قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم، مساء الأحد، عبر حسابه في “تليجرام”: “نقرأ بعض التسريبات في الإعلام حول رفض العدو للصفقة الجزئية وأن الحل هو الذهاب لصفقة شاملة، ويدعمهم في ذلك إدارة أمريكية متواطئة، وأقبح تعبير عنها هو تصريحات سفيرهم لدى الكيان، مايك هكبي، المبعوث المسياني”.
وأضاف “حتى اللحظة لم يصل الحركة ردًا رسميًا على العرض الأخير، ولم يصل أي عروض جديدة متعلقة بالصفقة الشاملة”.
واعتبر أن عنوان المرحلة لدى بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية هو المماطلة والهروب، مرة أخرى للأمام، بقرع طبول الحرب على محافظة غزة، وهو السلوك الذي جربه العدو الصهيوني مرات عديدة على مدار أكثر من 22 شهر، وفشل في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، غير الموت والدمار، لإشباع طموحاته المسيانية أو نفسيتة الشوفينية.
وعن عدم تلقي الحركة ردًا رسميًا على العرض الأخير الذي وافقت عليه لوقف إطلاق النار في قطاع غزة شدد "نعيم" على أن الحركة قدمت كل ما يلزم للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولا زالت مستعدة لذلك، بكل مسؤولية وطنية وعقل مفتوح.
وتابع “نتنياهو يريد استمرار الحرب ليحمي نفسه وائتلافه وتحقيقًا لتطلعاته المسيانية، ليس فقط في غزة، بل في كل الإقليم”.
بيان "حماس"
ومساء الأحد، قالت حركة حماس إن تصديق رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو على خطة احتلال غزة بعد موافقة الفصائل الفلسطينية على مقترح الوسطاء يؤكد إصراره على عرقلة الاتفاق.
وأضافت حماس في تصريح لها: وافقنا على صفقة جزئية، وأبدينا استعداداً لصفقة شاملة، لكن نتنياهو يرفض كل الحلول.
ونبهت إلى اعترافات "إسرائيلية" وأمريكية تؤكد أن نتنياهو هو المعطل الحقيقي لصفقات التبادل ووقف إطلاق النار.
وأوضحت أن "اعترافات المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، تؤكد أن نتنياهو كان يماطل ويكذب، بوضعه شروطاً جديدة كلما اقتربنا من إنجاز الاتفاق.".
إلا أن حماس شددت على أن الاتفاق على وقف إطلاق النار هو الطريق الوحيد لإعادة الأسرى، محملة نتنياهو المسؤوليّة الكاملة عن مصير الأسرى الأحياء لدى المقاومة. وأن "أكثر من اثنين وعشرين شهراً من العدوان أثبتت وَهْم “الانتصار المطلق” الذي يثرثر به مجرمو الحرب نتنياهو وبن غفير وسموتريتش.".
كما دعت إلى استمرار الضغوط الرسمية والشعبية لوقف الإبادة والتجويع ضد شعبنا الفلسطيني.
زالزال هولندا
وحدث زلزال في هولندا بسبب "إسرائيل"! حيث سببت استقال وزير الخارجية أزمة سياسية داخلية، لفشل فرض عقوبات إضافية على الاحتلال ضمن خطوة غير مسبوقة داخل السياسة الهولندية، وأعلن وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب استقالته من منصبه، بعد خلافات حادة مع مجلس الوزراء بشأن فرض عقوبات إضافية على "إسرائيل".
وأحدثت الاستقالة هزة سياسية داخل هولندا، أعقبها موجة استقالات من قبل وزراء آخرين بعد خلاف حول سياسة الحكومة تجاه إسرائيل بسبب حربها المدمرة على قطاع غزة، ما أدخل البلاد في وضع سياسي حرج.
داخلية غزة
وعلى صعيد الأوضاع الأمنية والاجتماعية بمواجهة مخططات الابادة، قالت وزارة الداخلية بغزة: "نحذر من مخططات التهجير وإفراغ محافظتي غزة والشمال من سكانهما، ونشيد بثبات المواطنين وصمودهم".
وأضافت "نحث المواطنين والنازحين القاطنين في مدينة غزة لعدم الاستجابة لتهديدات الاحتلال وإرهابه، ورفض النزوح والانتقال إلى ما تبقى من محافظتي الوسطى وخانيونس، فلا يوجد مكان آمن في جميع محافظات القطاع، والاحتلال يرتكب أبشع الجرائم يومياً حتى بقصف خيام النازحين في المناطق التي يدعي كذباً أنها إنسانية أو آمنة".
وناشدت الداخلية في غزة "المجتمع الدولي والوسطاء، بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق المدنيين الآمنين، ووقف مخططات تهجير سكان محافظتي غزة وشمال غزة".
إبادة مركبة بغزة
ومن جانبه، أكد المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، أن المجاعة في محافظة غزة وصلت المرحلة الخامسة، وسط توقعات بأن تمتد لمحافظتي دير البلح وخان يونس جنوبي القطاع.
وقال البرش -في مداخلة مع قناة الجزيرة-: إن عدد شهداء التجويع في القطاع ارتفع إلى 289 بينهم 115 طفلا، وهناك مليون شخص، أي 54% دخلوا حالة طوارئ في المرحلة الرابعة من المجاعة، و20% منهم دخلوا المرحلة الثالثة، بينما دخل 41 ألف طفل في حالة سوء تغذية شديدة.
وأعلنت الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، بعد أن حذر خبراؤها من أن 500 ألف شخص يعيشون في حالة “جوع كارثي”، محملة إسرائيل المسؤولية عن ذلك، في ظل الحرب المتواصلة في القطاع منذ 2023.
وقال البرش: إن المجاعة في غزة تحتاج استجابة إنسانية واسعة النطاق، وعند وقف إطلاق النار لا بد من مستشفيات ومؤسسات دولية إنسانية وممرات مفتوحة إنسانيا ووفود طبية ومراكز صحية ولمعالجة سوء التغذية، وأدوية ومكملات غذائية.
ووصف الواقع الصحي بالمأساوي، مؤكدا أن منع الوصول للرعاية الصحية هو أخطر شيء يواجه الإنسان، والشيء نفسه بالنسبة للحرمان من العلاج ومن الغذاء، مشيرا إلى أن 80% من المرضى لا يجدون أدويتهم في غزة، و52% من أدوية الأمراض المزمنة غير متوفرة و64% من أدوية السرطان نفدت بالكامل.
وتحدث عن معاناة أهالي القطاع مع التجويع ومع القصف الإسرائيلي المتواصل، وأكد أن الناس في شمال القطاع لم يناموا ليلة أمس بسبب الروبوتات التي فجرها الاحتلال، والتي حولت الأرض إلى رماد.
ووصف ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بأنه إبادة مركبة، إبادة صحية تستهدف الجسد بالقتل والجوع والمرض، وإبادة نفسية تستهدف الروح، وهي جريمة ضد الحياة نفسها، وقال البرش أيضا إن ما يمر به أهالي القطاع هو الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث يريد الاحتلال إبادة الناس وترحيلهم في ظل المجاعة.