بعد موافقة حماس على وقف اطلاق النار .. تصعيد صهيوني فى قطاع غزة ومنظمة العفو تتهم الاحتلال يتنفيذ سياسة تجويع متعمد

- ‎فيعربي ودولي

 

 

فى سياق حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال الصهيونى على قطاع غزة استشهد ما لا يقل عن 18 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، وأصيب العشرات بجروح متفاوتة، فجر اليوم الثلاثاء، جراء قصف جوي ومدفعي شنّه الاحتلال الصهيوني على عدة مواقع وأحياء في قطاع غزة.

كما استشهدت طفلة ومواطن آخر بعد استهداف خيمة للنازحين قرب الكلية الجامعية غرب خان يونس، فيما أسفر قصف آخر على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي عن سقوط أربعة شهداء وإصابات عديدة.

وأعلن مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح عن استقبال خمسة شهداء وعدد من الجرحى إثر قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة البصة، في حين ارتقى خمسة شهداء آخرون بعد استهداف مجموعات من المدنيين قرب موقع “كيسوفيم” جنوب شرق المدينة.

 

تصعيد صهيوني

 

وفي شمال القطاع، أكد مستشفى الشفاء وصول جثماني شهيدين و53 إصابة نتيجة قصف استهدف حشود مواطنين كانوا بانتظار المساعدات الغذائية في منطقة “زيكيم” شمال غرب بيت لاهيا.

يأتي هذا في إطار التصعيد الصهيوني المُستمر رغم الحديث عن اقتراب الوصول إلى اتفاقٍ يُنهي الحرب.

وقالت هيئة البث الصهيونية في وقتٍ سابق أن الإدارة الأمريكية طلبت الاطلاع على خطط احتلال مدينة غزة.

وأشارت الهيئة إلى أن تقديرات الجيش الصهيونى تؤكد أن احتلال مدينة غزة سوف يستغرق 4 أشهر.

 

الهدنة الإنسانية

 

وأكد المدير العام بوزارة الصحة في غزة أن الهدنة الإنسانية يجب أن تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح، وليست مجرد لحظة صمت.

وقال المدير العام في تصريحات صحفية : الهدنة لن تعني شيئًا إن لم تُستثمر في إنقاذ من تبقى على قيد الحياة، مشيرا إلى أن الصمت المستمر يعني طفلاً آخر يموت في حضن أمه بلا دواء ولا حليب .

وأضاف أن آلاف الجرحى ما زالوا يستغيثون طلبًا للعلاج، فيما يتضور الأطفال جوعًا في ظل هدنة مؤقتة تخنقها حالة التردد والصمت الدولي .

تجويع متعمد

في سياق متصل حذرت منظمة العفو الدولية من أن دولة الاحتلال تتبع سياسة تجويع متعمد في غزة، فيما تحذر الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من أن القطاع الفلسطيني بات على شفير مجاعة وشيكة.

وكشفت منظمة العفو بعد إجراء مقابلات مع 19 نازحا فلسطينيا وعنصرين من الطواقم الطبية التي تعالج أطفالا يعانون من سوء التغذية، أن دولة الاحتلال تنفذ حملة تجويع متعمدة في قطاع غزة المحتل وتدمر بشكل ممنهج الصحة والسلامة والنسيج الاجتماعي لحياة الفلسطينيين. 

وأشارت الى أن الشهادات التي جمعتها تؤكد أن التزامن القاتل للجوع والمرض ليس نتيجة مؤسفة للعمليات العسكرية الصهيونية في غزة وإنما نتيجة متعمدة لخطط وسياسات صممتها دولة الاحتلال ونفذتها خلال الأشهر الـ22 الأخيرة لتفرض عمدا على فلسطينيي غزة ظروفا معيشية محسوبة بحيث تؤدي إلى تدميرهم الجسدي، وهو جزء من الإبادة الجماعية الجارية التي تنفذها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة.

 

الأونروا

 

وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الثلاثاء، إن دولة الاحتلال اعتقلت نحو 50 موظفا في غزة وتعرض بعضهم للتعذيب قبل الإفراج عنهم.

وأضاف لازاريني فى تصريحات صحفية :فقدنا 360 موظفا في غزة خلال الحرب .

 

وقف اطلاق النار

 

وحول هدنة وقف اطلاق النار زعم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال خلال زيارة لألوية جيش الاحتلال في قطاع غزة، حيث اجتمع بوزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي زامير، إن حركة حماس “تحت ضغط هائل”.

وقال رئيس وزراء الاحتلال في رسالة للصهاينة : أسمع كما تسمعون أنباء الإعلام، وكلها تؤكد أن حماس في وضع صعب للغاية .

كانت حركة حماس قد ردّت بشكل إيجابي على مقترح الوسطاء، الذى يستند إلى صيغة "ويتكوف" مع بعض التعديلات الطفيفة، .

ونقل مصدر في الحركة أن وفد حماس سلّم ردًا رسميًا بالموافقة إلى الجانبين المصري والقطري، وذلك عقب مشاورات أجرتها الحركة مع باقي الفصائل الفلسطينية.

وأوضح المصدر أن الوسيطين المصري والقطري سيقومان بدعوة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى المنطقة، لبدء مفاوضات مع الجانب الصهيوني تمهيدًا للوصول إلى اتفاق نهائي، دون الكشف تفاصيل المقترح.

واعتبر المراقبون أن هذا التطور يشكّل أرضية يمكن أن تفتح الباب أمام مفاوضات غير مباشرة بين حماس ودولة الاحتلال لإتمام صفقة مؤكدين أن الكرة الآن في ملعب دولة الاحتلال .

في المقابل، وجّه  وزير الأمن القومي الصهيونى إيتمار بن غفير رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكّدًا أنه لا يملك تفويضًا للذهاب نحو صفقة جزئية أو التوقف قبل حسم المعركة مع حركة حماس .

وقال بن غفير: إذا خضع نتنياهو لحماس وأوقف الحرب، فستكون كارثة تاريخية وخسارة فرصة نادرة للقضاء على الحركة مشددًا على أن الفرصة قائمة الآن لإنهاء حماس بشكل كامل وفق تعبيره .

إجراءات حازمة

وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة وملموسة لوقف حرب الاحتلال على الدولة الفلسطينية، محذرة من خطورة المخططات الرامية إلى استكمال اجتياح قطاع غزة .

وأشادت بالجهود المبذولة من الوسطاء للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يمنع تنفيذ مخططات الاحتلال ويضمن حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإغاثية بشكل مستدام وعلى نطاق واسع تمهيدا لبدء عملية إعادة الإعمار وعودة القطاع تحت سيطرة مؤسسات دولة فلسطين الشرعية وتنفيذ إعلان نيويورك وتطبيق الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية.

وقالت الوزارة في بيان اليوم الثلاثاء، إنها تنظر بخطورة بالغة إلى مصادقة جيش الاحتلال على مخططات إعادة احتلال مدينة غزة التاريخية بأكملها بما ينذر بفرض نزوح قسري جديد لأكثر من 900 ألف مواطن باتجاه جنوب القطاع وتدمير ما تبقى من أحياء ومنازل ومنشآت في المدينة.

وأكدت أن تنفيذ هذا المخطط يكشف مجددا حقيقة حرب الاحتلال على الدولة الفلسطينية ووحدة أراضيها وشعبها وشرعية مؤسساتها وعلى المدنيين الفلسطينيين بهدف تهجيرهم قسرا بعد تحويل قطاع غزة إلى أرض غير صالحة للحياة البشرية.