مزاعم ترامب تتحطم على صخرة الكرملين.. قمة ألاسكا تفشل فى إنهاء الحرب الأوكرانية

- ‎فيعربي ودولي

 

رغم أن قمة ألاسكا بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، لم تسفر عن أي اتفاقات بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن الرئيس الأمريكي نصح الرئيس الأوكرانى زيلينسكي بإبرام اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وردًا على سؤال بشأن نصيحته لزيلينسكي قال ترامب: نعم، عليك التوصل لاتفاق.. روسيا قوة كبيرة للغاية.. وهم جنود عظماء.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، وقال البيت الأبيض إن الرئيس ترامب يجري اتصالًا هاتفيًا مع عدد من القادة الأوروبيين في حلف الناتو.

وأشار البيت الأبيض إلى أن ترامب أجرى مكالمة مطولة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي بعد مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، إنه ينصح زيلينسكي بعقد صفقة مع روسيا بشأن إنهاء الحرب.

 

قمة ثلاثية

 

فيما قال مسئول في الكرملين إن موضوع القمة الثلاثية بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لم يناقش بعد".

وأضاف مسئول  الكرملين :  لا علم حتى الآن بموعد عقد لقاء بين بوتين وترمب مجددًا .

وقال الرئيس الأمريكي إنه لن يضطر إلى التفكير في فرض رسوم جمركية مضادة على الدول التي تشتري النفط الروسي في الوقت الحالي، لكنه قد يضطر إلى ذلك في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

لم تتوصل إلى شيء

حول انجازات القمة  قال الكاتب الصحفي مصطفى السعيد إن قمة آلاسكا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تحقق أي اختراق في أي من الملفات، وعلى رأسها ملف الحرب الأوكرانية، مشيرا إلى أنه تم اختصار القمة إلى 3 ساعات بدلًا من 6 ساعات.

وأضاف السعيد فى تصريحات صحفية أن السفير الروسي لدى واشنطن أعلن أن القمة لم تتوصل إلى شيء، ولا يبدو أنها ستتوصل إلى شيء.

وأوضح أن الرئيس الروسي تمسك بكل المطالب الروسية المعلنة، وعلى رأسها احتفاظ روسيا بالمقاطعات الأربع وشبه جزيرة القرم، باعتبارها جزءًا من الأراضي التي تراها روسيا مقتطعة من أراضيها التاريخية "شرق نهر الدنيبر"، فضلًا عن عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، والتخلص من الجماعات الفاشية، وخفض عدد الجيش الأوكراني، وضمان حصول المتحدثين بالروسية على حقوقهم.

وتابع السعيد أن موسكو تشترط إعلان أوكرانيا والاتحاد الأوروبي الموافقة على تلك المطالب قبل أي إعلان لوقف إطلاق النار. بينما كان ترامب يسعى إلى وقف إطلاق النار قبل تحقيق المطالب الروسية، ليبدو أنه حقق اختراقًا يمكن أن يتباهى به، وهو ما لم يحدث.

واشار إلى أن ذلك أدى إلى اختصار المفاوضات وعدم صدور بيان ختامي عن القمة.

 

المصالح الأوروبية

 

وقال المحلل السياسي الروسي دينيس كوردينوف، رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، إن الاتفاق الذي أبرمه الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب تميّز بسرعة اتخاذ القرار، حيث اختصر التفاهم الشخصي بينهما زمن مناقشة تمديد معاهدة "ستارت الجديدة" بنسبة 70%، مع التوصل إلى صيغة لتخفيضات غير متكافئة تشمل سحب 100 قاذفة استراتيجية أمريكية مقابل تقليص 150 صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات من الترسانة الروسية.

وأضاف كوردينوف  في تصريحات صحفية أن نقطة الضعف القاتلة في هذا التفاهم تمثلت في تجاهل المصالح الأوروبية، وهو ما فجّر أزمة فورية، مشيرًا إلى برقية عاجلة أرسلتها المستشارة الألمانية أنالينا بيربوك إلى البيت الأبيض، حذّرت فيها من أن القرارات الأحادية بشأن الغاز ستدفع ألمانيا إلى الخروج من نظام العقوبات.

وأوضح أن المؤتمر الصحفي  أخفى التبعات الحقيقية لما جرى، إذ أبلغت إدارة ترامب الكونجرس بقرار تجميد 1.7 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فيما أصدرت هيئة الأركان العامة الروسية الأمر رقم 347 بتعليق الهجوم على مدينة كوبيانسك.

 

حلف الناتو

 

وأشار كوردينوف إلى أن حلف الناتو وضع تحت التحليل بيانات مقلقة، أبرزها رفع حالة التأهب لأنظمة صواريخ "إسكندر" في كالينينجراد، وردّ الأسطول الخامس الأمريكي ببدء مناورات قبالة سواحل كامتشاتكا.

ولفت إلى ان ولاية ألاسكا، التي بيعت عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، عادت لتكون رهانًا في لعبة جيوسياسية بقيمة 12 تريليون دولار، لكن "الجليد الهش" للثقة بين موسكو وواشنطن بدأ يتشقق تحت وطأة الوعود غير المنجزة.