لم يرحمهم السيسي ..  قانون الإيجار القديم يهدد بتشريد سكان المقابر فى الشوارع

- ‎فيتقارير

 

 

كوارث قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لا تترك أحدا من المصريين إلا وأصابته فى مقتل ..من البطالة وانهيار مستوى المعيشة والارتفاع الجنونى فى الأسعار والرسوم والضرائب التى لا تتوقف ولا تفرق بين غنى وفقير وحتى قانون الإيجار القديم..الكل عند عصابة العسكر سواء والتى لا هدف لها إلا استنزاف ما يمكن استنزافه ..

حتى سكان المقابر لم يرحمهم السيسي  وأصبحوا مهددين بالتشرد فى الشوارع بعد صدور قانون الايجار القديم حيث بدأ كثير من أصحاب المقابر، أو ورثتهم، بالمطالبة بإخلاء السكان أو رفع الإيجار بشكل جنونى، رغم أن دخولهم الهزيلة لا تسمح لهم بتحمّل أسعار إيجارات اليوم، فضلًا عن استحالة إيجاد بديل سكنى بنفس التكلفة .

هؤلاء اأناس الذين أجبرهم غلاء المعيشة وقلة الدخول على السكن بين الموتى، هربًا من مصير أسوأ، أصبح حالهم الآن يجسده المثل الشعبى : «رضينا بالهم والهم مارضيش بينا»

أين نذهب ؟

حول هذه الأزمة قال حسن السيد، من سكان مقابر التونسى : بعدما اتزالت بيوتنا على الدائرى، جينا فى مساكن المقابر.. وفى الآخر هيطردونا .

وتساءل السيد : أين نذهب ؟ هل تريد حكومة الانقلاب ان تجعلنا ننام فى الشوراع ؟

وقل زكريا عليوة : ولدنا وكبرنا فى المقابر بين الموتى مشيرا إلى أن الغرفة الواحدة اللى نسكنها أنا وأمى وأولادى أصبحت منزلنا الوحيد .

وأضاف عليوة : الغرفة الواحدة التى هى فى الحقيقة جزء من حوش مدفن، معتم لكنه الأمان الوحيد الفعلى للنفس المتعبة، الحياة هنا هى طقوس البقاء، على الرغم من فَظاعة المكان.

 

صراخ وبكاء

 

وقال أحد سكان مقابر السيدة عائشة رفض ذكر اسمه خوفًا من بطش السماسرة والبلطجية: «نعيش وسط صراخ وبكاء، وحتى الكلاب والمخدرات تسكن هنا».

وأكد زكريا السيد، إنه كان يقطن فى شقة تمليك بمنطقة غمرة، وتم هدم البرج بعد قرار إزالة من قبل محافظة القاهرة، مشيرا إلى أنه عجز عن شراء شقة تمليك فى أى منطقة بسبب عجزه المالى، ما دفعه للذهاب إلى المقابر

وقال: «كان كل همى ألاقى 4 حيطان يحافظوا عليا أنا وعيالى».

 

الإيجار القديم

 

وقالت أم محمود، امرأة خمسينية : من يوم ما اتكلموا عن قانون الإيجار القديم وإحنا مش نايمين، أنا ساكنة هنا فى أوضة مقبرة من سنة 1992.

وأضافت : معايا عقد ورقى، بس مين يضمن لنا؟ القانون هيمشينا كأننا ضيوف .

وأكد الحاج سعيد فى الستينىات من عمره أنه، فقد زوجته واثنين من أولاده فى حادث قديم، ولم يبقَ له إلا هذه الغرفة، التى استأجرها من أحد أحفاد مالك المقبرة الأصلى مقابل جنيهات قليلة .

وقال: «لو خرجونى من هنا، أروح فين؟ أنا معاشى على قده، وولا عندى شقة ولا قريب يحتوينى، واللى يتكلم يقول لك: القانون مش فى صفك».

 

مش لاقية أكل

 

وشددت فاطمة، أرملة تعيل ثلاثة أبناء، على إن الغرفة التى تسكنها «مش بس مأوى، دى اللى مغطيانا من الزمان»، موضحة أنها لا تعيش فقط داخل المقبرة، بل تعمل فى تنظيفها ورش الماء حول القبور لكسب بعض الجنيهات

وتساءلت : «منين هدفع إيجار جديد وأنا مش لاقية أكل؟! حتى المدارس مش عارفة أكمّل مصاريفها لأولادى».

 

وقال أحمد، شاب فى العشرينات نشأ فى هذه البيئة، أنه طوال حياته لم يعرف بيتًا سوى هذا المكان، حيث عاش مع أسرته داخل غرفة فى مقبرة عتيقة محاطة بشواهد القبور.

وأضاف : «الناس فاكرة إننا غرباء، لكن دى بلدنا، إحنا مش بنختار نعيش هنا، دى الظروف اللى جابتنا، والآن بيهددونا بالقانون الجديد كأننا متسللين».

 

حياة كريمة

 

وقال ياسين النعمانى، فى الخمسين من عمره : كنت أعمل بائعًا للأحذية فى الأسواق المتنقلة، لكن بعد إصابتي بوعكة صحية فقدت مصدر رزقى، ثم فقدت شقتي التى لم استطع دفع إيجارها .

وأشار النعمانى إلى أنه اضطر إلى اللجوء إلى إحدى غرف المقابر التى كانت بحوزة صديق له منذ سنوات بعيدة مؤكدا أنه يعيش الآن فى حجرة صغيرة فوق قبر، مغلقة بباب خشبى متهالك، ولا يستطيع دفع إيجار جديد ولا الانتقال إلى منطقة أخرى .

 وأضاف : لم أعد أطالب بحياة كريمة، فقط أرجو ألا يُؤخذ منى هذا المكان الصغير .

 

إقامة دائمة

 

وقالت نسرين عبدالرحمن، أرملة فى الثلاثين، تعيل طفلين : بعد وفاة زوجى فى حادث سير قبل سبع سنوات. كنت تسكن فى غرفة متواضعة بإحدى العشوائيات، لكن بعد تهديدات بالطرد وتراكم الإيجار، اضطررت للانتقال إلى المقابر، حيث وجدت ملاذًا مؤقتًا تحول إلى إقامة دائمة .

وأضافت : تعمل أحيانًا فى تنظيف المقابر أو إعداد الشاى للعمال، وبالكاد تجمع ما يسد الرمق، متساءلة : «إذا خرجونا من هنا، إلى أين نذهب؟ هذا المكان رغم كل شيء، يحفظ لى كرامتى».

 

طالب هندسة

 

وقال أحمد حافظ، موظف بالمعاش، 60 عامًا، انه يعيش مع ابنه حسام، طالب بكلية الهندسة، فى غرفة داخل مقبرة قديمة ورثها عن جده .

وأشار حافظ إلى أنه كان يأمل أن يتخرج حسام ويغير مجرى حياتهما، لكن القلق من التعديلات التشريعية الأخيرة لا يفارقهما، مؤكدا أنه يخشى أن يستيقظ ذات يوم ليجد نفسه مطالبًا بالإخلاء، دون أى تعويض أو بديل.

وأضاف : «ابنى يذاكر كل ليلة بجانب القبر، يخطط لمستقبل قد لا يجد له موطئ قدم إن تم طردنا».