توفي د. عاطف محمود زغلول، طبيب الأطفال البالغ من العمر 52 عامًا، والمحبوس احتياطيًا بمركز شرطة أبو كبير بمحافظة الشرقية، بعد تدهور حاد في حالته الصحية نتيجة حرمانه من الرعاية الطبية اللازمة، والإهمال الطبي في إخراجه لتلقي العلاج المناسب لحالته.
وقالت شقيقته (علا زغلول) مساء الجمعة: “ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. نن العين في ذمة الله.. د. عاطف زغلول”.
وكان الراحل يعاني من مشكلات قلبية وخضع سابقًا لعملية تركيب دعامات، ما استدعى متابعة طبية مستمرة، ورغم حالته الصحية الحرجة، لم تُوفّر له الرعاية الكافية داخل مقر احتجازه، كما لم تستجب السلطات للمطالب المتكررة بإخلاء سبيله، رغم عدم وجود موانع قانونية.
ونقلته السلطات قبل يومين من وفاته (الأربعاء) إلى مستشفى أبو كبير المركزي، حيث فارق الحياة هناك، بسبب تعنت الموافقة من جهاز الأمن الوطني المتحكم في قرارات سجون السيسي.
وقال متابعون: إنه “تعرض لأزمة صحية منذ يومين لم يتم التعامل معها بالسرعة المطلوبة والدكتور عاطف، طبيب أطفال معروف من مدينة أبو كبير، كان معتقلًا على خلفية قضية تتعلق بـ”الانضمام إلى جماعة إرهابية – الإخوان المسلمين” في محضر جنح، ورغم تدهور حالته الصحية، تأخر نقله إلى المستشفى، ما فاقم وضعه وأدى إلى وفاته اليوم”.
وحمل حقوقيون ومنظمات حقوقية الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي، المسؤولية الكاملة عن وفاة الدكتور عاطف زغلول، وأدرجته ضمن جريمة الإهمال الطبي متعمد وانتهاكًا صارخًا لحقه في العلاج والرعاية الصحية، كما هو الحال بالنسبة لنحو 35 معتقلا توفوا بالإهمال الطبي منذ يناير 2024 ما يعكس القتل الممنهج للمعتقلين المصريين.
وعن سيرته رحمه الله كتب حساب (رفيقي عوض)، “اللهم اغفر له وارحمه توفي صباح اليوم داخل السجن الدكتور الخلوق الرائع د.عاطف زغلول مدير وحدة حضانات الأطفال في مستشفى أبو كبير المركزي اللهم اغفر له وارحمه وانتقم ممن ظلمه، والله يا دكتور ما عرفتك إلا خلوقاً شهماً لم تتوانَ عن خدمة الفقراء والضعفاء من أبناء مدينتنا، والله إنها لحسن الخاتمة أن تموت مظلوماً بغير ذنب ولا جريمة، وتلقى ربك نظيفاً طاهراً فهنيئا لك، وأسأل الله أن يبارك في ذريتك وأن يحفظهم وأن يُسخر لهم من خلقه من يُعينهم على وعثاء السفر ومشقات الطريق ، كما كنت تساعد عباده الضعفاء والمحتاجين، وأسأل الله أن يربط على قلوب أحبتك يارب يارب
ياه يا عاطف معقول يا دكتور مش هاشوفك تاني يا حبيبي، ما بكيت يوم وفاة والدي كما إني أبكيك اليوم، لعنة الله على من ظلموك و حبسوك ظلماً و منعوا عنك دوائك ليقتلوك.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1999958550540489&set=a.143499009519795
ويعد د. عاطف زغلول الطبيب الثاني الذي يقتل العسكر بالإهمال الطبي في السجون بعد أن قتل أ.د. ناجي البرنس لنبوغه العلمي والعملي، ولم يستبعد مراقبون وحقوقيون أكدوا أن يكون اغتيال السيسي للأستاذ الدكتور ناجي علي البرنس أستاذ جراحة الفم والفكين بكلية طب الأسنان – جامعة الإسكندرية، وهو في عمر ناهز 69 عامًا، داخل محبسه في سجن بدر 3، بعد ثلاث سنوات من الاعتقال؛ نتيجة لنبوغه الأكاديمي والعملي في مجاله فضلا عن كونه شقيق د. حسن البرنس نائب محافظ الإسكندرية المعتقل منذ 12 عاما.
الحقوقي هيثم أبو خليل أشار إلى أن الفقيد الشهيد نابغ في علمه وقال: “عرفته رجلاً نابغاً متواضعاً خلوقاً، شهيد جديد في المعتقلات المصرية، استُشهد الأستاذ الدكتور ناجي علي البرنس بدار، داخل محبسه في سجن بدر 3 بعد 3 سنوات من الاعتقال التعسفي”.
ونبهت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان ومركز الشهاب لحقوق الانسان وغيرهما من المنظمات إلى أنه “قتل بالإهمال الطبي.. وفاة أ.د. ناجي البرنس داخل محبسه بعد اعتقال تعسفي وحرمان من الرعاية الصحية”.
وأدانت المنظمات “بأشد العبارات وفاة الأستاذ الدكتور ناجي البرنس، أستاذ جراحة الوجه والفكين بكلية طب الأسنان – جامعة الإسكندرية، وذلك إثر تعرضه لسلسلة من الانتهاكات الجسيمة بدأت باعتقال تعسفي، تلاه إهمال طبي جسيم وسوء رعاية صحية داخل محبسه، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية ووفاته”.
ونبهت إلى أن الفقيد “شقيق الأستاذ الدكتور حسن البرنس، المعتقل السياسي المعروف، والذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام برفقة عدد من السجناء السياسيين في سجن بدر 3، احتجاجًا على منع الزيارة وسوء المعاملة والانتهاكات المستمرة داخل السجون، بما في ذلك التعذيب البدني والمعنوي”.
ودعت المنظمات إلى “فتح تحقيق فوري وشفاف في ملابسات الوفاة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، وتدعو إلى احترام القوانين الدولية لحقوق الإنسان، وضمان الرعاية الطبية للسجناء، ووقف مسلسل الإهمال الطبي والتنكيل بالمعتقلين السياسيين في مصر.”.
وأكدت المنظمات أن “هذه الوفاة ليست مجرد حالة فردية، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تُمارَس بحق سجناء الرأي والضمير، والتي يجب أن يتوقف العالم عندها بجدية ومسؤولية”.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1153110923530020&set=a.617177613790023