشيراً إلى أن الشركة تحتفظ بعدد كبير من المسلحين لتنفيذ مهام التأمين، وتعمل مجموعات الحماية التابعة لها في "المناطق الحمراء" بمدينة رفح، وهي مناطق يحظر على المدنيين الفلسطينيين دخولها، كما تمتلك مقارا معروفة في منطقة المواصي.
أسباب ملفقة
ووفق قناة إكسترا نيوز، فان ما يتم تنفيذه فعلياً لا يتجاوز 50–55% من عدد الشاحنات المقررة، مع إعادة أعداد كبيرة منها لأسباب ملفقة وعشوائية.
ولفتت القناة إلى أن المماطلة الصهيونية المستمرة تبقى العائق الأكبر أمام وصول الإمدادات الحيوية إلى سكان القطاع، محذرة من أن غزة تتعرض لتجويع يتسع يوماً بعد آخر في ظل إحكام الاحتلال حصاره على القطاع وعرقلة دخول المساعدات، الأمر الذي أدى إلى ندرة السلع الضرورية في الأسواق ووفاة مئات الفلسطينيين، بسبب الجوع وسوء التغذية.