التقى وزير الشؤون الإستراتيجية "الإسرائيلي" رون ديرمر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في باريس ليلة الأربعاء، في ظل أحلام لم يعتذر عنها الصهاينة، كشف عنها رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو مطلع الأسبوع الفائت، قائلا: "أشعر أنني في مهمة تاريخية وروحانية، فأنا مرتبط برؤية إسرائيل الكبرى التي تشمل فلسطين وجزءًا من الأردن ومصر ودولا أخرى".
اللقاء السوري مع حكومة كيان العدو كانت مثار امتعاض المراقبين لاسيما الفلسطينيين، حيث قال الباحث بلال نزار ريان معلقا عبر @BelalNezar: "لأول مرة في تاريخ الجمهورية العربية السورية منذ تأسيسها: وكالة الأنباء السورية الرسمية نشرت خبر لقاء وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بوزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أحد العقول المدبّرة لحرب الإبادة على غزة. ".
واعتبر "ريان" أن "لقاء كهذا يُشكّل عارًا على الدبلوماسية السورية، وفضيحة سياسية وأخلاقية تكشف عمق السقوط في مستنقع التطبيع مع القتلة، وتفريطًا بدماء الشهداء السوريين قبل الفلسطينيين، في ذروة المجازر والجرائم ضد الإنسانية" مضيفا "هذا يوم حزن وخزي عربي جديد.".
وعلى غرار المثل "الحديث لك يا جارة" قال د. طارق السويدان بالتوازي مع الزيارة عبر @TareqAlSuwaidan: "غرناطة لم تسقط فقط بسيوف العدو، بل بسذاجة الثقة في عهود لم تحفظ يومًا. . اليوم… وبعد 500 سنة، هل تغيّر التاريخ؟.. كم من اتفاقيات "سلام" لم تثمر إلا خديعة وخسرانًا؟".
وأمام توسع أحلام نتنياهو رأى مراقبون، أن الحل الأمثل هو في ألا يستسلم الجميع بحجة حقن الدماء وعدم التهور والدخول في معركة لا طائل لنا بها كما يقول بعض قاصري الفهم، مشيرين إلى أنها ينبغي أن تكون معركة شرف للدفاع عن أمة إما تكون عبيدا لإسرائيل الكبرى أو ترمي حلم الكيان وقادته في صناديق الزبالة، ليعلم الجميع أن المقاومة في غزة هي خط الدفاع الأول عن الأمة فانصروها." بحسب الكاتب الكويتي عادل العازمي.
وبالتزامن مع اللقاء المشبوه، أعلنت كتائب القسام عن إيقاع قوة من جنود وآليات الاحتلال في حقل ألغام جنوب حي الزيتون بمدينة غزة، بالقرب من ملعب المناصرة، ورصد المجاهدون إخلاء القتلى والجرحى وسحب الآليات المستهدفة تحت غطاء ناري كثيف، مؤكّدين نجاح العملية وتكبد الاحتلال خسائر ميدانية ملموسة.
اختار السوريون مع حكومتهم الجديدة أن يندرجوا إلى أحلام "الدولة" التي تقوم على المساندة الخليجية، لاسيما أمام الملف الصهيوني، ففي يناير 25 بدأ وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب، بقاء مع عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير الخارجية، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي وتبعه في 11 فبراير، لقاء جديد لأسعد الشيباني الرجل نفسه ضمن منتدى القمة العالمية للحكومات المُقام في دبي وتبعه دخول أذربيجان على الخط.
الحرب مع نتنياهو
رئيس مركز لندن للدراسات السوري د.أحمد رمضان عبر @AhmedRamadan_SY أشار إلى وعي من المثقفين السوريين بأبعاد المؤامرة حيث كتب مقالا بعنوان "حرب السوريين مع نتنياهو وليس الهجري " أوضح أن "الهجري أداة يستخدمها نتنياهو، والهدف زعزعة استقرار سورية ومنع تعافيها.".
وأضاف "كلُّ الحديث عن وقف المواجهات، مع منعِ سيطرة الحكومة، خدعة إسرائيلية لتمرير أسلحة وذخائر ومعدات لوجستية لميليشيا في السويداء، انضم إليها مؤخراً عناصر وضباط من الجيش “الإسرائيلي”، سبق لهم أن قاتلوا في غزة!.".
وهنا استدرك "رمضان" وقال: "أداء الحكومة السورية يصعب فهمه، ولا يُنبئ أنه على مستوى ما يُحاك من خطط لفصل مناطق في الجنوب، وإدارة صراع بين المكونات طويل الأمد، يمنعُ تواصل سورية جغرافياً مع محيطها العربي".
وأكد أن "نتنياهو يعتبر معركته في سورية بديلاً عن غزة أو مكملاً لها على الأقل، ويراها مرحلة أولى من مواجهة قادمة مع تركيا، ولذا لن يتخلى عن أوراقه".
وشدد الباحث والأكاديمي على أن دمشق تحتاج "مراجعة دقيقة وعاجلة لمسار التطورات واتجاهاتها، وعدم الوقوع في فخ الوعود والضمانات، وأغلبها مجرد خدع، يقدمها مسؤولون ليسوا من مستوى رفيع".
واعتبر أن "تفريغ الجنوب من السلاح المتوسط والثقيل وسحبه من الجيش والأمن، سيقلب المعادلة لصالح المتمردين الانفصاليين، وعدم الاستعانة بضباط خبراء من أهل الجنوب السوري قد يضر بالقوات المنتشرة، لأن قادة وحدات وألوية إسرائيلية دخلوا أو على وشك الدخول للإشراف على مواجهات محتملة قادمة".
وعن خطأ إسناد الأمر برمته إلى جهة واحدة قال: "نكرر مطلب تشكيل إدارة أزمة على مستوى عال من الاحتراف والإمكانات، وإعادة جمع الصف الوطني، ووقف الاحتقان الطائفي والتنابذ حول المعتقدات، وهو ما يُحدث شرخاً لا يندمل، إضافة إلى منع تكرار المجازر، وملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية".
مخطط لضرب سوريا
وفي منشور آخر بعنوان "خطة خطيرة لاستهداف سورية الجديدة، هذه خيوطها " قال @AhmedRamadan_SY: ".. هناك غرفة عمليات مركزية لضرب تجربة الثورة السورية الوليدة موجودة خارج سورية، وهناك غرف عمليات فرعية داخل البلد وفي #لبنان، وهناك محاولة لجمع خلايا من شبكات النظام البائد مع ميليشيا طائفية، وخلايا تدعمها إسرائيل ومجموعات يسارية متطرفة بهدف زعزعة الدولة والقيام بعمليات تفجير واغتيال، ومنع أي عمليات استثمار اقتصادي عربي أو دولي في سورية".
وعما تحتاجه دمشق، رأى أنها "تحتاج إلى إعلان استنفار أمني لمواجهة هذه الخطط، وعدم التهاون معها، وتوجيه ضربات استباقية لها، والحرص على توعية السوريين كافة بشأن المخاطر الأمنية، وملاحقة من يقومون ببث الشائعات وتضليل الرأي العام.".
https://x.com/AhmedRamadan_SY/status/1957155046858309755
وسبق للشيخ كمال الخطيب @KamalKhatib1948 أن عبر عن تريبه من لقاءات التطبيع المرتقب في وجهة النظر السورية والاستعداد للفتك من الإسرائيليين.
وفي مقال بعنوان " البداية والنهاية أم بداية النهاية؟" رأى أنه "يبدو أننا نعيش الآن مشاهد بداية السلام وتطبيع العلاقات "الإسرائيلية" السورية، وما تسليم مقتنيات الجاسوس "إيلي كوهين"، وما زيارات الإمارات وزيارة أذربيجان ومبادرات ترامب تجاه سوريا وتصريحات مبعوثه توماس باراك إلا بعض تلك المشاهد".
وأضاف، "إذا كانت لقاءات أذربيجان جزءًا من هذه المشاهد، فلن يقنعنا أحد أن تركيا ليست شريكًا مباشرًا فيما يجري في ظلّ علاقتها المميزة مع أذربيجان ومع الإدارة السورية الجديدة وعلاقة أذربيجان التاريخية مع إسرائيل".
واستدرك "الخطيب"، ":إنني في غاية الطمأنينة أن بلاد الشام خاصة وبلاد الإسلام عامة تشهد مخاضًا عسيرًا وتمحيصًا وفرزًا دقيقًا، هذا المخاض ورغم آلامه وأوجاعه إلا أنه سيكون بعده ميلاد مبارك يفرح له المؤمنون ويشفي صدورهم، وتتصدع له قلوب أعداء الإسلام والمنافقين من بني جلدتنا حزنًا وكمدًا.".
https://twitter.com/KamalKhatib1948/status/1944723368445350370
يشار إلى أن واشنطن تسعى سعيا حثيثا إلى ضم دمشق إلى تيار الإبراهيمية الحمقاء وسبق للمبعوث الأميركي إلى تركيا وسوريا "توم باراك" صهيوني أمريكي أن قال: "تستضيف تركيا 4.5 مليون سوري، يتحدثون اليوم التركية والعربية، وعندما تُفتح الحدود وتُحكم السيطرة، سيكون لذلك تأثير هائل، السوريون تجار بالفطرة مثلهم مثل اللبنانيين، وإذا جمعت السوريين واللبنانيين والإسرائيليين سويًا، وانضمت أموال الخليج، ستشهد المنطقة حركة اقتصادية هائلة نحو الشرق."، بحسب ما قال.
والتقى الرئيس أحمد الشرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو الماضي في الرياض ضمن لقاء مغلق، واستعرض فيه بحضور ثلة من الباحثين ذوو الأيدولوجية الاستعمارية قياس نبض الشرع عن العمل العسكري في أي اتجاه من الاتجاهات، جنوبا لفرض هيبة الدولة، أو شمالا بالتعاون مع تركيا، أو في الوسط بمقاومة التعاون الصهيوني مع الدروز، وقياس مدى إمكانية أخذ الأمور إلى المربع المطلوب أمريكيا وصهيونيا.